الجزائر

خادمات البيوت..نعمة أو نقمة على أصحابها؟



خادمات البيوت..نعمة أو نقمة على أصحابها؟
مع نزول المرأة إلى عالم الشغل أصبحت كثير من العاملات لا تستطعن الإستغناء عن خادمة تساعدهن في أشغال البيت، مما دفع ببعضهن إلى البحث عن من تأمن لها، ورغم محاولة كل واحدة اختيار من تؤدي عملها على أكمل وجه أخطأت بعضهن الإختيار، بعد أن صارت الخادمة تشكل خطورة على البيت والأولاد، خاصة وأننا نسمع عن قضايا بطلاتها خادمات في البيوت.
تلجأ كل امرأة عاملة للبحث عن أي خادمة تحرص على العناية ببيتها وأولادها بسبب انشغالها في العمل، خاصة إذا كانت بأمس الحاجة إلى ذلك ولم تجد البديل الذي يجعلها تشعر ولو للحظة أنها تركت أولادها وحتى منزلها بين أياد أمينة، غير أن الواقع يثبت أن الكثيرات مروا بتجارب مريرة سببها خادمات، لتنقلب حياتهن رأسا على عقب بسبب المشاكل التي واجهناها بعد أن خانت تلك الخادمة الأمانة وتخلت عن ضميرها، واتخذت من عملها وسيلة لارتكاب مختلف الجرائم أبرزها السرقة، خطف أطفال وحتى الأزواج، ورغم أن ثقافة الخادمة لا تزال محدودة في مجتمعنا إلا أن قاعات المحاكم تشهد قضايا متعددة لخادمات ارتكبن جرائم في حق من ائتمنوهن على منازلهن.
الأطفال أول ضحايا إهمال الخادمة
هذا ما لمسناه بعد أن سمعنا حكايات كثيرة من نساء اضطرتهم ظروفهن العملية للاستعانة والبحث عن من تحمي أطفالهن، ولم يكن في حسبانهن أن ذلك سيهدد حياتهن العائلية ويكون سببا في خراب بيوتهن، وهو ما مرت به سميرة التي حدثتنا عن تجربتها المأساوية التي بدأت منذ دخول إحدى النساء إلى منزلها من أجل مساعدتها، وتبدأ حكاية سميرة بعد أن وضعت إعلانا في إحدى الجرائد تبحث فيه عن خادمة بيت تضمن لها الإقامة في منزلها كونها عاملة، وبعد أن قصدت المعنية منزلها تقول الضحية إنها وثقت بها ووضعت أطفالها أمانة بيدها ولم تكن تتوقع يوما أنها ستخدعها، إلا أنها صدمت في إحدى المرات بعد أن عادت إلى منزلها لتجد أن طفلها الوحيد قد أصيب بحروق خطيرة، بعد أن أعلمتها جارتها بذلك كونها رأته ينقل إلى المستشفى، ولما ذهبت لتستفسر الأمر وجدت ابنها مشوه الوجه والكتف، بل وكاد يفقد حياته بسبب إهمال تلك الخادمة التي ذهبت إلى العرس تاركة طفلين لا يتجاوزان سن الرابعة لوحدهما، والأغرب في الأمر على حد قول سميرة أن الخادمة لم تطلب حتى السماح منها بل أنها هربت بمجرد أن علمت بتعرض طفل لذلك الحادث.
بيوت تتحول إلى أوكار دعارة وأخرى تتدمر بفعل خادمات
سليمة هي الأخرى إحدى ضحايا خادمات البيوت، فقد فقدت فلذة كبدها بسبب خادمتها التي سبق وأن ضمنت لها رعاية طفلها على أكمل وجه، لذا وضعت كل ثقتها بها ولم تكن تتوقع يوما أنها ستكون سببا في وفاة ابنها بعد أن حولت بيتها إلى مكان تلتقي فيه بعشيقها، هذا ما حدثتنا عنه سليمة بوجه حزين وشعور كبير بالذنب كلما تذكرت الحادث، خاصة أنها تجد نفسها سببا في ذلك بعدما فضلت عملها على رعاية ابنها صاحب ثلاث سنوات. وتبدأ قصتها المريرة بعدما كانت بحاجة لمن يرعى طفلها أثناء غيابها عن البيت، قبل أن تقترح عليها جارتها أن قريبة لها ستتولى رعاية الطفل بطريقة جيدة، مؤكدة لها أنها ذات أخلاق حميدة وتتمتع بالرزانة، وهذا ما جعلها تقتنع بكلامها وتترك فلذة كبدها أمانة في يدها، لتلقى في أحد الأيام خبر إصابة ابنها في حادث مرور، حيث كان إهمال خادمتها سببا في تعرضه لهذا الحادث حسب قولها، لأن الخادمة قامت بطرد ابنها إلى الخارج بالرغم من صغر سنه من أجل أن تستقبل عشيقها في البيت، لتتلقى بعدها صدمة قوية بعد أن علمت أن ابنها الوحيد قد لفظ أنفاسه الأخيرة.
كانت بعض الخادمات سببا في دمار بعض البيوت بعد أن أصبح وجود خادمة في البيت يهدد العلاقة الزوجية إلى حد وصل إلى الإنفصال في بعض الحالات، وهو ما حدث مع مليكة التي تحكي عن قصتها المريرة مع خادمتها التي أبرزت لها وجها ملتزما عند دخولها المنزل لأول مرة، لتكتشف بعد مدة ما كانت تخفيه، حيث كانت سببا في تأزم علاقتها مع زوجها.
وحسب قول مليكة فإن زوجها كان يخص الخادمة بمعاملة خاصة ما جعلها تشعر بالغيرة، ليزداد الأمر سوءا لما بدأت معاملة زوجها تتغير تجاهها، كما أكدت المتحدثة أن الوضعية المادية الجيدة لزوجها هي ما حفز الخادمة على أن تتقرب منه، تضيف في الشأن ذاته: "لقد اكتشفت ذلك بعد أن عدت من العمل لأجدهما في وضع مخل بالحياء، حيث لم أجد من حل سوى طلب الطلاق لأفاجأ بعد فترة أن الخادمة قد حلت مكاني وصارت هي سيدة البيت".
بطلاتها خادمات في البيوت
المحامي "محمد بداوي" يروي أشهر القضايا التي عالجتها محاكم العاصمة
تداولت بعض محاكم العاصمة قضايا كثيرة لخادمات استغلين تواجدهم بمنازل العائلات لتحقيق مصالحهن الشخصية، وهذا بارتكاب جرائم مختلفة كالسرقة أو خطف الأطفال وحتى الخيانة، وفي أغلب الأحيان تكون الزوجة ضحية لأنها لا تستطيع إثبات إدانة الخادمة في قضايا الخيانة الزوجية ومن بينها قضية تداولتها محكمة الحراش، وهي لزوجة أودعت شكوى ضد خادمتها تتهمها بالخيانة مع زوجها، ولكنها لم تستطع إثبات تلك الجريمة لأنها لا تمتلك أي دليل على إدانتها.
وهناك قضية أخرى لخادمة قامت بسرقة عقد ملكية أحد المنازل التي كانت تعمل بها، وقد قامت بتحويل ملكيته إليها بطرق غير شرعية، إضافة إلى قضايا أخرى لخادمات متهمات بقضايا القتل، الإهمال وخيانة الأمانة، وقد كان ذلك سببا في وفاة أطفال إما بصعقات كهربائية أو بتناولهم لمواد تنظيف أدت إلى تسممهم، أو قضايا أخرى متعلقة بالضرب العمدي المؤدي للوفاة، وفي نفس السياق قدم لنا المحامي محمد بداوي بعض القضايا التي تم تداولها مؤخرا في بعض المحاكم:
خادمة تسرق مجوهرات ومبالغ مالية من أحد الفيلات
أدانت محكمة الحراش المدعوة (ف.ك ) بالسجن لمدة عامين وإرجاع المسروقات لارتكابها جريمة سرقة بإحدى الفيلات والإستيلاء على ممتلكات الغير، وتعود وقائع القضية بعد أن أودع صاحب المنزل شكوى لدى مركز الشرطة يتهم فيها الخادمة بسرقة كمية من المجوهرات ومبالغ مالية كبيرة وهروبها، وقد تم إلقاء القبض عليها وإحالتها على وكيل الجمهورية الذي أمر بتسليط أقصى العقوبة عليها، وعلى ابن عمها الذي تورط هو الآخر في القضية بعد مساعدته لها في نقل المسروقات وإخفائها بمنزله.
طفل يتعرض للضرب المبرح من الخادمة ما تسبب في وفاته
من أشهر القضايا التي تورطت فيها خادمات ما تعلق بالمدعوة (ك.س)، والتي حكم عليها ب 20 سنة بعد ارتكابها جناية الضرب العمدي المفضي إلى وفاة طفل لا يتجاوز خمس سنوات، وتعود وقائع القضية حسب ما أدلت به والدة الضحية خلال المحاكمة أنها وجدت طفلها جثة هامدة على الأرض بعد عودتها من العمل، وقد وجدت أثار الضرب بارزة على جسده ولم تجد خادمتها التي هربت من المنزل بعد أن ارتكبت جريمتها، وقد أثبت الطبيب الشرعي أن الضحية تعرض للضرب المبرح ما أدى إلى توقف قلبه وهذا ما جعلها تودع شكوى ضد خادمتها لدى مركز الشرطة التي تحركت على الفور، لتلقي القبض على الخادمة وتحيلها على المحاكمة والتي أدلت خلالها المتهمة أنها ارتكبت جريمتها دون قصدها، بحجة أنها ضربت الطفل ليتوقف عن شقاوته.
تخطف رضيعة وتبيعها
سلطت محكمة سيدي أمحمد على المدعوة (س.ف) بالسجن لمدة خمس سنوات لارتكابها جريمة الخطف لطفلة رضيعة لا يتجاوز عمرها ثمانية أشهر من المنزل الذي كانت تعمل به كخادمة، وتعود وقائع القضية بعد أن عادت الأم من عملها ولم تجد خادمتها وحتى طفلتها الرضيعة في المنزل، بعد أن غابت عنه لساعات، ما جعلها تتقدم بشكوى ضد الخادمة قبل أن يتم إلقاء القبض عليها، وخلال التحقيقات اعترفت المتهمة أنها قد باعت الرضيعة إلى أحد الزوجات لعدم قدرتها على الإنجاب مقابل تلقيها مبلغا كبيرا منها.
خادمة توجه ضربات عنيفة لطفل فتفقده بصره
أدانت محكمة سيدي أمحمد المدعوة (ف.ج) بالسجن لمدة أربع سنوات لارتكابها جنحة الضرب العمدي المسبب لعاهة مستديمة كان ضحيتها طفل فقد بصر، وتعود وقائع القضية بعد أن اكتشفت والدة الطفل الذي لا يتجاوز سنه أربع سنوات إصابته بجروح خطيرة بعينه، وعدم تواجد خادمتها التي لاذت بالهرب بعد ارتكابها للجريمة، وهذا ما جعلها تودع شكوى تتهم فيها الخادمة، وبعد أن ألقي القبض عليها أحيلت على المحاكمة، وقد أمر وكيل الجمهورية بتشديد العقوبة في حقها، إلا أن محامي الدفاع طالب بظروف التخفيف لارتكابها الجريمة دون قصد منها، كما حاول إثبات إصابتها باضطرابات نفسية.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)