الجزائر

خير عزاء لشهداء ال"يوشين"..



بمجرد حدوث الكارثة المأساوية التي أودت ب275 شهيدا إثر سقوط الطائرة العسكرية بالقرب من بوفاريك عبّر الجزائريون عن حزنهم وبالغ تأثرهم بتلك المأساة وعلامات ذلك كانت بادية للعيان في كل شبر من التراب الوطني فلا حديث إلا عن ذلك المصاب بل إن الكثير لم تلتئم يومها حول طاولة العشاء كالعادة بعد رؤية تلك المشاهد التي أدمت القلوب قبل العيون.الجزائريون لم يكتفوا بالتعبير عن حزنهم وتأثرهم فقط ولكنهم رسموا لوحات رائعة للتضامن حيث هرع المزارعون والسكان القريبون من موقع سقوط الطائرة لنجدة الضحايا وتقديم يد المساعدة إلى أعوان الحماية المدنية وأفراد الجيش، الدرك والشرطة لإخماد النيران التي اشتعلت في الطائرة دون أن نشاهد فيديو أو صورة واحدة للضحايا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهذا ما يثبت تقديسهم لحرمة الموتى ورعاية أحاسيس ومشاعر أهاليهم وهذه علامة تسجل للشعب الجزائري.
صورة أخرى للتضامن رسمها شعبنا إثر هذا الحادث المأساوي حيث لاحظ الجميع عبر حسابات وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي مواطنون وضعوا أرقامهم الهاتفية يعرضون على أهالي الفاجعة الإقامة في بيوتهم سواء لدى قدومهم إلى مكان سقوط الطائرة ببوفاريك أو توجههم إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة حيث تتم عمليات التعرف على هويات الضحايا قبل تسليمها إلى أهاليهم.
المساجد أرّخت بدورها لهذا التضامن فعلى غير العادة حيث وبمجرد أن يطلق الإمام السلام يسارع المصلون نحو الأبواب للخروج من المسجد لزم أمس كل المصلين أماكنهم في خشوع مهيب بعد الفراغ من صلاة الجمعة لأداء صلاة الغائب على أرواح 257 من شهداء فاجعة سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك صبيحة الأربعاء.
هذه الهبة التضامنية هي خير عزاء لأهالي الضحايا و ذويهم و لكن يبدو أن هناك من أزعجهم ذلك فبدئوا في الترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي لروايات عارية من الموضوعية، فبينما قال فريق أن سبب سقوط الطائرة يعود لاهترائها و قدمها ذهب آخر إلى الترويج لرواية الحمولة الزائدة ...الخ و بين هذا وذاك أدعو هؤلاء إلى ترك المسألة لأهل الاختصاص وانتظار نتائج التحقيق كما لا يسعنا إلا أن نترحم على أرواح شهدائنا وندعو الله العلي القدير أن يفرغ على أهليهم وذويهم جميل الصبر، إنا لله وإنا إليه راجعون.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)