الجزائر

.. حينما تغيب الأيدي النظيفة



الفساد ظاهرة اجتماعية خطيرة لأنه يؤدي إلى الهلاك الأمم و الدول وسقوط الحضارات فهو عامل ضعف ووهن وتفرقة وذهاب عز وملك وقد ذكر لنا القرآن الكريم بعض الهالكة بسبب الفساد والكفر والعناد مثل قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وفرعون وجنوده لنأخذ منهم العبرة لنتجنب مصيرهم المحزنوقد علمنا التاريخ عن أقوام آخرين كان لهم مجد وقوة وهيبة لكنهم سقطوا وذهبت ريحهم وتسلط أعداؤهم عليهم وفي تاريخ العرب والمسلمين الحديث والمعاصر ما يكفي من الدروس والعبر التي أغفلها الحكام المتسلطون وما حدث عندنا في السنوات الماضية من فساد واستبداد كبير جدا ولحسن الحظ حدث الحراك الشعبي السلمي الذي أوقف الكارثة في الوقت المناسب في انتظار تجاوز المعوقات والعراقيل والصعوبات القانونية والسياسية لاستكمال عملية الإصلاح والتغيير الهادفة للقضاء على الفساد والمفسدين .
ولاشك أن المعركة ستكون طويلة وشاقة لأن الأمر لا يتعلق بالسلطة السياسية وأرباب المال الوسخ وحدهما والاكتفاء بإسقاط العصابة لكنه يتطلب معالجة شاملة تمس كل القطاعات والفئات الاجتماعية ولا يقتصر على المسؤولين الكبار والمقاولين والحديث النبوي الشريف يقول (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش بينهما) فهو يحدد لنا ثلاثة أصناف من الناس بالنسبة للرشوة يستحقون اللعنة والطرد من رحمة الله وهم (الراشي الذي يدفع والمرتشي الذي يقبض والوسيط بينهما) ولولا هؤلاء الثلاثة لما كانت هناك رشوة. لهذا علينا جميعا أن نبتعد عن الرشوة وكل أنواع الفساد إذا أردنا بناء مجتمع نظيف وقوي بأخلاقه وإيمانه ووحدته.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)