الجزائر

خسوف كلي للقمر اليوم، والعادة تعود جزائريون يدقون “المهراس”لكي يشفى القمر!



يتذكر الكثيرون لاسيما كبار السن منهم عشية حدوث ظاهرة الخسوف الكلي للقمر والتي ستشهدها اليوم الجزائر على غرار العديد من البلدان المجاورة هذه الليلة، مظاهر الطرق في الأواني خاصة “الهاون” أو كما يتعارف عليه بالعامية “المهراس“ من قبل نسوة اعتقدن وإلى فترة غير بعيدة بأن القمر مرض ووجب مساعدته على الشفاء عن طريق الخروج إلى العتمة، واستعمال تلك الوسيلة التي تؤكد قناعة بقيت لسنوات طوال راسخة في الأذهان، إلا أنهن عزفن عنها بعد تنامي الوعي الديني في مجتمعنا، والذي يشجب مثل هذه التصرفات. والأكيد أن مثل تلك المظاهر اختفت عن ساحة مجتمعنا فلم يعد لها مكان في الأذهان التي اغترفت من العلم، علم نقله الأبناء إلى الآباء عبر الأجيال فمكنوهم من معرفة أخطائهم، ولولا ذلك لبقينا نشهد مثل تلك التصرفات التي كانت بمثابة الجرعة الكبيرة من الخرافات عششت في مخيلة الأسلاف لتزيد الأساطير الشعبية في تغذيتها، ما أدى إلى انتشارها وتصديقها دونما أي تحليل. فكان عالم الفلك بمثابة الشيء المجهول الذي تنبع منه المعتقدات الخاطئة والتي حدثتنا عنها السيدة يمينة من مدينة الورود، مستذكرة إقدام والدتها رفقة زوجات عمها وجدتها على الخروج إلى عتبة البيت من أجل الدق في الهاون، مؤكدة أنه في حينها كان هناك أشخاص حجوا بيت الله الحرام وكانت أقصى معرفة لهم بالأمر أي بالخسوف ما تعودوا على سماعه من أهاليهم. وأردفت محدثتنا “لقد غابت هذه العادة منذ مطلع العشرية السوداء حيث كان من الصعب الخروج ليلا لدق المهراس لما في الأمر من خطورة على صاحباته، ورب ضارة نافعة، فكانت تلك الفترة أسهمت في تراجع الظاهرة كثيرا لتختفي تدريجيا بفعل تزايد الوعي الديني والعلمي”.وإن كان هذا الجانب الإيجابي للأمر غير قابل للنقاش، فإن هناك شقا آخر يطرح في الموضوع، عن مدى إدراك أفراد المجتمع لوجوب صلاة الخسوف التي تحدث عنها نبينا الكريم بقوله (فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة) أي ظاهرتي الخسوف والكسوف، وهي صلاة واحدة تبقى سنة مؤكدة في حق الرجال والنساء، أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فصلوا” لقول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها (خسفت الشمس في حياة رسول الله صلى عليه وسلم فخرج رسول الله صلى عليه وسلم إلى المسجد فقام فكبر وصف الناس وراءه، فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا طويلا وهو أدنى من القراءة الأولى، ثم رفع رأسه فقال: سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد. ثم قام فقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعا هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال:  سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم سجد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك حتى استكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف، ثم قام فخطب الناس فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عز وجل لا تخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فافزعوا للصلاة). العاقل زهية
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)