الجزائر - A la une


حين نحترم عامل النظافة

الكثير من الناس ما يزالون يعتبرون أن رمي النفايات في الأماكن العمومية أمر عادي، وفعلا الأمر صار عادي جدا ولا يسترعي الانتباه بسبب الانتشار المريع لرمي قارورات الماء الخاوية، وأكواب القهوة في الطرقات والشوارع، وغير العادي هو أن يحتفظ الناس بفضلاتهم الخفيفة في جيوبهم ريثما يجدوا مكانا يلقون فيه ما يريدون، ومع الأسف لا أحد من هؤلاء الناس مع استثناءات قليلة جدا صار يحترم عامل النظافة الذي ينحني من اجل ان يلتقط كوب قهوة او قارورة ماء فارغة رماها فتى في عمر ابنه، والغريب في مثل هذا الأمر أن الكثير ممن لا يكلفون أنفسهم البحث عن مكان لرمي قمامتهم يرون أن السبب في الظاهرة هي البلديات والمصالح المماثلة، لأنها لا تخصص أماكن لرمي النفايات، حتى ولو كان الأمر صحيح فإنه من المشين جدا رمي تذاكر الحافلات والقطارات واكواب الشاي والقهوة وقارورات الماء في الأرصفة والطرقات لنرهق بها أخوان لنا ظروفهم جعلتهم يشتغلون أعوان نظافة، ومن العيب وقلة المروءة أن ترمي شابة او شاب مناديلها الورقية او تذكرة سفرها او قارورة ماءها ليأتي خلفهما رجل في سن والدهما ينحني ويحمل قمامتهما، وإن كان الناس في مجتمعنا لا يملكون ثقافة التكاتف حتى ولو من خلال الاحتفاظ بتذكرة سفر و قارورة ماء فارغة في الجيب رحمة بإخواننا وجيراننا وأقاربنا وأصدقائنا الذين يشتغلون في مجال النظافة، فإنه ليس من حقهم الحديث عن حقوقهم في المستشفيات وفي المصالح المختلفة، لأننا في واقع الحال لم نستطع حتى القيام بأبسط الواجبات فكيف نطالب بحقوق أكبر، والكل فينا له قريب او صديق او جار او شخص يعرفه يعمل في مجال النظافة، واحترامنا لهم هو احترامنا لأنفسنا، وربما هم الفئة الوحيدة التي تعمل ولا تطالب بحقها ولا بزيادة في الأجر ، والوحيدون الذين لا يتحدثون مع الناس حين يلقون أمامهم القمامة، هم فقط يعملون بصمت صابرين محتسبين، فقليل من الكرامة لأن كرامتهم كرامتنا، وحين نحترم عامل النظافة يمكننا حين إذ أن نتحدث عن حقوقنا.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)