شرع أعضاء اللجنة الولائية على مستوى ولاية البليدة، المكونة من ممثلين عن الهلال الأحمر الجزائري ومديرية النشاط الاجتماعي، ومصالح الشرطة والدرك والحماية المدنية، في تسطير برنامج خرجات يومية لفائدة المشردين والأشخاص من دون مأوى، من أجل تزويدهم بالأغطية والوجبات الساخنة، وحملهم على التنقل إلى مركز الإيواء لحمايتهم من برودة الطقس في ليالي الشتاء الباردة بولاية البليدة.أكد الأمين العام للهلال الأحمر الطاهر لحرش، أنه على الرغم من أن 80 ٪ منهم يرفضون التنقل إلى المركز، إذ يجري إقناعهم بالمبيت فقط بالمركز والخروج في الصباح الباكر، لكون الأغلبية لديهم اعتقاد خاطئ نحو المركز، مفاده حرمانهم من الخروج، موضحا أنه "الأمر الذي نحاول تصحيحه؛ لتمكينهم من هذه الخدمة الإنسانية".
ويتضمن البرنامج التضامني لفائدة المشردين والأشخاص من دون مأوى، تسطير خرجات ليلية على مستوى عدد من بلديات ولاية البليدة، ومنها وسط البليدة شفة، وموزاية، والعفرون، وأولاد يعيش، وهي عادة الأماكن التي يتواجد فيها المشردون بصورة كبيرة بالنظر إلى قربها من محطة القطار. كما إن مثل هذه اللجان المكلفة بالمشردين، موجودة على مستوى الدوائر بالولاية، وبالتالي كل لجنة تقوم بنفس النشاط طيلة فترة الشتاء.
ويقول الأمين العام للهلال الأحمر مكتب البليدة الطاهر لحرش: "يتم خلال الخرجات توزيع الوجبات الساخنة وبعض الأغطية، كما نقترح عليهم التنقل إلى مركز الإيواء الكائن على مستوى بن عاشور وسط ولاية البليدة". وأضاف المتحدث: "خلال أيام الشتاء الباردة نحاول أن نقنعهم بالتنقل للمبيت بالمركز، الذي يوفر لهم الكثير من الخدمات الصحية والاجتماعية، غير أن الأغلبية منهم، للأسف الشديد، يرفضون خوفا من أن يتم إبقاؤهم في المركز، الأمر الذي يضطرنا لتوفير بعض الاحتياجات الممثلة في الوجبة الساخنة، وبعض الأغطية".
من جهة أخرى، أشار لحرش إلى أن عدد المشردين على مستوى ولاية البليدة التي تعتبر منطقة عبور، يتباين من يوم إلى آخر، حيث نجد في بعض الأحيان خمسة إلى عشرة مشردين، "ولكن الأكيد أننا في كل خرجة نجد ثلاثة مشردين كأقل تقدير"، يقول: "أغلب المشردين في الواقع متسولون؛ لذا يرفضون التنقل معنا، وأكثرهم من الرجال، وفئة قليلة فقط من النساء. ونجد كل الأعمار بمن فيهم المصابون بالأمراض العقلية، بينما الفئة الكبيرة لا تعاني من أي مشاكل صحية، وإنما اضطرتها الظروف للتواجد في الشارع بسبب المشاكل الاجتماعية"، مشيرا بالمناسبة إلى أنه على الرغم من محاولة إقناعهم بالذهاب إلى المراكز للمبيت فيها، إلا أنهم يردون بالقول إن المركز يحرمهم من الخروج إلى الشارع بغية التسول. وأضاف حيرش أنهم يحاولون نفي ذلك، وتأكيد لهم إمكانية خروجهم متى يشاءون، إلا أنهم لا يثقون في ما يقولون. ويضيف: "خاصة عندما يجدون مصالح الأمن والدرك برفقتنا"، لافتا إلى أن "وجود هذه العناصر ضروري جدا من أجل تأمين الحماية اللازمة لأعضاء اللجنة عند الخروج في الليل، خاصة تجاه المصابين بالأمراض العقلية ".
80 ٪ من المشردين متسوّلون
أرجع مسيّر مركز إيواء المشردين عز الدين بن عيشة، رفض المتشردين التنقل إلى المركز، في تصريح ل " المساء"، إلى كون 80 ٪ منهم، متسولين، وفق مقاربة أجراها المركز الذي ينشط في مجال إيواء المشردين منذ 2019؛ يقول: "تَبين أن أغلب المشردين الذين تم التواصل معهم، ينظرون إلى المركز على أنه مكان يحرمهم من حريتهم. وعلى الرغم من أننا نصحح لهم هذا المفهوم، إلا أنهم يتخوفون من احتمال حرمانهم من مورد رزقهم، وهو التسول، مما يجعلهم يفضلون المبيت في الشارع، ولا يطلبون إلا الوجبة الساخنة، أو بعض الأغطية".
وحسب المتحدث فإن "مساعي الفريق المتنقل بصورة يومية إلى الشوارع، جارية من أجل محاولة إقناع المتشردين بالتنقل إلى المركز من خلال الكشف لهم عن مختلف الامتيازات التي يوفرها لهم؛ من تدفئة، و فراش نظيف، ووجبة ساخنة، وكذا الاستفادة من مخزون الملابس المستعملة "،لافتا في السياق إلى أنه إلى جانب وجود فئات ترفض التنقل إلى المركز، نجد آخرين يأتون بمفردهم، ومن طرف بعض الجمعيات، وهم عادة الوافدون على ولاية البليدة من ولايات مجاورة؛ بحثا عن عمل، ويتعذر عليهم العودة، أو يصعب عليهم إيجاد مكان للمبيت، فيتم إيواؤهم على أن يغادروا مبكرا؛ لكون المكان مركز عبور، يأوي المشردين ويحميهم من برد الشتاء ليلا، مشيرا إلى أن بعض الحالات التي يتم استقبالها، تكون لأشخاص مصابين باضطرابات عقلية. هذه الفئة بالذات يتم التواصل مع ذويها لإعادتهم إلى وسطهم العائلي؛ لأن مركز الإيواء لا يقدم خدمة الإيواء وتقديم الأفرشة والأغطية فقط، وإنما يقدم خدمات اجتماعية أخرى، ممثلة في إعادة الأشخاص المشردين إلى ذويهم بعد القيام ببحث اجتماعي. وبلغة الأرقام كشف المتحدث عن أن مصلحة المساعدة الاجتماعية الاستعجالية المتنقلة "أو كما تسمى "مركز إيواء المشردين"، استقبلت خلال سنة 2022، حسب الإحصائيات المسجلة، 289 شخص. وخلال هذه السنة إلى غاية شهر نوفمبر، استقبل المركز 262، أغلبهم من الرجال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/12/2023
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رشيدة بلال
المصدر : www.el-massa.com