خبز الدار ياكلو البرّاني..!

سألتُ الشاعر الكبير أدونيس عن المركزية الثقافية الشرقية في الجزائر والتي لا تقل ضغطا عن المركزية الغربية (الفرنسية تحديدا) ولكنه فرّ من وجه السؤال..!
وفي نهاية الأمسية والنقاش تقدّم مني المبدع الرائع ناصر خلاّف وأثنى عليّ وقد شعر بمرارة ما أشعر به..
في الجزائر، دون سواها، عقدة مركّبة اسمها الآخر، ففريق يولّي قبلته إلى الغرب والآخر مولّيها إلى الشرق..لا أحد يحفل بالبلد ووالد وما ولد..!
أكاد أشعر وأتلمّس هذا الانبهار بما لدى غيرنا..وأكاد أبكي لهذا الزهد الزاهد فينا ليل نهار من مجتمع أو دولة لا ترى العجب إلآّ قادما من الشرق أو مقبلا من الغرب..
في الجزائر دون سواها نحتفي بأموالنا وأضوائنا وصحفنا وأهوائنا بنجوم غير نجومنا ونقول لهم جميعا: أنتم النجوم وأنتم الكواكب..
نقيم لكم وزنا، وعلى رؤوس الأشهاد نرفع شأننا بكم ونعلي صورة الجزائر الجديدة بكم وبحضوركم ونمنحكم الأوسمة والورد والألقاب وتحصدون أهم جوائز الفنك الذهبي، أما فنانونا وفناناتنا فهم لا شيء أمامكم وأمام تجربتكم الفنية وشهرتكم العالية..هم جاءوا ليتعلموا منكم وما الإنتاج المشترك إلاّ وسيلة من وسائل "الروسيكلاج الفني"..
لا أحد من ممثلينا في مستوى قاماتكم السامقة، والجزائر بلد المعجزات وبلد العروبة وبلد الموضوعية الفنية بدليل أن مؤسسة الفنك الذهبي منحتكم الجوائز دون عقدة أو تحيّز..
لم نر لكثير من الإنتاجات قيمة ومنها طبعا "جمعي فاميلي" ولم نر الفنان محمد عجايمي في المستوى..
المهم هو تكريم الأشقّاء في سوريا وفي مصر وفي لوزوطو إن وُجدوا..
أما الأسرة الفنية الجزائرية فإلى عام "الزناخرا"..أي إلى العام الذي لن يأتي بتعبير أمي..!
من منكم أيها المحللون النفسانيون يريحنا بتفكيك عقدة بلد يحتفي بالبراني ولا يلتفت إلى أهله وأبنائه..؟