الجزائر

خرج عن صمته بعد طول‮ ‬غياب



أيد رئيس الحكومة الأسبق،‮ ‬مولود حمروش،‮ ‬نأي‮ ‬قيادة الجيش بنفسها عن التدخل في‮ ‬الشأن السياسي‮ ‬والتزامها بمهامها الدستورية المتمثلة في‮ ‬حماية الحدود والذود عن السيادة الوطنية،‮ ‬واعتبر في‮ ‬أول تصريح له منذ قرابة خمس سنوات،‮ ‬بأن تدخل الجيش في‮ ‬الوقت الراهن بحجة حماية الديمقراطية والدولة من الانهيار،‮ ‬مثلما‮ ‬يدعو إليه بعض السياسيين والعسكريين المتقاعدين،‮ ‬سيهدد بشكل مباشر كيانه ويحرفه عن مهامه الدستورية المنوط بها‮. ‬وخرج مولود حمروش،‮ ‬أمس،‮ ‬عن صمته بعد سنوات من الغياب عن المشهد السياسي،‮ ‬ليؤكد عبر مقال تم نشره في‮ ‬يومية الوطن الناطقة بالفرنسية،‮ ‬بأن خيار تدخل الجيش ستكون له نتائج وخيمة على الجزائر بشكل عام والمؤسسة العسكرية بشكل خاص،‮ ‬لا سيما وأن مثل هكذا تجربة أبانت عن محدودية كبيرة في‮ ‬وقت سابق ولن تقدم آي‮ ‬شيء ايجابي‮ ‬إذا ما تم الاعتماد عليها‮. ‬واستشهد المسؤول الأول على الجهاز التنفيذي‮ ‬سنوات‮ ‬1989‮ ‬إلى‮ ‬1991،‮ ‬ببعض الدراسات والتجارب في‮ ‬دول وصفها بالعريقة ديمقراطيا واجتماعيا،‮ ‬وأكد بأنها اعتمدت على العسكر لكن سرعان ما ظهرت محدوديته،‮ ‬لكون الجيش سيميل بعدها نحو الاضمحلال والانحراف على مهمته المنوطة دستوريا‮. ‬ويرى حمروش بأن مثل هكذا خطوة إن تمت ستوثر تأثيرا سلبيا في‮ ‬العلاقة بين المجتمع والجيش الوطني‮ ‬الشعبي،‮ ‬وستطمس العلاقة بينهما حسبه نهائيا،‮ ‬مضيفا‮: ‬تدخل الجيش سيخلّف مشاكل داخلية في‮ ‬صفوفه،‮ ‬لأنه سيجر الضباط على التمسك أكثر بالايديولوجيات والأفكار،‮ ‬وهذا أمر‮ ‬غير مرغوب فيه إطلاقا‮ .‬ ومعلوم بأن قيادة أركان الجيش قد جددت التأكيد في‮ ‬عدة مناسبات مؤخرا على رفضها التدخل في‮ ‬الشأن السياسي،‮ ‬واصفة الأصوات المعارضة لهذه العقيدة بأنها‮ ‬غربان ناعقة تتشدق بالبراغماتية والواقعية وتحاول تقزيم المكتسبات الأمنية‮ . ‬وانتقدت وزارة الدفاع الوطني‮ ‬في‮ ‬بيان نشرته مجلة‮ ‬الجيش‮ ‬،‮ ‬جنرالات سابقين لانتقادهم أداء المؤسسة العسكرية في‮ ‬تعاطيها مع مستجدات الساحة السياسية،‮ ‬على خلفية التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة،‮ ‬قائلة‮: ‬هؤلاء استرسلوا بدلوهم في‮ ‬كل المواضيع كالانتخابات الرئاسية القادمة،‮ ‬وإتاحة الفرصة للشباب،‮ ‬ودعوة نائب وزير الدفاع الوطني‮ ‬رئيس أركان الجيش الوطني‮ ‬الشعبي،‮ ‬إلى تحمّل مسؤوليته في‮ ‬تعزيز المكتسبات الديمقراطية‮ ‬،‮ ‬في‮ ‬إشارة إلى دعوات قادة أحزاب سياسية وجنرالات سابقين لتدخل الجيش في‮ ‬ملف الانتخابات‮.‬ و كانت أحزاب عديدة من مختلف التوجهات قد باركت هذه التصريحات المنسوبة لنائب وزير الدفاع،‮ ‬الفريق احمد ڤايد صالح،‮ ‬وفي‮ ‬السياق،‮ ‬أكد منسق قيادة جبهة التحرير الوطني،‮ ‬معاذ بوشارب أن موقفه من موقف رئيس البلاد،‮ ‬عبدالعزيز بوتفليقة،‮ ‬وهو وزير الدفاع والقائد الأعلى للقوات المسلحة،‮ ‬وأن الجيش‮ ‬ارتضى لنفسه أن‮ ‬يكون بعيدا عن السياسة ومتاهاتها،‮ ‬والانشغال بالدور الدستوري‮ ‬له،‮ ‬وهو حماية الحدود والذود عن السيادة الوطنية‮ .‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)