خبير الاقتصاد الدكتور تومي عبد الرحمن: «على الجزائر إعادة النظر في موقع المستثمر المحلي كرهان اقتصادي"

أعاب خبير الاقتصاد الدكتور تومي عبد الرحمن اعتماد الجزائر في دفع عجلة الاقتصاد على المستثمر الأجنبي، كونها لم تعط الفرصة الكافية للمستثمر المحلي وتمكينه من خوض التجربة من أجل إنضاجه وجعله بديلا يعول عليه كرهان في التنمية الاقتصادية.
ودعا الدكتور في حديث مع "البلاد" إلى مراجعة بعض الإصلاحات الاقتصادية في الاتجاه الذي يسمح بإنعاش المستثمر الجزائري ومن ثمة الاقتصاد الوطني. وعرج تومي على الحديث عن الصين مرشحا إياها لقيادة العالم اقتصاديا في غضون 10 إلى15 سنة القادمة، وأرجع سبب ذلك إلى تعاملها مع البلدان النامية بما في ذلك الجزائر بصيغة تبادل المنافع، خلافا للاتحاد الأوروبي وعلى رأس دوله في مجال المبادلات التنجارية فرنسا، معتبرا أن دول الاتحاد تقدم مصالحها على مصالح الدول التي يتعامل معها. وأضاف بهذا الخصوص أن الاستثمارات الصينية أثبتت نجاعتها سواء من حيث اليد العاملة وهو ما عولت عليه الجزائر من خلال تمكينها من استثمارات عديدة كمشروع الطريق السيار. وقال الخبير إن الجزائر في سعيها إلى تنويع تجارتها الخارجية واستثماراتها الأجنبية، إنما تريد تفادي خسائر الصرف عندما تعدد أقطاب الشراكة الاقتصادية.
وبشأن تنافس الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة والصين وفرنسا على السوق الجزائرية، قال الدكتور إن الجزائر سوق مفتوحة على مصراعيها وإن الكثافة السكانية تجعل الاستهلاك عاليا، بالإضافة إلى تصديرها البترول والغاز بنسبة 98 بالمائة، وهو ما يجعل الجزائر مهمة لدى الدول يقول الدكتور إضافة الى وجود احتياطي العملة الصعبة قريب من 20 مليار دولار وكذا موقع إستراتيجي في قلب القارة الإفريقية وإطلالها على البحر الأبيض المتوسط، كما أن كلفة الإنتاج عموما منخفضة مقارنة بدول أخرى فيما يتعلق بالمشاريع في الجزائر، بالإضافة إلى كلفة اليد العاملة وكلفة الطاقة والنقل.