خارطة طريق بين جهازي الجمارك والدرك لمحاصرة مافيا التهريب بالشريط الغربي

توقيف سائق ينشط ضمن شبكة تهريب الوقود والعجلات المطاطيةعلمت "البلاد" من مصدر موثوق أن مجموعات حرس الحدود العاملة بالشريط الغربي الحدودي مع المغرب على مستوى بني بوسعيد وبوكانون في تلمسان، تمكنت خلال اليومين الماضيين من توقيف شاحنة مرقمة بلوحة ترقيم غير قانوني تحمل كمية معتبرة من الوقود فاقت 4800 لتر من الوقود.وحسب المعطيات المتوفرة، فإن المصالح الأمنية بالتنسيق مع فرقة جمركية تنشط بالإقليم تفطنت لمرور شاحنة على متنها سائق يبلغ 42 سنة يقيم بمنطقة السواني الحدودية، بدا متوجسا لحظة توقيفه، حيث خضعت مركبته إلى تفتيش دقيق، أسفر عن العثور على أوعية بلاستيكية معبأة بالكمية المضبوطة، وتثبت المعلومات أن السائق الذي يخضع إلى تحقيق مركز أنه يعمل تحت إمرة شبكة تهريب البنزين وعجلات السيارات المطاطية تسلك محور بوكانون ولالا عيشة للوصول إلى التراب المغربي، ووفق المصدر، فإن المهرب اعترف بالجرم المنسوب إليه أثناء التحقيق التمهيدي، خصوصا محاولة تهريب كمية البنزين وبطرق خطيرة، وأظهرت التحريات أنه كشف عن قائمة اسمية لمهربين بعضهم مطلوبين بقوة لدى المصالح الأمنية والجمركية لتورطهم في تهريب كميات معتبرة من المشتقات النفطية إلى تراب الجارة المغرب.في سياق متصل بالموضوع، أقر المتهم أنه يعمل مجرد سائق لدى شبكة تهريب تنطلق من مدن كبيرة في تلمسان وولايات مجاورة حدودية تستفيد من مزايا في شحن الوقود على مستوى محطات وقود عبر شاحنات مموهة معظمها مخصصة لإنجاد السيارات المعطلة وأخرى صهاريج مياه الشرب، وتتوفر معطيات هامة لدى مصالح حرس الحدود تكشف عن أن الشبكة التي يعمل لديها السائق الموقوف تنشط في مجال التهريب منذ مدة وأنها قامت بتهريب مواد بترولية وميكانيكية وإغراق التراب الجزائري بسموم المهدئات العقلية. على هذا النحو، تبرز المعلومات أن المديرية العامة للجمارك تعتزم تحطيم أكثر من 300 سيارة تم استعمالها في تهريب الوقود خلال الفترة الممتدة بين 1 جانفي و1 سبتمبر الجاري، وذلك تنفيذا لنصوص قانون المالية والتي تقر تحطيم السيارات المهربة وفرض غرامات على المهربين. وفي موضوع على صلة بملف التهريب، تم أمس وضع خارطة طريق ل "حرب مشتركة" ضد الجريمة بأشكالها خاصة شبكات تهريب الأسلحة، السيارات، المخدرات والوقود وكافة المحظورات وتفعيل تبادل المعلومات، خاصة المحصلة في مواقع التحقيق ما بين حرس الحدود وأعوان الجمارك على طول الشريط الحدودي الغربي مع المغرب، محاولة لمكافحة السوق الموازية المتفشية في المدن الحدودية المسماة "الجريمة الأرضية". كما تلقت أقسام المفتشية الجهوية لجمارك تلمسان تعليمات صارمة بتكثيف الدوريات المتنقلة والحواجز الجمركية خلال أيام عيد الأضحى ومضاعفة المراقبة عبر العديد من المحاور والمسالك الصعبة التي تفوق 19 موقعا عبر تراب الولاية، حسبما أشار إليه المصدر، لأجل تضييق الخناق على شبكات التهريب التي أثبتت التحقيقات الأمنية أنها في تزايد مستمر.