الجزائر

خبراء يناقشون جذور العنف في الجزائر


خبراء يناقشون جذور العنف في الجزائر
ناقش عدد من الخبراء والأكاديميين أسباب اندلاع العنف في الجزائر المعاصرة.

تساهم مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية إلى جانب الذاكرة الجماعية لماض غير بعيد في ظهور العنف بالجزائر اليوم حسب ما خلص إليه المشاركون في منتدى بالعاصمة الجزائرية الاثنين 14 مارس.

الباحث في علم الاجتماع سليمان مظهر قال خلال الندوة التي نظمها مركز "الشعب" للدراسات الإستراتيجية "إن المختصين أهملوا دراسة أسبابه التي برزت في المجتمع الجزائري، سيما في شقه المسلح أي ظاهرة الإرهاب، والتي تعتبر أخطر أنواع العنف".

واعتبر مظهر أن أعمال العنف الممارسة في المجتمع الجزائري كانت في بداية الأزمة الأمنية، تحت شعارات عقائدية أو دينية، إلا أن الكثيرين حاولوا ربط العنف المسلح بالإسلام، وذلك لأهداف سياسية بحتة تتعلق بالاستيلاء على السلطة.

من جانبه يرى الأكاديمي والإعلامي فاروق مازوز أن بعض مظاهر العنف تجلت في الاحتجاجات الأخيرة التي عرفتها العاصمة الجزائر. ويرى أن هناك جملة من المسببات للعنف وكلها موضوعية تنطلق في الأساس من النواة الأولى وهي الأسرة.

حيث يلاحظ مازوز أن الأسرة "أُفرغت من مضمونها ومحتواها وغابت رسالتها المقدسة الممثلة في التنشئة السليمة للأولاد".

وتعد المدرسة عاملا آخرا في مصدر العنف، حسب مازوز، بسبب العلاقات المتوترة بين الأستاذ والتلميذ نتيجة غياب عنصر الاتصال والتواصل.

وأوضح الباحث أن تغير سلم القيم والتدهور الأخلاقي في المجتمع إلى درجة الانحطاط هي من محفزات هذه الظاهرة.

وقال "يكفي السير في الشارع للوقوف عند هذه السلوكيات المولدة للعنف والعنف المضاد الذي تجاوز الخطوط الحمراء، وبات إصلاحه مسألة حياة ومعركة مصير".

ويشاطره الرأي البروفيسور ديب ناصر بأن انتشار العنف متصل بانهيار الأخلاق.

فالقيم الأخلاقية "انهارت وتأثرت كثيرا بفعل العشرية السوداء والتي هدمت الكيان الاجتماعي الجزائري وفككت قيمه العائلية من جذورها إلى درجة قتل الأخ لأخيه"، حسب ديب.

وأضاف "إننا نعيش انعكاساتها اليوم من خلال سلوكاتنا اليومية ومعاملاتنا وطريقة التعبير عن آرائنا".

وفي تعليقه على انتشار ظاهرة حرق النفس في المغرب الكبير، قال إن الشاب الذي يلجأ إلى حرق نفسه قد وصل إلى حالة لا تطاق ولم يجد سبيلا آخر للحصول على مطلبه في الوظيفة أو المسكن.

وقال "لكن هل تساءل هذا الشاب للحظة إن كان بعد إحراق نفسه وإتيانه هذا الفعل سيحصل على مراده".

متعلقات
زعيم القاعدة بالمغرب الإسلامي يستغل الاضطرابات في تونس والجزائر
2011-01-13
الجزائر تواجه وباء السيدا
2010-11-30
الجزائر: وفيات الأطفال متصلة بضعف الرعاية الصحية للأم الحامل
2011-01-28
الجزائريون-الأمريكيون يعززون التبادل التكنولوجي
2010-12-10
النظام الجامعي على المحك في الجزائر
2011-02-20
وأكد المتحدث على فتح قنوات اتصال مع الشباب، قائلا "علينا أن نفهم ونعي ما يريد هذا الشاب المنتحر من رسالته لنا".

من جانبه أثار الدكتور بشير مصيطفى أستاذ الاقتصاد بجامعة الجزائر إشكالية العنف السياسي المتفشي في مختلف الدول العربية، وقال إن ''العنف السياسي ينمو بسرعة مدهشة في محيط تغيب فيه الحريات والممارسات الديمقراطية''.

واعتبر مصيطفى أن هذه الظاهرة رد فعل طبيعي لعدم ممارسة المواطنة من جانبها الحقوقي، حيث يطالب المواطن بالكثير ولا تُمنح له الحد الأدنى من حرية الرأي والمشاركة السياسية والمساءلة الرقابية على المال العام.

وعن مسببات العنف السياسي، يقول مصيطفى إنه ناتج عن ضحالة الثقافة السياسية على مستوى المؤسسات السيادية صاحبة القرار التي
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)