الجزائر

خيانة عظمى



ما قاله «فرحات مهني» أمام الدورة الثامنة للهيئة الدائمة للشعوب الأصلية في الأمم المتحدة في اجتماعها بنيويورك يوم الثلاثاء الماضي يعتبر أمرا في غاية الخطورة، وإضافة إلى الادعاءات القديمة عن وجود ما يسميه "الشعب القبائلي"، والدعوة إلى الضغط على الجزائر من أجل فرض الحكم الذاتي في منطقة القبائل، والدعوة الصريحة إلى التدخل الأجنبي فإنه هذه المرة تجاوز خطا آخر عندما هدد ضمنيا بخيار العمل المسلح.
قال «مهني» في خطابه ما يلي "إنني أدعو شخصيا كل الضمائر المتنورة في جميع أنحاء العالم لمساعدة هذا الشعب ذي العشرة ملايين نسمة الذي يفضّل حلا سياسيا هو الحكم الذاتي على الحل العسكري رغم أنه يعتبر في حالة دفاع مشروع عن النفس"، ولا يمكن فهم هذا الكلام إلا باعتباره تحريضا صريحا على العنف، والأخطر من هذا هو أنه يقدّم منفذا لبعض القوى الأجنبية التي تريد أن تعبث باستقرار البلاد تمهيدا للسيطرة على ثرواتها، وهو خطر حقيقي لا يمكن أن نستهين به في ظل سياسات الهيمنة الطاغية في العالم، ومشاريع التقسيم التي تتعرض لها كثير من دول العالم.
أسوأ من هذا لا يتورع «فرحات مهني» عن إعلان دعمه الصريح لمشروع "الحكم الذاتي" الذي يقترحه المغرب كحل لنزاع الصحراء الغربية، وقد وصف «مهني» موقف الرباط بالحكمة، واعتبر الجزائر طرفا مباشرا في النزاع باعتبار أنها هي من تحرك جبهة البوليساريو وتتحكم فيها، ولا يمكن أن تُصنّف هذه المواقف إلا في دائرة الخيانة فضلا عن التآمر على تقسيم البلد الذي لم يعد «فرحات مهني» يستحي من الدعوة إليه بشكل علني في كل مكان.
لقد بات ملحا اليوم تشكيل موقف وطني واحد وواضح من هذه الدعوة الانفصالية الخطيرة التي بدأت تستدعي التدخل الأجنبي بكل وقاحة، بل إننا اليوم أمام وقائع جلية لخيانة كبرى تقوم على ضرب الوحدة الوطنية والمساس بمصالح البلاد في الداخل والخارج، وعلى الذين يدعون تمثيل منطقة القبائل أكثر من غيرهم أن يتحركوا اليوم لكشف هذه المؤامرة التي لم تعد مجرد خطاب سياسي يوصف بالتطرف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)