وعادت حليمة إلى عادتها القديمة.. وعاد وزير الخارجية الفرنسي يملي علينا ما يجب فعله في سياستنا الداخلية. وبالفعل فقد كان السيد ألان جوبي واضحا في رده على سؤال لصحفي فرنسي طالبه بتفسير موقف فرنسا من الإصلاحات التي أعلنها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في خطابه الأخير، فرد الوزير عندما نقول إن ما أعلن من إصلاحات بداية جيدة .. فهذا يعني، كما قال، إنه يجب أن تكون هناك أشياء أخرى . ولا ندري ماذا سيحصل لنا إن لم تكن هناك أشياء أخرى، لأن كلمة يجب هي عبارة غير محبذة في القاموس الدبلوماسي المتعارف عليه بين دول ذات سيادة، إلا إذا اقتنع ساركوزي وجوبي أن الجزائر فقدت سيادتها وأنه كان من واجب بوتفليقة أن يمرر خطابه الأخير على مبنى الكيدورسي في باريس لتؤشر عليه الخارجية الفرنسية وتعطي موافقتها على محتواه، وكأننا في الجزائر قصّر لا نعرف مصالحنا ولا توجد وسائل للتأثير على سلطاتنا، رغم أن الكثير من الصحف المستقلة وشخصيات سياسية وطنية عبّرت بكل حرية عن مواقفها، وقالت إن ما أعلنه الرئيس غير كاف ولا يستجيب لما كنا نتطلع إليه، سوى أن هذا الكلام نقوله نحن ولا يقوله الكيدورسي . وبالفعل فإن ساركوزي اختلطت عليه الأمور منذ الفشل الذريع الذي تكبدته سياسته الخارجية في تونس عقب الثورة التي أطاحت بصديقه زين العابدين بن علي، فأصبح يرى الثورات في كافة أنحاء المغرب العربي وشمال إفريقيا ويريد استباق أي تحرك في أي بلد من هذه البلدان، خوفا من أن يسبقه أي قطار لا يتمكن من ركوبه، وهذا ما جعله يدخل فرنسا في المستنقع الليبي حتى أن وجد نفسه وحيدا لا ترافقه سوى دويلة قطر بعد أن انسحبت أمريكا من المشهد الليبي. ولعل السلطات في بلادنا تتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية في جعل الفرنسيين لا يترددون في التدخل في شؤوننا الداخلية، لأن سياستنا الخارجية لم تعد بتلك الصلابة والشدة في الموقف، فقد تراخينا كثيرا في التعامل مع المستعمر القديم، والدليل أننا تراجعنا حتى في قضية إصدار قانون يجرّم الاستعمار للرد على قانونهم الممجّد لجرائمهم في الجزائر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/04/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : كمال جوزي
المصدر : www.elkhabar.com