الجزائر

دخان في بيت حمس



تقول آخر الأخبار المتسربة من مبنى حركة ''حمس'' إن أنصار الوزير السابق للأشغال العمومية، عمر غول، جاهزون لكسر عصا الطاعة على طريقة الوزير السابق للصناعة، عبد المجيد مناصرة، والخروج من البيت الذي بناه الشيخ محفوظ نحناح قبل أكثر من 20 سنة.
والغريب في أمر المنشقين الجدد، أنهم كانوا من أشد المعادين لعمر غول، وأكثر الناس حبا ودعما ونصرة لسلطاني الذي سيضطر لإنهاء فترته الثانية على رأس ''حمس'' بانقسام ثان، محوّلا هذه الأخيرة إلى ''حزيبات'' تشبه إلى حد بعيد ''كريات'' يتلاعب بها الكبار في الصالونات السياسية ويتقاذفونها متى أرادوا وفي أي اتجاه شاؤوا.
إنه من الخطأ اعتبار ما يحدث في حمس شيئا بسيطا، بل هو كبيرة من الكبائر السياسية، التي لا تغتفر كونها تشتت مئات الآلاف من الشبان والشابات الذين وثقوا في مشروعها المعتدل.
كما إنه من غير المعقول الاستسلام إلى نظرية التآمر التي تتحدث عنها بعض قيادات الحركة، محاولة إلصاق هزيمتها الانتخابية على مشجب السلطة وحدها أو حزب المزورين، لأن المؤسس الراحل عندما اختار التحالف مع السلطة بعد حل جبهة ''الفيس''، كان ذلك بمثابة مبايعة لهم على السراء والضراء، في الكر والفر، وفي الإقبال والإدبار، وأيضا في الغرم والغنم.
ومن هذا المنطلق، فإن تصور ''حمس'' خارج أحضان السلطة ''الدافئة'' أمر لا يصدق، بل إن من المحرمات السياسية التي يسعى القيادي المشاكس عبد الرزاق مقري فرضه على سلطاني الذي علم بأن أسهمه لم تعد مغرية لدى السلطة التي ترغب في رؤية شخص آخر مكانه.
وإن صدقت إحدى الروايات الكثيرة حول دور مرتقب لعمر غول في المرحلة القادمة، مثلما درج على تسريبه عبر مقربيه ومحيطه الضيق، فإن ما عجز عنه غول وكثير من إطارات أحزاب كبرى أخرى، في تجسيده على الأرض قبل سنتين، بمشاهدة ميلاد حزب الرئيس أو شقيقه.. سيكون سهلا وبلا خسائر عبر تمكينه من الجلوس على عرش أكبر حزب إسلامي وبالتالي قطع الطريق أمام هذا ''السلطاني'' ومسعاه لنيل شرف دخول سباق الرئاسة ضد بلخادم أو أويحيى أو ''مرشح الإجماع'' الذي لا نعرفه بعد.ئ؟

jalal.bouati@gmail.com




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)