الجزائر

حينما تمتزج الأفراح بالمخاوف..


ولوج عالم الدراسة لأوّل مرة، يعد من أصعب المراحل التي يمر بها الطفل في حياته حيث إنه سيدخل عالما يجهله تماما، وبالتالي يبعده عن حضن أمه ولأنه سيكون من أصعب ما تمر به العائلة بالرغم من الفرحة الكبيرة التي تعيشها وهي ترى أن طفلها قد كبر وسيدخل المدرسة للتعلم، إذ إن تحضير الطفل يتطلب الكثير من الجهد والمجهودات لإقناعه بأن خروجه للمدرسة هو ما سيجعل منه شخصا متعلما ومرموقا في المستقبل.وتكون المهمة - في بعض الأحيان - صعبة على الوالدين والأهل الذين ربوا طفلا مدللا أو طفلا منطويا على نفسه لا يحب مخالطة الغير أو طفلا كثير الحركة؛ لهذا، يبدأ التحضير النفسي بمدة بعد تسجيل التلميذ ضمن قائمة الأقسام التحضيرية، وهي مهمة ليست بالسهلة على والديه، إذ أن طلبات الطفل تكثر وتتنوع، وتتغير طباع الأطفال خاصة أولئك المدللين الذين لم يعتادوا الابتعاد عن أمهاتهم، فكيف سيتم إقناعهم بأن الوقت قد حان لترك المدرسة الأولى للالتحاق بالمدرسة الثانية. فكل فرد من العائلة يتودد له ويكون معه في كامل اللطف ويشتري له الملابس والأدوات المدرسية التي يختارها هو بنفسه لتحفيزه على الذهاب إلى المدرسة.
أما الطفل كثير الحركة، فالجميع يوصيه بتغيير سلوكه والجلوس في كرسيه والتزام الصمت حتى تحبه المعلمة ويحبه أصدقاءه، لأن هذا الطفل اعتاد اللعب والتسبب في الضوضاء بمنزله ولأن إقناعه بالانضباط سيكون أمرا صعبا. وإلى جانب ذلك، المهمة تكون أصعب بالنسبة لأولياء الطفل المنطوي والكثير البكاء، فالجميع متخوف من أن يرفض الذهاب إلى المدرسة أو يتركها من اليوم الأول، إلا أن العكس يحدث، فهذا الطفل يكون أكثر تقبلا من غيره للتعلم ويتأقلم مع معلمته وزملائه من الأسبوع الأول، صحيح أنه سيكثر من البكاء كل صباح لكن بعد فترة قصيرة، يصبح متأهبا ويعجل والديه لاصطحابه إلى المدرسة. ومن الأطفال من يحب المدرسة قبل أن يلجها، لأنه اعتاد الذهاب إلى الروضة وهو رضيع وأيضا لأن إخوته الأكبر منه، كانوا يذهبون إلى المدرسة ويرفضون اصطحابه معهم ليبقى في البيت. فالوقت حان لأن يذهب بنفسه إليها ويكتشف ذلك العالم الجديد وهو يرتدي أجمل الثياب وشعره مصفف عند الحلاق ويحمل حقيبة بها أدوات مدرسية سيستعملها لأول مرة وبالتالي ترافقه طوال مشواره الدراسي الذي لم ينته إلا عند حصوله على أعلى الشهادات ومن ثم ولوجه عالم الشغل في المستقبل إن شاء الله.
ويزيد الضغط على الوالدين، عند اقتراب الموعد بالرغم من أن فرحتهم لا توصف، وهم ينتظرون بفارغ الصبر اليوم الذي يحمل الطفل الحقيبة ويخطو أول خطوة في مشواره التعليمي ويعدان له العدّة ويجهزانه بشكل جيد. وتتخوف الأم من مفارقة طفلها لأول مرة ولا يرتاح لها بال إلا عند عودته من المدرسة لتطمئن أنه بخير، وأحبّ مقاعد الدراسة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)