الجزائر

خطّة الاتحاد الإفريقي



تصاعدت في الآونة الأخيرة وتيرة نشاط الجماعات الإرهابية الدموية بالقارة السّمراء بشكل أثار العديد من المخاوف ووضع القارة في خطر محدق، فلم يعد الفقر الذي بطش بالبلدان الإفريقية فيما مضى العدو الأول والأخير، بعد بروز جماعات دموية أحرقت الأخضر واليابس، وحوّلت مناطق ثريّة بالموارد الباطنية إلى بؤر عنف ملتهبة ومسارح حرب ساخنة، حيث تشير بعض الإحصائيات أنّ منطقة جنوب الصّحراء والسّاحل تعد موطنا للعديد من المواقع الخطيرة بالعالم، وبحاجة كبيرة إلى استراتيجيات أكثر فعالية ودقّة، لاجتثاث فلول الجماعات الإرهابية ووضع حدّ للجريمة المنظّمة ووقف الاتّجار بالبشر.لم يهدأ الإرهاب الدّموي رغم بشاعة فيروس كورونا، حيث استمر في تعقيد الأوضاع، معمّقا من هشاشة حياة الملايين من الأفارقة بفعل تمدّده أكثر في العمق الإفريقي، وصار مصدرا للقلق بفعل سرعة استحداثه لبؤر التوتر العنيفة التي تستحيل معها الحياة، مسفرة عن ضحايا ونازحين فارين من بطش جماعات الموت وبؤس الجوع وخطر الأوبئة القاتلة حتى أنّ تقديرات أمريكية محذّرة، أكّدت ارتفاع نشاط الجماعات الإرهابية بنسبة لا تقل عن 43 بالمائة، وارتفع هذا الرّقم بفعل التّصعيد الدّموي الذي تشهده العديد من الدول من بينها نيجيريا، تشاد، النيجر، الموزنبيق، بوركينافاسو ومالي، في وقت يكثر الحديث عن ضرورة بناء رؤية مستعجلة مشتركة في القارة السمراء، لتوقيف هذا الشر المستفحل في بيئة خصبة، كان من المفروض أن تستفيد من مشاريع تنموية تستوعب الطّاقات البشرية، وترفع عنهم الحرمان وتقضي على التخلف والأمية، وتقطع الطّريق أمام بروز وتغذية للجماعات الإرهابية التي تعيش وسط الفوضى وتقتات على دماء الأبرياء.
الاتحاد الإفريقي الذي يدافع عن مصالح القارة والمعبّر عن صوتها القوي والجامع في المحافل الإقليمية والدولية، يمكنه بذل الجهود لوضع خارطة تتضمن تحديد استراتجيات ناجعة لمكافحة الإرهاب، بعيدا عن أجندة مصالح قوى أجنبية يفضل بعضها استمرار غطاء اللاّإستقرار لمواصلة عمليات سطو ونهب ثروات القارة السمراء ومنع انفتاحها على آفاق مشرقة، لذلك، خطة الاتحاد الإفريقي هي الحل المطلوب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)