الجزائر

خالد الحسيني يصدر "ورددت الجبال": أفغانستان الأخرى.. البلد البستان



خالد الحسيني يصدر
«بعيدا عن الفكر والحق والصواب هناك بستان ألقاك فيه" هي عبارة للشاعر جلال الدين الرومي، اختارها الكاتب الأمريكي من أصل أفغاني خالد حسيني، لتكون مفتاحا لفهم روايته "ورددت الجبال" الصادرة بأمريكا هذا الشهر عن منشورات بلومسبيري".على خلاف الروايتين السابقيتن اللتان كتبهما "سباق الطائرات الورقية" و«ألف شمس رائعة"، تنشغل الرواية الحالية بفكرة المصير والنسيان والذاكرة وتلاقي الأقدار. فالبحث عن المصير يجعل الأبطال يرحلون ويفتشون عن قدر جديد لهم بالارتحال والسفر وبداية لحياة جديدة لا تنهي بالضرورة فكرة الذاكرة بل تؤكدها، مع أن الأبطال يقبلون بما حققوه ووصلوا إليه. وفي عودتهم لأيامهم الماضية يختارون ما بقي منها أو أجمل ما حملوه من الماضي الذي لا يريدون أن ينمحي.
ويقدم حسيني تاريخ بلاده في أزمانه المختلفة كمنبع للذاكرة الحية، وكأنه يريد أن يعيد له مكانته في تاريخ الأمم وهو البلد الذي يعيش حروبا وويلات منذ أكثر من أربعة عقود، ويرتبط بكل ما هو سيىء: التطرف، المخدرات، وأمراء الحرب والفساد والاحتلال الأمريكي والغربي، والرحيل الدائم إلى أماكن اللجوء والمخيمات في باكستان أو إيران. ويحاول حسيني أن يعيد للذاكرة صفحة من تاريخ أفغانستان مع الحداثة والانفتاح على العالم قبل أن تقع فريسة للاحتلال الشيوعي والحرب بعدها ومن ثم المحافظة التي رمز إليها بطالبان والبرقع. فهو يعود بقارئه إلى السنوات التي تبعت ما بعد الحرب العالمية الثانية والأفكار الجريئة التي حاولت تحدي التيار المحافظ والأفكار التجديدية للملك أمان الله، وصورة أفغانستان ونخبتها المتغربة التي كانت تعيش حياتها الخاصة وتتكلم برطانات متعددة تشي بتعلمها ومعرفتها بالعالم، فأفغانستان الخمسينيات والستينيات كانت مراحا للهيبيين والباحثين عن اللذة المحرمة والتهويم في عوالم الحشيش والبحث عن جمال أفغانستان الخفي والمخفي.
وقد قدم حسيني أبطاله المهاجرين والهاربين من واقعهم كحالات إنسانية دفعتهم الضرورة للخروج بحثا عن طريقة لنسيان واقعهم وبالتالي اجتراح زمن جديد، ومن هنا ينقلنا مع الأبطال من كابول، إلى باريس، تينوس اليونانية، وأمريكا وكل مدن العالم التي تحضر هنا وهناك نتيجة لرحلات وتنقل الأبطال.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)