الجزائر

د. بن طرمول عبد العزيز (إعلامي وجامعي)



د. بن طرمول عبد العزيز (إعلامي وجامعي)
اليوم الوطني للصحافة بالجزائر المصادف ل22 أكتوبر من كل عام، مبادرة تستحق الثناء والإشادة، وقد تبناها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، كتأكيد منه باهتمام السلطات العليا بالبلاد، بهذا القطاع الحساس، حتى لا يكون لدينا سوى عيد عالمي واحد للصحافة، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على تقدير أصحاب الحل والربط في بلادنا، بالتضحيات الجسام التي قدمها الصحافي الجزائري طيلة مشواره المهني، فهذا العمل المقدس لرجال مهنة المتاعب، يجب تثمينه والاعتراف به، وهذا ما ورد بالتحديد في قانون الإعلام لسنة 2012 والذي حدد بدقة عمل الصحافي، حقوقه وواجباته والتي تتمثل أساسا في المقدسات والثوابت الوطنية، السيادة والأمن القومي للوطن، فهذا القانون هو في الأساس خريطة طريق لعمل الإعلاميين الجزائريين، ولكن يجب بالموازاة مع ذلك، التركيز على الرفع من الروح المعنوية لأصحاب مهنة المتاعب، وأعني بذلك أنه إذا أولى المعنيون وأصحاب القرار الاهتمام بالأوضاع الاجتماعية للصحافيين وحلّوا مشاكلهم المطروحة على غرار معضلة السكن، الأجرة والتكوين، فهذا سيكون من أهم نتائجه تثبيت "ثنائيتي" الحرفية وأخلاقيات المهنة، فلا يمكن تصور صحافي متمرس ومهني وملتزم بمبدأ أخلاقيات المهنة وهو يعاني من مشاكل اجتماعية عويصة، قد تكون عائقا وحجر عثرة في تطويره وترقية مستواه، وأؤكد لكم أنه يوجد إلى اليوم إعلاميين في الجزائر لا زالوا يتقاضون حوالي 6000 دج شهريا، وهذا في حد ذاته إشكال حقيقي والأكيد أنه ستكون من بين أهم تبعاته غياب المصداقية في العمل الإعلامي بل وحتى في أخلقة مهنة الصحافي، ولكن يجب أن نشير إلى مسألة مهمة، وهي أن حرية التعبير في الصحافة باتت اليوم مكفولة وواقع لا يمكن تجاهله والدليل على ذلك تبوأ الجزائر لمكانة مرموقة في الجنوب المتوسطي بل وحتى في بعض الدول الأوروبية والآسياوية على غرار إيطاليا والهند، ولكم أن تحكموا بأنفسكم كيف أن بعض العناوين أصبحت لديها الجرأة لتنتقد رئيس الجمهورية وكأنه شخص عادي، مع العمل أنه شخصية دستورية ويجب أن تحترم من قبل هؤلاء الإعلاميين، وأؤكد في الأخير أنه حان الوقت للاهتمام أكثر بجانب التكوين، لأنه السبيل الوحيد للرفع من مستوى الأسرة الصحفية التي أثبتت بأنها قادرة على رفع التحدي ومجابهة مختلف الضغوطات التي تواجهها في مسيرتها المهنية. وأن لا تبقى هذه البرامج التكوينية مجرد شعارات جوفاء لا تتحق ولا تطبق في الواقع




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)