التصعيد الحاصل بين المعارضة الاخوانية والنظام العسكري الحاكم في مصر، أي بين من يسمون أنفسهم أنصار الشرعية ومن يتهمونهم بالانقلاب، أخد أبعاد كبيرة، بل أصبح يتجه شيئا فشيئا نحو الانزلاق الأمني، بمعنى تحول نزاع سياسي إلى نزاع امني، تقوم فيه الإجراءات الاستثنائية محل الإجراءات العادية، ويقاوم فيه من يعتبر نفسه ضحية بكل الوسائل والطرق لاستعادة ما يعتبرونه حقا مغتصبا... في مثل هذا المستوى يصبح الوضع في مصر خطير، ذلك لان غياب القنوات السياسية أو على الأقل انسدادها يجعل من إمكانية التوصل إلى اتفاق حول تسيير المرحلة ومعالجة الآثار السلبية للمعارضة وللنظام الحاكم ضرب من ضروب الخيال..مصر نموذج الآن حي عن الصراع الدائر حول السلطة وعليها في الوطن العربي، وليبيا أيضا نموذج لانهيار النظام المؤسساتي وغياب تقافة الدولة، وتونس تبقى البلد الوحيد الذي يحافظ إلى حد الساعة على شعرة معاوية في تناحر المعارضة والسلطة على الحكم...ما يسمى بالربيع العربي، كشف النقاب على تعطش النخب العربية إلى السلطة، بل السلطة أحيانا من اجل السلطة ولها، لكن الأخطر والأمر أن ثورات الربيع العربي حسب الوصف الغربي أوضحت للعالم غياب وعي عربي في ممارسة الحكم أو الوصول إليه، غياب زاد من تعقيده غياب مشروع مجتمع متناسق ومتفق عليه... ومن هنا بدأت المشكلة العربية وقد تستمر طالما أن السلطة في حد ذاتها هدف وغاية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/12/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الحياة العربية
المصدر : www.elhayatalarabiya.com