الجزائر

حيلة الإفلات من غلاء الأسعار



يقصد البليدة التي يتوفر بها متاجر عديدة تبيع الألبسة بأسعار تنافسية، عائلات من المنطقة وأخرى من الولايات المُجاورة لشراء كسوة العيد.اللافت في السنوات الأخيرة أن عملية شراء كسوة العيد أصبحت تُنجز مبكرا، أو بالأحرى قبل حلول شهر رمضان، ولم تعد كما في السابق لما كانت تُخصص الأيام العشرة الأخيرة أو النصف الأخير من الشهر الفضيل لشراء كسوة العيد.
ويعترف المنسق الولائي لاتحاد التجار والحرفيين عبد النور بوزار، بالتغير الذي طرأ على سلوك المستهلكين الجزائريين فيما يخص شراء كسوة العيد بالقول: «شراء كسوة العيد أصبح يتم قبل حلول رمضان بشهر أو شهرين أو أكثر، وهذا السلوك تغيّر منذ قرابة ثماني سنوات لكنه لم يكن لافتا».
كما يجمع تُجار الألبسة بأن الحركية التجارية تنتعش بأسابيع قبل رمضان، وخاصة في شهر شعبان الذي يٌفضل الأغلبية استغلاله لشراء ألبسة العيد، ولو أن هناك من يلبّي جزءا من حاجياته في شعبان ثم يكمل ما تبقى في رمضان.
يفسر مسؤول المنظمة الوطنية المهنية شراء كسوة العيد قبل الأوان، بربطها بعدة عوامل من بينها اجتماعية على غرار غلاء اسعارها، واقتصادية تتمثل في رغبة المستوردين في تموين السوق في وقت مبكر لإرضاء الزبائن.
وفي هذا الصدد، يقول المتحدث: «بعض العائلات تدرك بأن ميزانيتها لا تكفيها لقضاء رمضان، فتضطر لشراء ألبسة العيد قبل قدومه، ولا تنتظر حتى الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل...وهناك من يفضل شراء الألبسة في وقت مبكر خوفا من ارتفاع سعرها إذا ما انتظر حتى الأيام الأخيرة لرمضان».
ويرى بوزار بأنه آن الأوان لتوفير كسوة العيد بشكل معتبر في الأسواق التجارية الخاصة بشهر رمضان أو ما يعرف بأسواق الرحمة، وفي هذا الصدد أردف قائلا: «لاحظنا بأن مديرية التجارة لم تتواصل مع تُجار الملابس بشكل يضمن توفير كسوة العيد للمواطنين بشكل معتبر بنفس الكم مع المواد الغذائية الأخرين وهذا ما توقفت عليه في الأسواق الجوارية لهذه السنة، وسجلنا مشاركة محتشمة لتجار الألبسة».
وللسنة الثانية على التوالي، أدرجت مديرية التجارة وترقية الصادرات لولاية البليدة كسوة العيد ضمن المنتوجات التي تباع من المنتج مباشرة للمستهلك، لكن مشاركة العارضين محتشمة كما هو للإنتاج الوطني في مجال النسيج الذي ينبغي تطويره لتوفير الألبسة المحلية للعائلات الجزائرية.
وحول هذا المسعى قال بوزار: «من شأن الاستثمار في مجال النسيج والألبسة أن يضمن لنا توفير المنتوجات في أي وقت، ولا ننتظر قدوم الحاويات بل سنعرض منتوجاتنا الجزائرية المنتجة محليا وقتما أردنا، وفي هذه الحالة يمكن للمستهلك أن يعود إلى عادته القديمة وينتظر الأيام الأخيرة لرمضان ويشتري كسوة العيد».
وتابع المتحدث: «إنتاج الألبسة محليا مهم جدا، وسيسمح لنا بتصدير منتجاتنا كما فعلنا في السابق لما كان أحد الناشطين في مجال النسيج في البليدة يبيع أقمصة جيدة تحمل علامة الشريعة نسبة لحظيرة الشريعة الواقعة بإقليم الولاية في فترة السبعينات.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)