الجزائر

خطورة الإصرار على المعصية والكبائر



خطورة الإصرار على المعصية والكبائر
من أسباب سوء الخاتمة
خطورة الإصرار على المعصية والكبائر
ليس هناك خاتمة أسوء من يقضي الله على الإنسان الموت وهو عاص لربه فالخاتمة السيئة أن تكون وفاة الإنسان وهو معرض عن ربه جل وعلا مصر على معصيته ومضيع لما أوجب الله عليه فتلك هي النهاية البائسة لصاحبها فهذا حال كل مَن أصرَّ على انتهاك المحرَّمات والعيش في أَسر الشهوات فيختم له بالسوء.
*من أسباب سوء الخاتمة:
إلف المعصية والسعي لها:
الإنسان الذي يحب المعصية ويسعى إليها ويألفها وتصبح جزءا من تكوينه لم يَتُب منها والشيطان في هذا الوقت يستولي على تفكيرِه حتى في اللحظات الأخيرة من حياته فحينما يتعرض لسكرات الموت لا تجده مهموما بالشهادة ولكن قد تجده مهموما بمن الذي سيأخذ أمواله وكيف سيتم توزيعها وقد يبكي لفراق امرأة جميلة كان يعاشرها أو ثروة كان يجمعها فإذا أراد أقرباؤه أن يُلقِّنوه الشهادة ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله طغت هذه المعصية على تفكيره فتكلَّم بما يُفِيد اشتغاله بها وخانه قلبه ولسانه عند الاحتضار وخُتِم له بالسوء.
قيل لأحدِهم عند الاحتضار قل: لا إله إلا الله فجعل يهذي بالغناء وقيل لأحدهم عند الاحتضار قل: لا إله إلا الله فقال: آه... آه لا أستطيع أن أقولها .
وقد تمكنت المعصية من إحداهن حتى أنها أوصت عند موتها أن يتم دفنها بالموسيقى والرقص الصاخب ولعل من المروع أن أهلها استجابوا لها وقاموا خلال دفنها باستجلاب فرقة موسيقية وراقصات لإحياء مراسم الدفن.
يقول ابن القيم - رحمه الله - كما في الداء والدواء (ص143): فإذا كان العبد في حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه قد تمكَّن الشيطان منه واستعمله فيما يريده من معاصي الله وقد أغفل قلبه عن طاعة الله وعطل لسانه عن ذكره وجوارحه عن طاعته فكيف الظنُّ عند سقوط قُوَاه واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألَمِ النَّزْع؟ وجمع الشيطان له كلَّ قوته وهمته وحشد عليه بجميع ما قدر عليه لينال منه فهي آخر فرصة للشيطان لينال من هذا الإنسان... فأقوى ما يكون عليه الشيطان في ذلك الوقت وأضعف ما يكون عليه الإنسان في تلك الحال فمن تُرى يسلَم من ذلك؟! فهناك ﴿يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ إبراهيم: 27.
*ارتكاب الكبائر
قال الله - عز وجل -: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾ [النساء: 31] وقال الله - جل وعلا -: ﴿الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى﴾ الشورى: 37.
والكبائر هي كل ما اتفقت جميعُ الأديان على حرمته فكل ما عصي الله به فهو من الكبائر وهذا القول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ومنها الجراءة على الله والتوثّب على حقه والاستهانة به تعدّ من الكبائر والكبائر ذنوب العَمْد والصغائر هي: الخطأ والنسيان وما أكره عليه وحديث النفس.
لذلك قالوا إن الكبائر ذنوب المستحلين مثل ذنب إبليس والصغائر ذنوب المستغفرين مثل ذنب آدم قال تعالى: ﴿إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا﴾ [النساء: 31] فقد وعد مجتنب الكبائر بتكفير السيئات واستحقاق الوعد الكريم وكل من وعد بغضب الله أو لعنته أو نار أو حرمان جنة أو ما يقتضي ذلك فإنه خارج عن هذا الوعد فلا يكون من مجتنبي الكبائر وكذلك من استحق أن يقام عليه الحد لم تكن سيئاته مكفرة عنه باجتناب الكبائر ومن ثم وجبت له سوء الخاتمة.
ومن أسباب سوء الخاتمة أيضًا:
فساد الاعتقاد فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك.
الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)