حين يصبح سنان قدوة

استفدت وأنا صغير من الصدق والبراءة والوفاء بالعهود من توم سوير وفلونه، و حياة البراري، ومن مسلسل الرسوم المتحركة سينان ومن الكثير من أفلام الكارتون أكثر مما استفدت من الأحزاب السياسية، وليته كان عندنا رئيس حزب في مثل براءة وصدق توم سوير او رئيسة حزب مثل فلونه او موروكو ، في الطيبة، مع الأسف الأجيال التي تعلمت البراءة من الرسوم المتحركة في فترات ما من هذا الزمن، بعدما تركت عرضة لإهمال المدرسة وعقاب المدرسين، وحقرة أسواق الفلاح، قضت على ما بقي من براءتها أحزاب السياسة والبولتيك والترافيك، لدرجة أن الناس اليوم تتعامل كما الأحزاب تماما " أنا وبعدي الطوفان" الكل لا يفكر كما كانت تفكر فلونة الجميلة، بل يفكرون كما يفكر أي رئيس حزب طماع، حتى صار الطمع إنسانا يمشي على الارض، تغيرت الكثير من المفاهيم لدينا خلال 20 سنة وانقلبت رأسا على عقب وماتت أجمل الأشياء في الأنفس ولم يتبق بيننا سوى المصالح، ولا يهم كيف يتم تحقيق هذه المصالح بطرق شرعية أو غير ذلك وهي في الغالب تتم بطرق غير شرعية، لهذا ربما أنا وغيري نحن إلى زمن كان فيه سنان وتوم سوير ، وحتى توم وجيري قدوة، بعدما غابت القدوة الحقيقية في هذه البلاد، ولا يسعني سوى أن أقول ما أحقرها من سياسة حين يصبح سنان قدوة، وأعظم شأن من أي رجل او امرأة سياسة .