الجزائر

حيرة المصاريف



مثلما تشكو الطبقة المعوزة ومحدودة الدخل من ارتفاع سعر المستهلكات، نجدها تصارع حيرة مواجهة مصاريف العيد، وقد كان أحد المسنين الذي دردشت معه حول هذه الوضعية صادقاً في وصفه عندما قال لي مفصلاً ذلك الحرج الذي تقع فيه الطبقة المحتاجة في هذا الشهر، حيث ذكّرني بالمثال القائل "اللي خلاها الجراد كمّلها المرّاد" بمعنى أنّ ما تسببت فيه فاتورة المواد الاستهلاكية من متاعب للمواطن، التحضير لعيد الفطر المبارك سيعمقها أكثر.
لكن محدثي في جانب آخر لم يخفِ -وهو يسهب في الحديث عن أيام زمان- تحلّي الأبناء بالقناعة فقد كانوا يكتفون بالقليل ويعذرون الآباء عندما لا يستطيعون تلبية حاجياتهم.. أما اليوم فالجيل الجديد صار صعب المراس، لأن اهتمامه بالمظهَر أصبح أكثر بكثير من المخبَر.. وهنا مربط الفرس، ولذلك فقد زادت متاعب الآباء في التوفيق بين متطلبات غذّتها موجات الموضة المتجددة كل سنة.
ولو كان الإنتاج وفيراً ببلادنا والعرض كبيراً بالنسبة لقطاع النسيج والألبسة الجاهزة، لما زادت الأسعار التهاباً ولما أصبحت كسوة صبي تتعدى كسوة الكبير، ولما صار البعض يلجأ للشيفون لعله يجد الحل، لكن الواقع دائما هو نفسه، ولعلنا نطرح السؤال هنا من الذي يقع عليه "إثم التقصير" الإدارات والهيئات التي عرقلت سير إنتاج النسيج في بلادنا أم "ذهنية الاستهلاك بدل الإنتاج" التي تعتبر سهلة للمتعاملين الاقتصاديين؟ الأكيد أن لكل جهة سهم في هذه الوضعية التي صار فيه الانتاج الصيني (طبعاً غير الجيد منه) يملا الأسواق.. فمتى نصبح نأكل مما ننتج ونلبس مما ننسج؟




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)