تحتار الكثير من الزوجات في كيفية التعامل مع أزواجهن لصعوبة مراسهم وتقلب مزاجهم، في حين تتخيل أخريات إمكانية خسارة شريك الحياة في أي لحظة وزواجه عليها. وعوض أن يفكّرن في حلول معقولة ومباحة دينياً، تفكر بعضهن في اللجوء إلى المشعوذات للقيام بخلطات سحرية وتعويذات تجعل هذا الزوج مثل "الخاتم في أصابعهن" حسب اعتقادهن، إلا أن بعضهن وبدل أن تحقق ما كانت تصبو إليه وجدت نفسها أمام مصيبة كبيرة ألمّت بزوجها اقترفتها يداها، حيث تحوّل هذا الأخير إلى مجنون بينما، لقي آخر حتفه بسبب المواد السحرية التي فتكت بجسده.يفعل الجهل فعلته ببعض النساء اللواتي دخلن في عالم السحر والشرك بالله بذريعة "المحافظة على الزوج"، الذي تعتقد بعضهن بإمكانية خسارته في أي وقت وتركها في أي لحظة، كما تلجأ أخريات إلى السحر والعياذ بالله خوفا من أن يتزوج عليها شريك الحياة.. هذا الأخير الذي تحاول الزوجة المحافظة عليه بشتى الطرق ومن فرط جهلها تستعين ب "الدروشة"، التي تأخذ منها أموالها ومجوهراتها، في سبيل أن تصبح هي الآمر الناهي والكلمة كلمتها.. والغريب في الأمر أن بعض النساء يستهنّ بالأمر ويعتبرن أن استعانتهن ببعض الخلطات السحرية لكسب مودّة الزوج "أمر عادي" بما أن قصدهن "شريف" وهو نشر المحبة والألفة بين شريكي الحياة حسب اعتقادهن الخاطئ.إلا أن بعض هؤلاء النسوة وبدل أن يصلن إلى ما كن يردنه ألحقن الضرر بشريك العمر. وهو حال إحدى السيدات بولاية داخلية كانت تعاني من المعاملة السيئة من زوجها لمدة تجاوزت العشر سنوات، فنصحتها إحدى الجارات بالذهاب إلى امرأة عجوز لها "خبرة في الحياة"، تعوّدت هي على الذهاب إليها وستعطيها بعض الوصفات التي تجعل زوجها مطيعا ولا يجرؤ على الصراخ في وجهها، فكانت في كل مرة تقصدها تقدم لها خلطة جديدة لا تعلم حتى ما الذي تحتويه وتطلب منها أن تضع ملعقة منها أثناء تحضير طعام الزوج، وبدأت حالة هذا الأخير تسوء يوما بعد يوم وأصيب جسمُه بالوهن، وانقطع عن الطعام كليا ورغم عرضه على الأطباء لم يجدوا له العلاج الشافي حتى وافته المنية.ولا تفكر الزوجات في العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنجم عن هذه التصرفات غير المسؤولة بل كل همهن إخضاع الزوج الذي يرينه "متسلطا"، إذ تحول أحد الأزواج في العاصمة والذي قررت شريكة حياته "مداواته" بالخلطات السحرية إلى مجنون بعد أن فقد عقله وأصبح مختلا، حيث أصبح يتصرف بغرابة ويهذي وهو نائم كما يتحدث أحيانا مع نفسه، وهو ما جعل زوجته تندم وتتمنى أن يعود إلى طبيعته بعد أن كان يهابه الكبيرُ والصغير.وفي تعليقه على هذه الآفة، قال الشيخ جلول قسول، إمام مسجد "القدس" بحيدرة: "إن اعتقاد هؤلاء النسوة بأن ما يفعلنه "أمر عادي" بما أنهن يبحثن فقط عن المحبة والمودة هو اعتقاد خاطئ، إذ الأصل في السحر حرام وهو شرك بالله، ولا يجوز المداواة بالحرام والتعامل به مهما كانت النية، إذ إن البعض ينادي بمقولة الغاية تبرر الوسيلة، وهنا لا يمكن أن تصلح هذه المقولة".. داعيا هؤلاء النساء إلى ضرورة التعقل والتوبة النصوح كما نصحهن بالتشبث بالأخلاق العالية وطاعة الزوج لأن هذا ما يمكن أن تكسب به الزوجة زوجها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/05/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com