خلط بين القناعة الشخصية وتقرير المخابرات

يبدو أن سفراء الولايات المتحدة الأمريكية في العالم لم يخرجوا هم أيضا عن تقاليد المسؤولين العرب في تزييف الحقائق والتلاعب بها حتى لدى بلدانهم. وآخر هذه الأمثلة ما نشر عبر شريط وثائق "ويكيليكس" حيث تحدث السفير الأمريكي السابق بالجزائر روبرت فورد (سفير أمريكا حاليا بسوريا) عن لقاء جمعه مع مدير نشر "النهار" أنيس رحماني و رئيس التحرير آنذاك سعاد عزوز حول ما نشرته الجريدة بشأن كتاب علي بن حاج. الغريب أن السفير الأمريكي زار "النهار" مجاملة وتحادث مع الصحافيين حول العلاقات الجزائرية الأمريكية لكنه عندما راسل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية تحدث له فيها عن لقاء مع أنيس رحماني حول علي بن حاج !!! والمضحك أن روبرت فورد يقول أننا نصف علي بن حاج ب "الفحل" !! ولله مع الأمريكان شؤون خاصة وأن روبرت فورد ظل منذ تواجده في الجزائر مطلع التسعينات يعتبر الإسلاميين المتشددين البديل الحقيقي في الجزائر لكن هذه المرة أخلط بوضوح بين قناعته الشخصية وتقريره الإستخباراتي عن "النهار" المعروفة بمواقفها الوطنية والتي لا تحتمل أي تحريف ولو تعلق الأمر بشخص علي بن حاج!