أنظار الشعب كلها موجهة نحو رموز النظام الذي كان يقوده الرئيس السابق وحاشيته وتتحكم فيه العصابة المتورطة في الفساد بكل أنواعه من رشوة ونهب للمال العام والعقار والتهرب الضرائبي والغش وتهريب العملة الصعبة والإثراء غير الشرعي واستعمال النفوذ ومخالفة قوانين الجمهورية وهناك تهم أخرى لبعض المسؤولين مثل التأمر على الجيش الوطني الشعبي وسلطة الدولة وقد أطيح بالعديد من المتورطين في هذه الجرائم من وزراء وولاة ومدراء ورجال أعمال ونواب في البرلمان ورؤساء أحزاب سياسية ومن النظرة الأولى يبدو لنا أن الفساد محصور في أصحاب السياسة والمال بناء على المتابعات القضائية المعلن عنها حتى الآن رغم وجود شبهات حول أطراف أخرى قد يأتي دورها إذا سار التطهير ومحاربة الفساد بالوتيرة الحالية لأن النظام الحاكم كان يتحكم في كل المجالات من مال و سياسة واقتصاد وتجارة وزراعة وتوظيف فكل شيء يمر بين يديه فيعطي من يشاء ويحرم من يشاء دون حسيب أو رقيب ونظرا لعدم وجود شفافية في تطبيق القانون أو احترام شروط الكفاءة والنزاهة والأولويات ودرجات الاستحقاق وانتشار الفساد في كل مرافق الدولة فلابد أن تكون هناك تلاعبات وانحرافات والناس على دين ملوكهم ولهذا لا يمكن التعميم بحصر الفساد في النظام ورموزه ففي مؤسسات الدولة مواطنون صالحون لم تغرهم المناصب ولا المال الحرام .كما أن في المجتمع الكثير من الفاسدين بدرجات متفاوتة ولو أتيحت لهم الفرصة لفعلوا أكثر من رموز النظام الذي كان يشرك معه الوليمة فئات مختلفة من ممثلي الشعب يطلق عليها منظمات وجمعيات المجتمع المدني التي كانت في زمن الحزب الواحد تسمى بالمنظمات الجماهيرية.
فهل منظمات وجمعيات المجتمع المدني بريئة من الفساد براءة الذئب من دم بن يعقوب أم انها شريك معتمد فيه علما أن عددها كبير ومنها الوطنية والمحلية وقد صرح كريم يونس رئيس لجنة الحوار والمصالحة انه التقى 5670 جمعية وطنية ومحلية وعلينا أن نذكر بعض المنظمات التي كانت قريبة من النظام أو شريكة له وفي مقدمتها الاتحاد العام للعمال الجزائريين فقد تحالف مع أرباب العمل والحكومة ضد العمال ومصالحهم ووافق على الخوصصة وغلق المؤسسات العمومية ورفع الأسعار وصار رئيسه السابق عبد المجيد سيدي السعيد حليفا لعلي حداد وطحكوت وغيرهما من ناهبي المال العام وهناك منظمات التجاروالحرفيين والمجاهدين والفلاحين ونقابات التعليم والجمعيات الرياضية والثقافية ولو يتم التحقيق في الاتحاديات الرياضية وفرق كرة القدم الكبيرة (المحترف الاول والثاني) لرأينا العجب العجاب علما أن كلا من رئيس نادي وفاق سطيف واتحاد عنابة يوجدان في السجن بتهم الفساد.
وتعاني فرق رياضية كبيرة من نقص المال مثل اتحاد العاصمة ومولودية العاصمة ومولودية وهران وإلخ رغم مداخيل الملاعب وحقوق البث التلفزيوني والإشهار وإعانات الدولة والمؤسسات العمومية والخاصة.
والحقيقة أن منظمات وجمعيات المجتمع المدني لا تقوم بخدمة مجانية بل غالبا ما تتحول إلى وسائل لتحقيق المصالح الخاصة للمشرفين عليها من انتداب وترقية وتسهيلات وامتيازات وعقارات ومناصب عمل للأهل والأقارب وغالبا ما تستغل الأحداث الوطنية والمحلية فتكثر من الحركة والنشاط للفت الانتباه وتقديم الولاء والتأييد والمساندة وجمع جمع التوقيعات للمترشحين خلال الانتخابات والقيام بالدعاية لهم فهي شريك أصلي في الفساد إلا القليل (...).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/09/2019
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الجيلالي سرايري
المصدر : www.eldjoumhouria.dz