سجلت ولاية بجاية أرقاما قياسية فيما يخص الانتفاضات الشعبية والإضرابات، أضف إلى ذلك غلق المقرات الرسمية والطرقات الوطنية، بسبب تأخر تجسيد البرامج التنموية تارة ولمطالب اجتماعية وسياسية ومهنية تارة أخرى، بلغت حسب إحصائيات الدرك والأمن، 744 حالة احتجاجية، لم يدفع ثمنها إلا المواطن الذي يجد نفسه محاصرا بين تعنت المسؤولين والمحتجين من جهة، فيما يفقد ميناء الولاية مليارا و600 مليون سنتيم على الأقل في اليوم من جهة ثانية، في وقت ينذر الوضع بانفجار اجتماعي وشيك.
أصبحت الاحتجاجات وعمليات قطع الطرقات في بجاية يومية، حيث تشير الأرقام التي قدمتها المصالح الأمنية من شرطة ودرك، إلى أن ما يفوق 95 بالمائة منها سببها مطالب اجتماعية محضة، تتعلق بالدرجة الأولى بغلاء المعيشة وتهيئة القرى والمدن وتعبيد الطرقات والمياه الصالحة للشرب وانقطاع الكهرباء وغاز المدينة والنقل والشغل والإطعام وتحسين ظروف التمدرس والتخلص من النفايات المنزلية والربط بشبكة المياه القذرة، إضافة إلى مطالب مهنية رفعتها النقابات المختلفة، تتلخص غالبا في رفع الأجور والإقرار بالحقوق التي يمنحها القانون، وبدرجة أقل ما رفعته تكتلات سياسية لإحداث تغييرات.
وأحصت مصالح الدرك الوطني، حسب الحصيلة التي قدمتها لنا مصادر رسمية من قيادة المجموعة الإقليمية، أزيد من 490 حالة لما صنفته في خانة الإخلال بالنظام العام، منها 175 حالة تتعلق بغلق الطرقات الرئيسية المؤدية للولاية، وما يفوق 200 حالة عبارة عن تجمّعات احتجاجية ومسيرات، وغلق للمقرات البلدية والدائرية التي تدخل في إقليم تخصصها، و54 حالة للتوقف عن الدراسة.
أما مديرية أمن بجاية، فقد سجلت 204 حركة احتجاجية في مدة 9 أشهر، من بينها 62 عملية لغلق الطرقات الرئيسية التي تعبر المجمّعات الحضرية وأقاليم تخصصها، أكثـرها شملت بلديات بجاية، خراطة، تيشي، درفينة، القصر، أدكار، أقبو وسوق الاثنين...
ولا تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل تعدّت إلى شلّ حركة الميناء الذي بلغت خسائره الملايير نظير عملية غلق الطرقات، حيث تسجل إدارة المرفأ خسارة 200 مليون سنتيم عن كل ساعة تأخر في شحن البضائع، وهو ما يعني مليارا و600 مليون سنتيم في 8 ساعات عمل في اليوم، هذا دون الحديث عن فقدان مزايا أخرى باعتباره ثاني ميناء بعد ميناء الجزائر في حركية السلع والبضائع، وهو ما دفع مسؤولي الميناء إلى دعوة المواطنين إلى الكف عن قطع الطرقات وانتهاج سبل سلمية لإبلاغ انشغالاتهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 08/11/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : بجاية: ز. لخضاري
المصدر : www.elkhabar.com