الجزائر

حين يضحي الكبش بالمواطن



حين يضحي الكبش بالمواطن
لا أعرف صراحة من الذي يضحي بمن ؟ المواطن الذي سيضحي بكبش العيد، ام ان كبش العيد الذي سيضحي بالمواطن، بعدما وصل سعر خروف ببعض اللحم وكثير من الصوف من الحجم المتوسط إلى 5 ملايين سنتيم، أما من يتقاضى اقل من هذا الأجر ما عليه سوى البحث عن عطر " شواء" ليبخر به بيته ويشم الرائحة بمعية أولاده، ما دام أن أجره لا يصل الى اقتناء أضحية العيد ولو بحجم قط، الغريب أنك حين تسمع معاناة الموالين طيلة العام تشعر بتأنيب الضمير لو طلبت منهم تخفيض الأسعار، فالشعير الذي يباع بالمعارف، والبيطري الذي صار بالنسبة للكباش ارفع شأنا من الطبيب بالنسبة للبشر بعدما صار يقبض على فحص الكبش الواحد الشيء الفلاني، وغيرها من المصاريف الأخرى ضف لها تقلص مساحات الرعي كل ذلك يجعل السعر منطقيا، ولكن غير المفهوم دخول " المشامشية" على الخط، فتجد مثلا صاحب الشكارة ينتظر الاسبوع الأخير ليقتني كل القطيع ليبيعه بأضعاف سعره بعدما عجز الموالون حتى على التنقل للعاصمة لبيع ماشيتهم، ولأن الموال هو في الأول والاخير مواطن، والانسان العادي والعامل او موظف هو مواطن، فإنهم صاروا مع الأسف ضحايا، لدرجة لا أحد يعلم من سيضحي بمن هذه السنة، المواطن الذي يضحي بكبش العيد، ام كبش العيد الذي سيضحي بالمواطن، وفي غالب الأحيان فإن الخراف هي التي ستضحي بالمواطن وتشوي جيبه، لذا فإن حريق الجيوب وصلت رائحته الى البوادي واقاصي البلاد فهل يرحم الخرفان الانسان في هذه البلاد ؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)