الجزائر

"دار المؤونة" الخاصة بالأمير عبد القادر بمسعد تعاني من الإهمال شاهد على المقاومة الشعبية لدى عروش منطقة الجلفة




دار المؤونة بمسعد
ما تزال "دار المؤونة" الخاصة بالأمير عبد القادر، الموجودة بمنطقة دمّد بمسعد، تثير حالة من الاستغراب والاستهجان لدى السكان والمهتمين بتاريخ ولاية الجلفة لا سيما اثناء فترة المقاومات الشعبية بعد أن طالها الإهمال و لم تعد سوى أطلالا. وتتواجد ذات الدار قبالة مسجد دمد العتيق مباشرة وهي الوحيدة التي بقيت على حالها ولم تهدم نظرا لقيمتها التارخية.
وأشارت مصادر "الجلفة إنفو" أن موقع الدار يقع ضمن ملكية خاصة وأنه يجب على السلطات أن تتحرك من أجل الحفاظ على هذا الإرث التاريخي قبل فوات الأوان وتعويض اصحاب الملكية واقرار مشروع لترميمه خصوصا بعد انهيار السقف و أجزاء من الجدران الخارجية.
ورغم أن الدار تتوفّر على قيمة تاريخية (المقاومة الشعبية ابان عهد الأمير عبد القادر) وقيمة أثرية يتجاوز عمرها القرن و ربع القرن وقيمة معمارية ترمز الى طريقة البناء منذ أكثر من قرن، الا أن الجهات المعنية بحماية الآثار لم تتحرّك لحماية هذا الموروث الذي يعتبر شاهدا على المقاومة الشعبية بمنطقة الجلفة والتي كان الأمير عبد القادر يعوّل على فرسانها مثلما ذكره اكثر من مؤرّخ وكاتب.
وبشأن رمزية دار المؤونة، فهي شاهد أثري على مرور الأمير عبد القادر وجيشه بمنطقة مسعد وأن سكان منطقة الجلفة قد احتضنوا المقاومة الشعبية منذ انطلاقها و أن الأمير عبد القادر لم يتّجه الى المنطقة الجلفة الا بعد أن عرف الدور الكبير لسكانها وأعراشها في المقاومة الشعبية التي خاضها مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. وقد أشاد الأمير عبد القادر بكرم سكان المنطقة وما تزال الى اليوم منطقة "الكرمونية" بعين معبد تحمل التسمية المذكورة نسبة الى وصفهم بقوم "الكرم والنية" من طرف الأمير عبد القادر. كما نُقل عن الجنرال "دوما أوجان" (1) الذي شغل أيضا منصب المدير المركزي لشؤون العرب، من كتابه "خيول الصحراء" اشادة للأمير عبد القادر عن دور أولاد نايل وسكان منطقة الجلفة في المقاومة الشعبية خصوصا فرسانها وخيول المنطقة.

(1) Général Daumas, E. (Eugène) ; Les chevaux de Sahara ; 1851 ; Paris ; F.CHAMEROT. Librairie Editeur.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)