الجزائر

خبير العلاقات الزوجية والمشاكل الجنسية لحسن بوجناح لـ المساء''‏الثقافة الجنسية في الجزائر هزيلة ومصابة بعقدة الخجل!




صدرت مؤخرا عن اتحاد الكتاب العرب دراسة هامة بعنوان ''صورة الشرق الأقصى والعالم في حكايات ألف ليلة وليلة البحرية''، للمؤلف شمس الدين الكيلاني. ويرى المؤلف في المقدمة، أن قصص ألف ليلة وليلة التي سحرت مخيلة القراء تنتمي في نهاية المطاف إلى الأدب العربي الشعبي، على الرغم من أن بعض مؤرخي العرب القدماء والمحدثين أشاروا إلى أصولها الهندية، بينما ذهب آخرون إلى أنها عربية ـ إسلامية ونظروا إليها باستخفاف. وتزخر هذه الليالي بحكايا عن الشرق البعيد اختلط فيها الواقع بالخيال بحكايا التجار والبّحارة، وإذا كانت المواعظ والحكم تغلب على بعض هذه القصص، فذلك لأن هذا مقتبس من الصورة الشائعة عن الهند في ذهن العرب والمسلمين في العصر الوسيط.
في المحور الأول الذي يحمل عنوان ''حكايا في البحر'' في ''ألف ليلة وليلة''، يرى المؤلف أن ''الأدب القصصي'' ظل من اختصاص كاتب الأدب الشعبي ولم يرتفع إلى مصاف ''الأدب الرسمي'' ولم يتم الاعتراف به من قبل النخب المثقفة أو الحاكمة على أنه جنس من الأدب، ورغم ذلك حظي دائماً باهتمام العامة العلني، وباهتمام الخاصة بطرق سرية، فتناقلته العامة على مر القرون عن طريق القصاص أو الحكواتي أو الراوي الشعبي، مثلما جرى مع الليالي وسيرة الزير سالم والتغريبة الهلالية وسيرة سيف بن ذي يزن وسيرة عنترة بن شداد، وقد ظهر له رواة شعبيون وأساليب مبتكرة لنقل هذا الأدب للناس، وامتزج به الشعر بالنثر متخذاً صورة الأدب المسرحي القائم على راو واحد، امتلك مقدرات هائلة على الأداء الصوتي والحركي لخلق الإيحاء المؤثر.
نعثر في الليالي على العديد من الحكايات التي يدخل البحر كعنصر من عناصرها، أو تجري بعض حوادثها في جزر البحر أو شطآنه أو في داخله إلا أنها لا ترتقي إلى مستوى قصص البحر النموذجية.
يضرب المؤلف أمثلة عديدة من حكايات البحر مثل قصة بنت الملك السمندل وحكاية بلوقيا، وكذلك يذكر المؤلف حكايتين طويلتين، هما حكاية قمر الزمان بن الملك شهرماني وتبدأ من الليلة 173 وتنتهي بالليلة ,249 وحكاية سيف الملوك وبديعة الزمان والتي تستغرق روايتها ثماني وستين ليلة من شهرزاد. إلى جانب تلك القصص التي لا يلعب البحر دوراً مركزياً في حوادثها وفي مصير أشخاصها، هناك في ''ألف ليلة وليلة'' العديد الآخر من الحكايات يصنفها المؤلف بين ''قصص البحر''، إذ يحتل البحر موقعاً مؤثراً في حوادثها وفي مصير الشخصيات، وفي مقدمتها قصة الصعلوك الثالث ''الملك العجيب'' وحكاية عبد الله البري، وأيضاً حكاية حسن البصري وحكاية جانشاه، وأخيراً، حكاية السندباد البحري الشهيرة حيث يمتطي الراوي صهوة العجائبي والخارق القائم على مرجعيات عقائدية عديدة.
يبين المؤلف أن حكاية عبد الله البري وعبد الله البحري لا ترتفع إلى المستوى الفني العالمي فحسب؛ بل إلى ما يجعل منها قصة من أقدم القصص الرمزية في آداب العالم، وذلك حين تكشف لنا في ثناياها عن فلسفة دينية عميقة تنمّ عن إيمان عميق بالتوافق بين نشاط الإنسان وعمله والمقادير التي يسوقها الخالق لمصيره.
أما أكبر الحكايات البحرية في الأدب العربي، فهي حكاية السندباد البحري؛ لا بل يمكن اعتبارها من أهم قصص البحر في آداب العالم بأسره وتشترك مع قصتي عبد الله البري وحسن البصري في كونها قصة بحرية مكتملة، أو أنموذجاً متكاملاً للحكاية البحرية، بيد أن البحر في حكاية عبد الله البري والبصري كان وسيلة إلى بسط اعتقاد فلسفي أو ديني، أما البحر في حكاية السندباد فهو الغاية التي تنتهي إليها القصة، ويأخذ البحر مكان بطل قبالة بطل آخر هو السندباد، أو يدخل في حوار معه؛ حوار يتسم بالقسوة والعنف والتحدي أحياناً أو بالاطمئنان والرضى ونداء الكلمات أحياناً أخرى. وقد استثارت هذه الحكاية ومعها حكاية علاء الدين وعلي بابا مخيلة الرجال والنساء الأوروبيين في القرن الثامن عشر والتاسع عشر وتجاوبت مع ميولهم الدنيوية في الإنجاز والمغامرة.
يعرض الراوي هذه الحكاية بكياسة في الأسلوب وبتنويعات الأحاسيس والخيال ودمج الواقعي بالعجيب والمنطقي باللامتوقع، وتنبسط الحكايا سردياً بطريقة تناسب أسلوب الإلقاء التي يعتمدها الراوي و''الحاكي'' الشعبي باتباعه طريقة الاسترسال والتشويق والانتقال من حال إلى حال.
في المحور الثاني، يتحدث المؤلف عن صورة الشرق الأقصى في ألف ليلة وليلة، فقد تعرف العرب إلى الشرق الأقصى مباشرة بواسطة التجارة والترحال إلى أصقاعه وعن طريق معارفهم الجغرافية وتأليفهم التاريخي والأدبي.
أما المفكرون العرب والمسلمون، فقد استندوا في معرفتهم للعالم على رحلاتهم وعلى الأخبار التي استقوها من الجغرافيين ـ الرحالة والأسرى والجواسيس والتجار، كما استفادوا من خبرات الشعوب الأخرى وعلومها المترجمة للعربية، غير أن سعة تلك المعلومات وشمولها اصطدمت بالإطار النظري الذي تصوروا به العالم أو الكرة الأرضية وهو إطار تشكل لديهم تحت تأثير ما اقتبسوه من علوم الهند وفارس أولاً ثم اليونان ثانياً، وأهم تلك النظريات التي تحولت إلى إطار معرفي ضبطوا فيه وأعاقوا انفتاح معرفتهم، هو تقسيم الأرض المعمورة إلى سبعة أقاليم متسلسلة من الشمال إلى الجنوب، فرسموا على هذا الأساس التخيلي خطوط طول وهمية تتقاطع مع خطوط عرض وهمية هي الأخرى، حددوا به الأقاليم السبعة وأجزاءها المفترضة. ويستطرد المؤلف في عرض المفاهيم الجغرافية والنظريات التي تداولها العرب في تلك الفترة من تاريخهم. وقد أضاف الرحالة وأصحاب العجائب معطيات معرفية وتخيلية أبعاداً جديدة وتجارب جديدة تعتمد على المشاهدة والتجربة المباشرتين لوقائع رحلاتهم في المحيط الهندي وجزره وسواحله ومزجوا فيما تركوه من مذكرات بين الوقائع والمتخيل.
في القسم الأخير من كتابه يعالج المؤلف صورة الشرق الأقصى في الليالي، وقد تميزت هذه الصورة بالنظرة الإيجابية عن الصين والهند سواء في المتخيل القصصي أو على صعيد العلاقات الواقعية. كما يتحدث عن ظواهر كونية ـ جغرافية كبرى ورد ذكرها في كتاب ألف ليلة وليلة وتردد من بعيد صدى ما تداولته المدونات الثقافية العربية مثل جبل قاف، جبل المغناطيس، كما يتحدث عن غرائب البحر التي وردت في القصص، وكذلك عن عوالم تخوم العالم المغمور الغامضة مثل النحاس والتخوم القصوى وجزائر واق الواق والتجارة الصامتة على تخوم العالم المغمور، ويختم بالقول: ''إن هذه الصورة الشاملة التي كونتها سردية الليالي عن الشرق الأقصى: براً وبحراً، إنما كانت تنضح من بحر الثقافة العربية المتلاطم والعميق ومن تصور هذه الثقافة للعالم في العصر الوسيط''.

لا يمكن لزائر مدينة الورود أن يمرّ مرور الكرام على مسجدٍ لا يزال حاضره يحتفي بماضيه من خلال تمسّك أهل مدينة البليدة بمعالمه الدّينية السّاحرة، إنّه مسجد ''الكوثر'' الذي استطاع بمساحته وتصميمه أن يستقطب آلاف المصلّين والباحثين عن العلم.
يعتبر مسجد ''الكوثر'' المتربّع بالقرب من ساحة التوت الشهيرة بوسط المدينة، من أهم المعالم الإسلامية التي تضرب بجذورها إلى القرن السادس عشر من عام 1533 ميلادي تاريخ تأسيسه على يد الشيخ سيدي أحمد الكبير، حيث بُني على تبرّعات أهل مدينة الورود، قبل أن تنتهاك حرمته ويتم تحويله سنة 1830 إبّان الاحتلال الفرنسي إلى كنيسة للفرنسيّين، وقد ظل على حالها إلى غاية عام 1974 عندما أعلنت السلطات الولائية بمعيّة مديرية الشؤون الدينية بالبليدة عن إعادة بناء المسجد وتوسيعه، وقد أطلق عليه تسمية ''الكوثر'' استنادا لما ورد في الأثر الإسلامي، ليُفتح رسميّا للمصلين سنة 1981 .
وأهمّ ما يميّز مسجد ''الكوثر'' مساحته التي تبلغ 12 ألف متر مربع، والتي مكّنته من استقطاب أكثر من 12 ألف مصلٍ في المناسبات الدينية، ويحوي الجامع الذي تعاقب عليه كبار الأئمة بالجزائر كالشيخ علي الشرفي ومحي الدين تشاتشان والشيخ الزبير، عدّة مرافق هامّة جعلته مقصد طالبي العلم والشريعة، فعلى غرار قاعة الصلاة الواقعة بالطابق العلوي التي تتربّع على نحو 4 آلاف متر مربع وتتّسع لـ 8 آلاف مصلٍ وترتكز على 25 عمودا منها الأعمدة المزدوجة، يضمّ الطابق السفلي للمسجد مدرسة قرآنية وقاعة للمحاضرات بقدرة استيعاب550 مقعدا، إلى جانب مكتبتين داخلية وخارجية والمركز الثقافي الإسلامي، فضلا عن بيوتٍ للوضوء.
''المساء'' زارت مسجد ''الكوثر'' ووقفت على أشغال التهيئة الكبرى به، كما رصدت أشغال توسعة قبة المسجد وتحدّثت مع إمام المسجد السيد بن يمينة، الذي أكّد أنّ قبة المسجد تعتبر من أكبر قباب المساجد عبر الوطن في أناقتها العمرانية. مضيفا أنّ  مآذنه الأربع اعتمد في بنائها على الشكل الثماني حيث يبلغ طول كل مئذنة 60 مترا.
ولعلّ أهمّ ما يشدّ زائر مسجد ''الكوثر'' بناؤه الحديث الذي امتزج بتصميم قديم وأصيل، حيث يوجد بداخله محراب منقوش عليه آيات قرآنية بالجبس ومنبر ثابت مبني بالرخام، ويرتكز التعبير الفني بالمسجد في كتابة المصحف الشريف على بلاطات تحيط به من الداخل والخارج-.

استضافت الجمعية الثقافية ''الجاحظية'' قي النفس الأخير من سنة ,2011 الأستاذ صالح فرحان من لبنان  لإلقاء محاضرة حول المؤرخ عبد القادر جغلول تحت عنوان '' عبد القادر جغلول، الجزائر في ذاكرة مؤرّخ''، التي حاول من خلالها تسليط الضوء على آراء عبد القادر جغلول الفكرية والتاريخية والإيديولوجية، ماسحا (المحاضر) مساحة شاسعة من تاريخ الجزائر ما قبل ميلاد المسيح إلى يوم الاستقلال من الاحتلال الفرنسي.
استهل صالح فرحان إلقاء محاضرته بقراءة من كراستين حاول من خلالهما الإلمام بتاريخ المغرب الأوسط (الجزائر) من عهود ما قبل الميلاد لإبراز فكر وآراء عبد القادر جغلول، الذي رأى فيه رجلا استثنائيا وصاحب الروافد المتعدّدة، معتبرا إياه فيلسوفا وعالم تاريخ واجتماع وهذا من خلال نصوصه ومؤلّفاته. كما اعتبر المحاضر عبد القادر جغلول منظّرا في التاريخ وعلم الاجتماع بامتياز.  مشيرا في نفس الوقت إلى أنّ رئيس ''الجاحظية'' انتدبه لتمثيل الجمعية في الملتقى الخاص بعبد القادر جغلول  الذي احتضنته مدينة وهران، والذي دارت أشغاله باللغة الفرنسية باستثناء محاضرتين باللغة العربية. وأردف فرحان في مداخلته أنّه بهذه المحاضرة يقدّم عرضا تقييميا حول هذا الملتقى الذي تناول هذه الشخصية من خلال كتاباته ومؤلّفاته مثل كتابه الموسوم بـ''مقدّمات في تاريخ المغرب القديم''، ''تاريخ الجزائر الحديث'' و''الإشكالية التاريخية في علم الاجتماع عند ابن خلدون".
وأوضح الأستاذ فرحان أنّه لاحظ لبسا لدى المشاركين في ملتقى عبد القادر جغلول فيما يتعلّق بتحديد الموقع الفكري عنده، والذي يرى فيه أنّه مدرسة قائمة بذاتها في علم الاجتماع والتاريخ وأنّه يمثّل التاريخ العربي الأمازيغي. أمّا من حيث المرجعيات المعتمدة في فكر جغلول ونظرياته، فقد حدّدها المحاضر في ثلاث مرجعيات، المرجعية العائلية، فرانس فانون، والمراجع الفرنسية.
وفي قراءته السريعة، حاول المحاضر الإلمام بأفكار وآراء عبد القادر جغلول من القرن الثالث قبل الميلاد وعهود الممالك البربرية البدائية إلى ماسينيسا والمجتمع النوميدي والمستعمرات الفينيقية التي اهتمت بالتجارة عبر السواحل الجزائرية، كما تعرّض المحاضر إلى الفوارق الطبقية والعسكرية والسياسية عند النوميديين، وتحدّث المحاضر عن مقاومة النوميديين للرومان، وأنّ روما لم تحمل الحضارة إلى المغرب، بل عملت على تجميد القوة المنتجة.
كما تطرّق المحاضر بإسهاب إلى الفتوحات الإسلامية في المغرب بعد استعراضه لتاريخ العرب قبل الإسلام  والديانات السائدة كاليهودية والنصرانية، معتبرا أنّ الإسلام دين جديد جاء بشكل جديد ونسق اجتماعي جديد. وأكّد المحاضر أنّ الإسلام في المغرب العربي لقي مقاومة شرسة من قبل البربر، كما عرج المحاضر على الدول التي تأسّست في المغرب وركّز على الدولة الفاطمية.
المحاضرة كانت استعراضا لرؤية تاريخية بنظرة عبد القادر جغلول والتي نفهم من خلالها فكره الماركسي، الذي حاول المحاضر تكريسه في تحليل المجتمع الجزائري ودارسة الطبقية فيه. والمحاضرة رغم طولها وسرعة قراءة فرحان لكراستيه لم تقدّم لنا شخصية عبد القادر جغلول إلاّ تقديما شموليا على أنّه أخذ من ابن باديس وفرانس فانون، كما لم يقدّم لنا المدارس الفرنسية التي قرأ عليها  وتخرّج فيها، فبقي الكثير عن هذه الشخصية مبهما، إلاّ من كونه كان بوابة لمعرفة التاريخ والمجتمع الجزائري وثقافته للمحاضر حين قدومه للجزائر.
ولم تكن اللغة التي ألقيت بها المحاضرة لغة عربية سليمة، حيث تميّزت باللهجة اللبنانية مكسورة الآخر سواء في القراءة أو من خلال محاولة الشرح والتعليق.

كانت حرفة التصوير الفوتوغرافي، إلى وقت غير بعيد، حكرا على الرجال، لكن سرعان ما اقتحمت النساء هذا المجال الفني بامتياز، نظرا لعوامل تتعدى حب هذه المهنة أو الفن إلى الطلب على المرأة المصورة لأسباب اجتماعية وشخصية، وهو ما جعل الكثيرات يتخصصن فيها، فأصبح من العادي جدا أن نرى المصورات يزاحمن زملاءهن في العمل الصحافي، رغم صعوبته.
نادية المعروفة بـ''لامية'' اختارت من جانبها أن توظف حبها للصورة الفوتوغرافية الذي يمتد منذ صغرها، في مجال الأعراس بعد أن لاحظت الطلب الكبير على المصورات خاصة في حيها الشعبي ''بوروبة''.
اِلتقيناها في أحد المعارض، فروت لنا قصتها مع التصوير الفوتوغرافي التي بدأت منذ 18 سنة، عندما قررت أن تتابع تكوينا بإحدى المدارس الخاصة، حيث تعلمت أولا فنون التصوير التماثلي بالأبيض والأسود وبالألوان وباستعمال الأفلام التي باتت اليوم من الذكريات لدى الكثيرين-رغم أنها مازالت مستخدمة من طرف بعض الإحترافيين في الصورة-وطريقة استخراج الصور في الغرفة السوداء. وبدأت تعمل بهذه الطريقة في الأعراس، وكانت حينها ثاني مصورة في حيها، ورحب الكثيرون بالتعامل معها نظرا لعوامل اجتماعية، إذ يتم تفضيل المرأة على الرجل لتخليد ذكرى الزواج.
اليوم وكما تتطلبه ضرورة العصرنة والتطور، تحولت نادية للعمل بآلة التصوير الرقمية والكاميرا الرقمية كذلك، كما تستخدم تقنيات الفوتوشوب من أجل ''التفنن'' في هذا الميدان، وهو ما أصبح يروق كثيرا للعرائس.
تقول: ''اليوم تغيرت الأمور، لأن فن التصوير تطور، والتكنولوجيا قدمت لنا تقنيات كثيرة تمكننا من التدخل سواء لإضفاء مزيد من الجمال على الصورة، أو حتى لتغطية بعض العيوب في وجه العروس، بل وتغيير لون عينيها حسب اللباس الذي ترتديه، وهي بالتالي ليست محتاجة لوضع عدسات لدى الحلاقة، لأنه يمكنني أن ألبي رغباتها فقط باستخدام الفوتوشوب''.
وبالفعل، أصبح الطلب على مثل هذه التقنيات كبيرا لدى العروسات، ويمكن القول إن عهد الصور الكلاسيكية قد انتهى. وهو ماتؤكده محدثتنا التي تشير إلى أن الطلب حاليا أصبح كبيرا على الـ''الفوتوبوك''، أي كتاب الصور الذي سيعوض شيئا فشيئا الألبوم، نظرا لجماله وخفة وزنه.. ففيه يمكن أن نضع العروس التي ترتدي كاراكو وسط القصبة، وتلك التي ترتدي لباسا قبائليا بين أحضان جبال جرجرة، وهو ماتحبذه الكثيرات، حسب نادية التي تعترف أن عملها في هذا الميدان مكنها من مساعدة زوجها كثيرا.
مع ذلك، فإنها لاتكتفي بهذا، وتطمح لأن توسع أعمالها لتشمل مخبر استخراج الصور، وهي الآن تنتظر تسلم محل في إطار مشروع 100 محل في كل بلدية، لاسيما وأنها من الناس الذين لهم الأولوية فيه، باعتبارها تحصلت على قرض من وكالة تسيير القروض المصغرة.
تقول: ''أتمنى فعلا أن يتجسد طموحي في أقرب وقت ويكون لي محل للتصوير، ويمكنني حينها أن أوظف عاملات معي، فحاليا أعمل بمفردي، وأعتمد على جهاز الكمبيوتر بالبيت للقيام بالتعديلات، وأستخرج صوري من مخابر خاصة''.
وعن التصوير الإحترافي، ترى نادية أنه رغم وجود بعض المصورين الذين يعملون في هذا المجال، إلا أنهم قليلون، ولم نصل بالتالي بعد إلى ذلك المستوى الذي نراه في الدول الغربية أو المشرق العربي.

لحسن بوجناح استشاري في العلاقات الزوجية، رائد في فتح عيادة لتناول مشاكل العلاقة الحميمية في الجزائر، تدريباته تبدأ بالتشخيص وتنتهي بالوصفة التي تضمد جراح الأسر وتنقذها من طامة الخراب الذي تشهد عليه أروقة العدالة آلاف المرات سنويا.الخبير لحسن بوجناح حائز على شهادة في مجال إعادة التأهيل الوظيفي للحركات، ومدرب في الاسترخاء الذاتي... قابلته ''المساء'' في مكتبه الكائن بالجزائر الوسطى، حيث كان الحوار مع رجل يؤمن بصدق رسالته وسمو أهدافها.
''المساء'': يشرفنا بداية أن نتعرف عليك.
لحسن بوجناح: أنا من مواليد سنة ,.1953 تخرجت سنة 1975 بشهادة في مجال إعادة التأهيل الوظيفي للحركات. وبعد أداء الخدمة الوطنية، سافرت في بداية سنة 1979 إلى سويسرا، حيث عملت في مجال تخصصي لمدة عشر سنوات. وبفعل الاحتكاك، اِطلعت على أمور أخرى دفعتني للتخصص في مجال الاسترخاء الذاتي.. وبموجب ذلك، أصبحت خبيرا يكافح الإرهاق على الصعيدين الإكلينيكي والاقتصادي منذ 35 سنة.. وفي ظل ممارسة هذا الاختصاص، تجلت لي حاجة الآخرين إلى المساعدة والنصح بحكم المشاكل التي يطرحونها عليّ، ومن هذا المنطلق، صرت استشاريا في العلاقات الزوجية منذ سبع سنوات.
- تقصد أنّ الواقع المعيشي هو الّذي حوّل مسارك من علاج الجسد إلى الغوص في أغوار النفس، فتسليط الضوء على العلاقة الحميمية؟
* أجل، تخصصي في هذا المجال ضرورة فرضها الواقع عليّ.. وجدتني محاطا بالكثيرين ممن يطلبون يد العون، وإيمانا مني بأنّه لا يمكن أن نعالج الجسد بدون النفس، طالما أنّ منشأ الأمراض العضوية نفسي بالدرجة الأولى، استجبت للطلب تحت ضغط الطالبين.. ومن هنا كان لابد من التدريب، وللعلم، هذا الأخير تخصص جديد في المجتمعات الدولية، ويعني التكفل بالفرد وتدريبه. ويهمني في هذا الصدد أن ألفت الانتباه إلى أنّني أشتغل على ضوء تعاليم القرآن والسنة النبوية، بعيدا عن المخزون الثقافي الغربي، حيث أضع علم النفس الذي يُدرس في الجامعات استنادا على نظريات فرويد جانبا.
- نفهم أن لك مضمار السبق في اقتحام عالم معالجة المشاكل الجنسية في الجزائر؟
* نعم، ففي الحقيقة اندفعت إلى الفكرة يقينا أنّه يمكن تخفيض الطلاق الناجم عن المشاكل الجنسية، لو نُخضع كافة الأشخاص المقبلين على الزواج للتدريب في محيط يعلمهم أساسيات العلاقة الحميمية وأبعادها وفوائدها، لما يتعرضون للانكسارات التي تسببها المكبوتات وعقدة الخجل.
- أخبرنا، هل كان من السهل عليك أن تقتحم مجالا يصنفه المجتمع الجزائري في خانة الممنوعات؟
* لم أجد صعوبة في ذلك، لأن ممارستي لهذا العمل استجابة لملكة من ملكاتي، لكن في المقابل، لا أخفي عليكم أنه ليس من اليسير تدريب الغير، فهذا الأخير يتطلب من المدرب أن يكون بارعا في الاتصال، وقادرا على تبسيط المفردات، فالمطلوب قبل كل شيء هو توفير الجوّ الملائم، خاصة وأنّ علاج المشاكل الجنسية يشترط استخدام مصطلحات الشارع بعد تهذيبها طبعا، كما يتطلب التمكن من اللغات، فأنا شخصيا أتحدث العربية وبعض اللغات الأجنبية وحتى الأمازيغية لتوصيل الرسالة إلى كافة شرائح المجتمع.
- في اعتقادك، لماذا يكاد ينعدم المختصون في حل المشاكل الجنسية، هل هي عقدة الخجل؟
* ليس هناك ترغيب في هذا الاختصاص.. وأنا شخصيا سطرت مشروعا لإعادة بلورة الزواج من الخطوبة إلى ليلة الزفاف سنة ,1993 لكني أتساءل هل هناك قابلية لدى المسؤولين للاطلاع عليه؟... صراحة، نحن نتعامل مع ملف المشاكل الجنسية بخجل اتحد مع ضعف التوعية الإعلامية.
- لكن قبل الحديث عن مشكل نقص التوعية الإعلامية، ألا يبدو أنّ لغياب التربية الجنسية في المقرر الدراسي دور في تكريس عقدة الخجل؟
* صحيح أنّ إقحام التربية الجنسية في البرنامج الدراسي على أساس مشروع متميز خاضع للقرآن والسنة النبوية والموروث الثقافي الحضاري لمجتمعاتنا ضرورة، غير أنّ الوصول إلى هذه المرحلة -برأيي- يرتبط ارتباطا وثيقا بدرجة الفطنة في المجتمع، إذ أنّ المثقف الحقيقي هو الذي يمكنه أن يرى الأمور على بعد 20 سنة على الأقل.
وهنا تطرح التساؤلات تلقائيا: هل أخذ المجتمع بالهمة أنّ هناك كارثة إنسانية على أنقاض آفة الطلاق المتفشية.. وبعد الاعتراف بهذا الواقع المرير المسجل في الساحة القضائية، هل اتخذت الإجراءات اللازمة؟ هذه هي بعض التساؤلات الجوهرية التي يفرضها الموضوع.. وتسليط الضوء عليها هو دور المسؤولين والمثقفين وكافة وسائل الإعلام.
- على ذكر الطلاق، تشير إحصائيات وزارة الأسرة إلى تسجيل أزيد من 40 ألف حالة طلاق سنة ,2009 وفي المقابل، تؤكد شهادات رجال القانون أنّ معظم العلاقات الزوجية التي تموت في المهد ترتبط بمشاكل جنسية.. فهل يعني هذا وجود أمية جنسية وسط الأزواج الجزائريين؟
* قبل الإجابة عن السؤال، لابدّ أن نتوقف عند رقم أزيد من 40 ألف حالة للقيام بعملية حسابية تكشف حجم ملايير الدنانير التي تذهب هباء منثورا سنويا، جراء الفشل المبكر للعديد من العلاقات الزوجية، وهذا الرقم يمكن معرفته انطلاقا من حقيقة أن العرس البسيط يكلف كل طرف ما لا يقل عن 600 ألف دج، نظرا لما يتطلبه من أثاث وتجهيزات أشياء أخرى تفرضها العادات والتقاليد.. فكم من ملايير ينسفها التسرع في فض الشراكة الزوجية.. وكم من مشروع كان بالإمكان الاستثمار فيه اعتمادا على تلك الأموال؟
- كونك استشاريا في العلاقات الزوجية، ما هو تقييمك لمستوى الثقافة الجنسية عموما في المجتمع الجزائري؟
* بدون مبالغة، أجدها ضعيفة جدا، وهذا ينطبق على الفئة المتعلمة وغير المتعلمة على حد سواء.. والواقع أنّه تصدمني كثيرا حقيقة أنّ الجامعي والجامعية لديهما ثقافة جنسية هزيلة.
فقد استخلصت من تجربتي أنّ الكثير من الرجال لا يعرفون أنّ المرأة تستخلص 95 بالمائة من شهوتها من بظرها.. والمرأة حتى وإن كانت تعرف ذلك، تتظاهر بجهلها خوفا من رد فعل الزوج الّذي قد يرمقها بنظرة شك تمس شرفها، فتظل حبيسة المكبوتات.
يؤسفني أنّ البعض يقبل على عملية الوقاع بدون وسائط، خلافا لما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم.. وهذا منبع ''الكوارث الجنسية'' التي تتسبب في مشاكل ليس أقلها القذف المبكر، لاسيما وأنّ الرجل سريع الاستجابة للاستثارة الجنسية، والمرأة بطيئة الإلتهاب، لا يثيرها الجسد إنما الحس العاطفي.
وما يجب أن يوضع في الحسبان، هو أن للمرأة حقا في الجنس مثل الرجل، خلافا لما يفكر فيه بعض الرجال، فهي ليست وعاء لقضاء الوطر فقط، والمروءة عند الرجل تقتضي أن تسبق المرأة في شهوتها، لأنّ المرأة أبطأ في الإثارة الجنسية. لهذا يتعين على الزوج أن يُفوتها قبله، إذ لديه كل الإمكانيات لذلك سواء بالإيلاج أو الملاطفة والمداعبة اليدوية.
فمن الضروري أن يفهم الأزواج أن الرفث يعني النكاح ومحيطه، باعتبار أنّ الإثارة هي المحرك الأساسي في العملية، حيث أنّ مكمن الخلل في جهل حقيقة أنّ الجنس تصوري قبل أن يكون عمليا.. وفي هذا الصدد،  تُلقى على المدرب مسؤولية ترشيد هذا التصور.
- برأيك، لم تسود هذه الأمية الجنسية رغم أن تعاليم الدين الإسلامي تقوم على قاعدة لا حياء في الدين؟
* نحن نعيش حاليا مرحلة تحوُّل نتيجة تخلينا عن قيم الدين الإسلامي.
لو نتحدث عن درجة الإقبال على عيادتك التي فتحت أبوابها منذ حولين؟
الإقبال ليس في المستوى المطلوب بعد، فأغلب المترددين على العيادة سمعوا عنها عن طريق القنوات الإذاعية.
- هل من السهل أن تعيد أمور العلاقات الزوجية إلى مجراها؟
* أصل الاستشارات في العلاقات الزوجية يقوم على إصلاح ذات البين، لهذا أفعل المستحيل من أجل الحيلولة دون تصدع البيوت الزوجية.. والحمد لله لم أسهم في انفصال أي زوج لحد الساعة.
- من ضمن المرتادين، من هي الشريحة الأكثر إقبالا على مناقشة أمور علاقتها الحميمية؟
* تمثل  النساء الفئة الأكثر إقبالا على طرح مشاكلها الجنسية.
- تقصد أنّ المرأة الجزائرية أكثر جرأة من الرجل في طرح انشغالاتها الجنسية؟
* هذه المسألة لا ترتبط بالجرأة بقدر ما ترتبط بطبيعة المرأة التي لا تقبل الكبت، إذ ترغب في طرد كل ما يزعجها عكس طبيعة الرجل.
- نبقى دائما في إطار العلاقة الحميمية، نود أن نتعرف على أهم المشاكل التي تعترضها وسط الأزواج الجزائريين؟
* التوافق في إشباع الشهوة لكلا الطرفين، أهم عنوان للمشاكل الجنسية التي يعاني منها الأزواج طالبي الاستشارة، والبدائل موجودة حتى وإن كانت هناك مشاكل ظرفية، لأنّ الصحيح هو أنّ العلاقة الزوجية تبنى على المحبة، والجنس عامل أساسي ولكن ليس الأساس.
- لكن، لماذا يسبح كثيرون عكس هذا التيار؟
* فعلا نلاحظ أن 80 بالمائة من رغبات الزواج لدى الجنسين تنبع من الرغبة في الإشباع الجنسي، خاصة وأنّ حوالي75 بالمائة من الشباب يتصفحون المواقع الأنترنتية الإباحية، حيث تحدث الصدمة عند أوّل اطلاع. ولتفادي هذا الإشكال، ينبغي أن يكون هناك سبق إنذار وتعليم للفتى والفتاة ليستوعبوا أبجديات جنسهم. وعلى هذه القاعدة يبنى التثقيف الجنسي بعيدا عن الطريقة الغربية.
- هل للوالدين نصيب من هذا اللوم؟
* طبعا، التهذيب لهذا الطلب الجنسي مرتبط بالأهل.. والجدير بالذكر في هذا السياق أن طريقة لباس الفتاة مهمة في هذا الجانب، حيث يجب أن تكون وفقا لتعاليم الشرع، مع التأكيد على أنّ السروال الضيق مثير حتى وإن كانت صاحبته تضع خمارا فوق رأسها.
- نعود مجددا للحديث عن ظاهرة مشاهدة الصور الإباحية عن طريق النات أو القنوات الفضائية، هل تعتقد أن  لها يد في تفجير المشكلات الجنسية؟
* هذه الظاهرة من الطامات الكبرى في الجنس، فالفيلم أو الموقع  الإباحي يحدث غالبا الصدمة من خلال مشاهد غير مباحة.. ومنه يترتب إما العزوف وإما الانجذاب. أمّا نحن، فيجب أن نتبنى السلوك الوسط وفقا لعقيدتنا.
وفي كل الحالات يبقى المُشاهد الخاسر الأوّل لأنّه سيلوث بذلك تصوراته الجنسية، ذلك أنّ الصورة الخلفية التي يشاهدها لتلك المرأة في الفيلم الإباحي، هي صورة عاهرة تجعله ينظر إلى كل النساء على أنّهن عاهرات وفقا للمثل الفرنسي القائل: ''كل النساء عاهرات، إلاّ والدتي احتراما لها''.. وهذا من أبشع ما أوجده البشر من أمثال، فاتهامه للنساء بالعهر يجعله في قمة الانحطاط.
وهذه التبعية التي نعاني منها ترد بوضوح في قول النبي صلى الله عليه وسلم: ''لتتبعن سنن الّذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى إذا واقَع أحدهم أهله على قارعة الطريق لفعلتم.
- وأين يكمن الحل في نظرك للتخلص من هذه التبعية الجنسية؟
* الأصل في هذه المسألة هو الرجوع إلى ما أنزل الله من حلال وحرام. فالعديد من الناس -حسب الفقهاء- لا يفرقون بين الحلال والحرام في هذا المجال.. فالحرام يتمثل في ثلاثة جوانب هي: الإتيان من الدبر، الإتيان في الحيض وفي النفاس. والباقي هو أن يستمتع الأزواج ببعضهم البعض على قدر تحملهم للعلاقة، وفقا لقوله تعالى: ''أتوا حرثكم أنى شئتم''.. فلكل شخص رغبة نابعة من الطلب الطبيعي. كما أن التثقيف الجنسي قبل الزواج يعد ربحا للوقت ومفيدا في القضاء على الأمية الجنسية التي تسبب عدة مشاكل، على غرار البرود الجنسي.
- يشاع أن لبعض المواد الغذائية دورا فعالا في إثارة الرغبة الجنسية، ما مدى صحة هذه المقولة؟
* معروف أن بعض المواد الغذائية مثيرة جنسيا مثل الزنجبيل، العسل بأنواعه و''الجينسينغ''.. إلا أنه لا ينبغي أن نغفل حقيقة أنّ البعض يستجيب لهذه المثيرات والبعض الآخر لا.
- بعد سبع سنوات من الخبرة في حل المشاكل الجنسية، ألم تراودك فكرة إصدار كتاب في هذا المضمار؟
* كثيرون يلحون عليّ تأليف كتب حول المسائل الجنسية، لكنّ التكوين في اعتقادي هو الأساس.
- شرفنا كثيرا هذا اللقاء، لكن قبل الختام نود أن تقول كلمة للقراء



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)