المسرح العربي انغمس في الرؤية الغربيةدعا المسرحي عمر فطموش محافظ المهرجان الدولي للمسرح إلى ضرورة التخلي عن التقليدية في المسرح العربي، والنظر إلى الحداثة التي تعنى بجماليات المسرح العربي بصفة عامة.قال عمر فطموش خلال إشرافه أول أمس على افتتاح أشغال الملتقى الدولي الذي نظم على هامش الطبعة السابعة للمسرح الدولي ببجاية والذي جاء تحت عنوان "الطقس والمقدس في المسرح المعاصر "أن المسرح العربي بحاجة إلى إعادة تأسيس المعايير الجمالية للفن المسرحي وذلك من اجل تحقيق النهضة للمسرح العربي الذي انغمس في الرؤية الغربية والذي أسقطاه في التقليدية التي قضت على روحه ورسائله.وبخصوص عنوان الملتقى والإشكاليات التي سيطرحها الملتقى على مدار ثلاثة أيام، يقول محافظ المهرجان "إذا اعتبر البعض مناقشة مثل هذه المواضيع هو جرأة، فان مهرجان بجاية يناقش مثل هذه القضايا بموضوعية بغية تغير النظرة الغربية التي شوهت جماليات المسرح العربي، داعيا في هذا السياق إلى ضرورة اختراق هذه الرؤى ووضعها مع العلبة السوداء في المتاحف، مؤكدا بهذا الصدد أن الملتقى سيطرح خلال أشغاله بعض الأسئلة حول الطقس والمقدس في مسرحنا والبحث في مدى حضوره في الأعمال المسرحية العربية.من جانبه قال المفكر والباحث صهيب بن الشيخ أن الجمال يرتبط بحاجيات الإنسان وتوجهاته الإيديولوجية حيث تنصهر تلك التوجهات في قوالب تعبيرية من قبل منشئ العرض والتي تنسجم مع روح العرض كونه صانع الجمال في العرض حيث يوفر للمتلقي حاجاته التي يفتقدها.وفي هذا السياق، أكد المتحدث أن الجمال يتجسد بشكل حسي موضوعي في إطلاق حرية الإبداع والمعرفة غير مكونات الحياة الإنسانية والروحية كما يرى أن الجمال لا يمكن أن يقتصر على مفهوم واحد بل يستلزم أيضا تخصصات للخروج مما هو ذاتي للواقعي.كما دعا المتحدث في مداخلته إلى ضرورة ضبط المفاهيم وعدم دمجها ببعضها البعض، وقال إن أي خطاب يجب أن يترجم بعقلانية وشمولية حتى يحتويه المتلقي، مبررا حديثه بالخطاب الديني في المناطق العربية الذي أخذ حسبه اتجاها ابعد عن معرفة الحضارة الإسلامية، وفي هذا الصدد دعا المتحدث إلى ضرورة الإلمام بالمعاني واللغة من اجل إعطاء صورة مشرفة للدين الإسلامي الذي هو دين أوجد ليكون جامعا بين كل الشعوب الإسلامية وغير الإسلامية.من جهته، ركز البروفسور جميل عيساني في مداخلته في الحديث عن ثلاثية المسرح، الطقس والمقدس والتي غالبا ما تكون متحدة وملتصقة، وذلك لان المسرح نشأ من رحم المقدس سواء في الشرق مع ملحمتي الرامايانا والمهابهارات، أو في الغرب مع الإلياذة والأوديسة، كما تحدث البروفيسور عن الطقوس التي كانت من صنع الإنسان الذي اصحب في أخر المطاف أسيرا لها ضربا من الممارسات الرمزية المقدسة التي ينخرط فيها الناس بمختلف فئاتهم.من جهة أخرى، تطرق البروفيسور في مداخلته إلى الاختلافات الموجودة بين الطقس والقدس وقال "إن الطقس حالة انفعالية على المستوى الحسي يتم فيها الالتصاق بالحديث عن التماهي ولا يؤخذ بالحسبان الجمهور، أما المسرح هو لعبة الخيال وتمثيل والإيهام بالحقيقة" مضيفا "أن المسرح يفرض على الممثل ترك مسافة بينه وبين الدور الذي يؤديه، وتم تصميمه لأجل الجمهور".للاشارة عرف اليوم الأول من الملتقى تكريم الناقد الدكتور السعيد بوطاجين عرفانا وتقديرا عما قدمه للمسرح والنقد المسرحي والحركة المسرحية بصفة عامة، وقد دعا الدكتور بوطاجين في كلمته المقتضبة إلى عدم الانسلاخ عن الذات وذلك من أجل تحقيق النزاهة في الحياة اليومية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/11/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نسرين أحمد زواوي
المصدر : www.elhayatalarabiya.com