الجزائر

خَفَايا وحقائقْ مُغيبة لا يعرفها الجزائريون عن الشهيد الأمير عبد القادر الحفيد



خَفَايا وحقائقْ مُغيبة لا يعرفها الجزائريون عن الشهيد الأمير عبد القادر الحفيد
هذا الضرغام الجزائري هو الرجل الوحيد في العالم الإسلامي الذي لطم وجه إدوارد توماس، ضابطِ الاستخباراتِ العسكريةِ البريطانية الملقبِ بـ “صانع الملوك” لورانس العرب.

نذكر ما كان للشهيد من مواقفَ مشّرفةٍ تجاه قضايا الأمة، عقب احتلال القوات البريطانية لسوريا ولبنان عام 1918م، وقد أدرك الشهيد مخاطر مشروعهم المدمر للبلدان، إبَّانَ الحربِ العالمية الأولى، بعد أن تولى أخوه الأميرُ سعيد الحكومةَ التي سبقت دخولَ قواتِ الأمير فيصل بن الحسين.

ونالَ الشهيدُ شرفَ بسطِ الأمنِ في دمشقَ إبَّانَ الفوضى الحاصلةِ، جراءَ انسحابِ القواتِ التركيةِ الألمانيةِ مِنَ المدينةِ.

ثم بعد كل ما فعله قائد الجيش الرابع الطورانيُّ جمال باشا السفاح العميلُ للإنكليز، وقد نكـل بأسرةِ الأميرِ عبدِ القادرِ بالنفي والقتل سنة 1918، كما أنه قتلَ الضابطَ الجزائريَ الكبيرَ في الجيش العثماني الشهيدَ سليم باشا الجزائري، ابنَ أخي الشيخِ العلّامةِ طاهرِ الجزائري الوغليسي.

ما كان من أصالةِ الجزائريين بعد كلﱢ ما سلفَ إلا أَن حرصوا على منعِ قواتِ الثورةِ العربيةِ من التنكيلِ بالقواتِ المنهزمةِ مِنَ التركِ والألمانِ، هذا الأمرُ الذي جعلهم تحت مرمى حقدِ الإنكليز والفرنسيس بقيادةِ الجنرال ألمبي، وكما وصفت المصادرُ البريطانية ؛ أن الأخوين الجزائريين
الشهيد عبد القادر، والأمير سعيد، كانا هدفاً للاغتيال.

وكان قد تجسد هذا الحقد عليهما حين دخلت قوات لورانس البريطانية السرايَ الحكوميَّ في دمشق، وعلم المذكورُ من جواسيسه أن لدى الأميرِ عبد القادر نوايا في قتله.

وقد تَيَقَّنَ لورانسُ من ذلك حينما التقيا في السراي الحكومي، فانقض عليه الشهيد كالنسر، واستل سيفه، ووضعه في عنقه، وأذلَّه أمامَ الملأ، مخاطباً إياه بأقسى العبارات، والشتائم التي تليق به، منتظراً أحداً من الجنودِ البريطانيين أن يردوا عليه الصفعةَ التي تلقاها سيدُهم لورانس كي يفتكَ بهم.

فما كان من القواتِ البريطانية إلا أن عزلت الأميرَ سعيداً عن الحكم، واعتقلته، ثم أَبعدته إلى حَيفا في إقامة جبرية، وبإيعازٍ من لورانس نصَبتْ الشرطةُ السريةُ كميناً غادراً اغتالوا فيه الأميرَ عبد القادر الحفيد، ما جعل وزيرَ خارجيةِ فرنسا ستيفين بيشون يصرح حرفياً : أن الأمير سعيداً لطالما تآمر ضد فرنسا، وتعاون مع أعدائنا.

ونحن هنا لم نذكرْ هذه الحوادثَ من مصادرِ الجزائريين التي فصّلت الأحداثَ كي لا يقول قائل ؛ أنهم يُزَكّون أنفسهم، بل مصدرها من العدوِ نفسه اعتماداً على مذكرات لورانس، المعروف بكتاب "أعمدة الحكمة السبعة"، والذي كان قد اختصره الدكتور حسين إيبش، وترجمه إلى اللغة العربية.

وقد وصف لورانس في مذكراته الأميرَ الشهيدَ بالعدوِ القديم، كما وذكر المؤرخ مالكولم راسل في كتابة "الدولة العربية الحديثة الأولى في الشرق الأوسط" الذي نشر في عام 1987م تصريحاتِ وزير الخارجية الفرنسي ستيفين بيشون في الأخوين الجزائريين.

وما شهادة العدو فيهما إلا وسامُ شرفٍ لهما
وسنفصّل عن حياة الأمير الشهيد، وعن شجاعته وشدة جأشه لاحقاً.

وأما مما يعبث بهذه الأمة من مضحكات القدر، وأين ما وصلت إليه من هوان، فإنك لتلقى الشهيدَ عبدَ القادر مجهولاً في مناهج التعليم الجزائرية لرداءتها، فضلاً عن أنﱠ اسمَ هذا البطل لا يحمله اسم شارع أو مدرسة.

في الوقت الذي تُعلِنُ فيه مِثْلُ وزارةِ السياحةِ السعوديةِ عن ترميم منزل الضابطِ الجاسوسِ لورانس العرب في ينبع الحجازية، وجعلِهِ متحفاً، لإيهام العامةِ من الناسِ أن ذلك لأغراض سياحية.

حقيقةُ هذا المشروعِ تخليدٌ :

- لذكرى هذا المجرم البريطاني، الذي يعتبرونه بركةً من بركات عرشهم الحالي !
ومن الجديرِ ذكرُهُ أن رئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل في مذكراته يعتبر لورانس العرب بطلَ الجزيرةِ العربيةِ.

عن قريب تفاصيلَ الثورةِ العربيةِ بعيونِ المهاجرين الجزائريين وذلك لما عُرِفَ عن هذه الحقبةِ الكثيرُ من الغموضِ والتعتيمِ، حتى إن الكثيرَ من الجزائريين يختلط عليهم من هم الطورانيون ؟ ومن هم العثمانيون ؟
نشرح في المنشور القادم الفرقَ بينهما، كما نبسطُ الحديثَ عن تفاصيلِ خديعةِ البريطانيين والفرنسيين، ووعودهم العرقوبيةِ للعربِ، والتي انطلت على بعضِ المغفلين منهم.

نسلط الضوء على هذه الحقبة المظلمة، ولا يصح الحكمُ والانتقادُ حتى تُعْلَمَ ظُروفُهم التي دفعَتهم إلى انغماسهم في الحربِ العالمية الأولى.

ونفصل أيضاً الحديث عن حركة الضباط الطورانيين الانقلابيةِ الذين كانوا قد وضعوا اللبنة الأولى في تقسيم البلاد ونذكر في مقدمة هؤلاء الضباط، وعلى رأسِهم جمال باشا، وأنور باشا اللذين هدما في ستِ سنواتٍ ستَمائةَ عامٍ من الاتحاد الإسلامي بين الدول المرتبطة ببعضها البعض، بمللها ونحلها.

المرفق :

1 ـ من المصادر كتاب "حكمة الأعمدة السبعة" المعروفة بمذكرات لورانس.
2 ـ لم نَفْترِ على جمال باشا السفاح بعمالتِهِ للبريطانيين، بل نذكر ذلك من خلال شهادةِ الرئيسِ التركي السابق تورغوت أوزال الذي صرح، واعترف أخيراً حين قال : "اسألوا الصحفي حسن جمال وهو حفيد جمال باشا السفاح، ليجيبكم عن بيع ذمتِهِ للبريطانيين.
نُرفِق المقابلةَ المترجمة إلى اللغة العربية في محفظة التعليقات.
3 ـ نُرفِق مصدر خبر وزارة السياحة السعودية.
4 - نُرفِق صفحةً من كتاب المؤرخ مالكولم راسل "الدولة العربية الحديثة الأولى في الشرق الأوسط" الذي نشر عام 1987م.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)