الجزائر

خرافة استحضار الجن تنتشر وسط التلاميذ وأخصائيون يحذرون



خرافة استحضار الجن تنتشر وسط التلاميذ وأخصائيون يحذرون
عرفت ولاية وهران خلال الأسابيع الماضية حادثين غريبين وقعا بمؤسستين للتعليم، أدخلا عشرات التلميذات في حالة هستيريا وإغماءات استدعت نقلهن على جناح السرعة للمستشفى من أجل تلقي العلاج، في وقت تحدث التلاميذ وبعض الأولياء عن وقوعهن ضحية تطبيق موجود على الأنترنت وعلى الهواتف النقالة، وهو تطبيق يستحضر الجن، حسب قول التلاميذ ممن حاورناهم للوقوف على هذه الظاهرة التي انتشرت بين التلميذات، قامت "المساء" باستطلاع خاص حول ما يجري وما تخفيه هذه الظاهرة.عاشت ثانوية "قاصدي مرباح" ببلدية وهران ومتوسطة "رابح بيطاط" ببلدية العنصر في دائرة عين الترك، حالات إغماء وهستيريا كانت ضحيتها 25 تلميذة من المؤسستين التربويتين، حوّلن للمستشفى لتلقي العلاج أمام تكرار نفس الحادث بعدة ولايات الوطن وبنفس الأعراض، وحسب مصادر من محيط ثانوية "قاصدي مرباح"، فإن الحادث وقع داخل حجرة واحدة للدراسة خلال فترة غياب الأستاذة في القسم، حيث سُمع صراخ مدوّ منبعث من القاعة، لتقع تلميذات صرعى داخل القسم، فيما انتشر الرعب وسط التلميذات المتبقيات اللائي هربنا من القسم، ليغمى عليهن بالساحة، في وقت تحول المشهد إلى شبه ساحة حرب بوجود أكثر من 20 تلميذة ملقاة على الأرض. وهو نفس المشهد الذي تكرر أيضا بمتوسطة "رابح بيطاط"، ببلدية العنصر، حيث تم تحويل 10 تلميذات للمستشفى بعد أن كن ضحية حالات هيستيريا وإغماءات، وقد أكد التلاميذ أيضا أن التلميذات كن يمارسن لعبة لاستحضار الجن عن طريق استخدام هواتف نقالة يتواجد بها تطبيق خاص يساعد على استحضار الجن والتحاور معه، وهو تطبيق أكد التلاميذ على صحة وجوده، حيث سبق أن جربه العديد منهم في منازلهم، وكانت لهم ردود أفعال متباينة، حيث أكد تلميذ أن التطبيق موجود فعليا وأنه تحاور مع الجن طيلة ساعة كاملة بواسطة التطبيق المعروف بتطبيق "تشارلي".كما كشفت تلميذة أخرى عن أن عددا من زميلاتها استخدمن هذه اللعبة على الأنترنت لاستحضار الجن أو الأرواح عدة مرات، وقد أغميت إحداهن في منزلها خلال قيامها بالعملية. في المقابل، كشفت أستاذة بأن استحضار الجن كان يطبق منذ سنوات ومعروف وسط طلبة الجامعات، إلى جانب لعبة "الويجا" المستخدمة بالمشرق العربي، غير أنه انتشر وسط تلاميذ المدارس بقوة، خاصة بين الفتيات اللائي يستعملنه بصورة كبيرة بانتشار الأنترنت والهواتف النقالة.أسطورة شيطانية تنتشر وسط التلاميذ في غياب الرقابة..وحسبما ورد في تقارير عديدة، فإن "تشارلي" أسطورة مكسيكية شيطانية قديمة، تتمثل في رجل ذي عينين مختلفتي اللون، الأولى سوداء والأخرى حمراء يحضر من حين لآخر. وكما جاء في الأسطورة، اللعبة تتمثل في استحضار روح "تشارلي" وهي معروفة لدى المكسيكيين منذ القدم، لكنها لم تكن معروفة أو مشهورة عالميا، حتى اجتاحت الأنترنت عبر التطبيق المذكور.تقوم اللعبة الشهيرة على أساس إحضار قطعة من الورق وتقسيمها إلى خطين يتقاطعان في نقطة، لتظهر أمام اللاعب أربع مربعات، تملأ بكلمتين نعم أو لا بالإنجليزية، مع عنوان أفقي فحواه سؤال "تشارلي"؛ "هل أنت هنا"؟، وفي حال تحرك القلم، يعني أن عملية الاستحضار تمت وتبدأ من هنا لعبة الأسئلة والأجوبة.خدعة فيزيائية ومغالطات...الجدل الكبير الذي أثارته اللعبة عبر العالم، جعل الكثير من الفيزيائيين يتدخلون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لشرح وتفسير حقيقتها، من خلال مقاطع فيديو تفصيلية، ويتعلق الأمر حسبهم بخدعة فيزيائية بحتة تكمن في عاملين؛ العامل الأول هو الجاذبية والعامل الثاني والأهم هو موضع القلمين، فالوضعية التي يوضع بها القلمان فوق بعضهما البعض بشكل معاكس من المستحيل ثباتهما وسكونهما، إلا على سطح مستو بشكل مطلق، وإذا كان السطح مائلاً بنسبة تقدر بأقل من 1 بالمائة ، فسيؤدي إلى انحناء القلم العلوي، بسبب الجاذبية الشديدة التي تؤثر على نقطة التقاء القلمين الصغيرة وتأثيرها على الاحتكاك الضعيف جدا بين القلمين، بالإضافة إلى خفة وزن القلم الذي من الممكن تحريكه عن طريق التنفس بالاقتراب منه فقط، أما الخدعة الحقيقية فتكمن في أنه خلال وضع القلمين، فإنهما يستقران في حالة سكون مؤقتة، تكفي لطرح سؤال "تشارلي"؛ "هل أنت هنا"؟، قبل أن يتحرك القلم الأول بفعل الجاذبية ويعتبر ذلك جوابا ب«نعم".أما تطبيق الهاتف المزود بمؤثرات بصرية وصوتية فساعد على خلق عامل الإثارة، إذ يعتمد على تجميع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن الأشخاص المشاركين في اللعبة وتحميلها في الهاتف، ليجيب "تشارلي" عن الأسئلة المتعلقة بها في وقت لاحق، علما أن التطبيق لا يخلف أي تأثير دون الاعتماد على اللعبة الورقية، كما أكده رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين نشروا فيديوهات توضيحية بهذا الخصوص.إمام مسجد ابن باديس "هذه مؤامرة تحاك حول الشباب"من جانبه، أكد الدكتور محمد ميقاتي، إمام المسجد القطب عبد الحميد ابن باديس بوهران، في تصريح ل«المساء"، بأن ما يحاك للشباب الجزائري مؤامرة، وهي تستهدف عقول الشباب بعد كل المحاولات التي سبقت وكشف الدكتور ميقاتي بأن شبابنا بحاجة اليوم إلى تحسيس وتربية دينية وعقائدية حول الدين الإسلامي والتنشئة الاجتماعية الصحيحة، مع ترسيخ القيم الدينية وتقديم مفاهيم الإسلام للشباب بأسلوب مقنع بعيد عن الأساليب القديمة التي أصبحت غير مقنعة لشباب الألفية الجديدة، والذين أصبحوا يبحثون عن كل جديد من شأنه أن يلبي متطلباتهم، لذلك يجد الغرب في مثل هذه الحالات الفرصة للاستثمار فيها وتوجيهها بعيدا عن العقيدة الصحيحة.وأضاف الدكتور ميقاتي بأن الاستعانة بالجن موجودة فعليا ومذكورة في القرآن الكريم، لكن لا يتم إلا من خلال الكفر للتعامل مع الجن والاستفادة من خدماته وأخد الأسرار منه، إذ يستغلها بعض الخارجين عن الدين في إلحاق الأذى بالآخرين، وأكد الدكتور ميقاتي بأن الحل اليوم يكمن في تحصين أبنائنا من خلال التقرب منهم وغرس روح الهوية الوطنية وتقديم الدين الإسلامي في أحسن صورة.مختص نفساني "ما يواجه التلاميذ حالة نفسية خاصة"من جانبه، أوضح مختص نفساني بأن ما شهدته بعض المؤسسات التعليمية من حالات هيستيريا وإغماءات هي حالات نفسية خاصة ولا علاقة لها بالسحر أو أية مسببات أخرى، موضحا بأن من يقبلن على هذه الممارسات تلميذات فقط دون الذكور، وهنا يكمن التوضيح من خلال أن نفسية التلميذات في سن المراهقة أكثر تأثرا من الفتيان، كما أن الفتيات المقبلات على هذه اللعبة يكن مستعدات نفسيا للإغماءات، من خلال تكوينهن لمحصلة من الأفكار المسبقة من منطلق التجارب التي عاشتها قبلهن تلميذات قبلهن تعرضن لحالات مماثلة، وبمجرد بداية اللعبة تعتقد الفتيات بوجود الجن في وسطهن، لذلك يبدأن بالصراخ، ليتبع ذلك بإغماءات وهي محصلة لتراكمات نفسية تصنعنها التلميذات بأنفسهن.وقد دعا المتحدث إلى ضرورة التحسيس حول مخاطر ممارسة هذه اللعبة التي قد تترك أثارا جانبية في التلميذات مستقبلا، ويبقيهن في دوامة الخوف والانهيارات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)