الجزائر

حياة بدائية تهيمن على حياة سكان قرية أزيار بجيجل تعد من أفقر أرياف بلدية العنصر



حياة بدائية تهيمن على حياة سكان قرية أزيار بجيجل                                    تعد من أفقر أرياف بلدية العنصر
تعد قرية أزيار الجبلية والغابية من أفقر المناطق الريفية بولاية جيجل على الإطلاق، لا لشيء سوى أن القرية والتنمية شيئان متناقضان، وسيبقيان منفصلان إن لم تسارع سلطات بلدية العنصر إلى فك حصار التهميش عن بقايا سكان القرية، الذين يظلون يرزخون تحت وطأة معضلات صارت من الذكريات لدى سكان قرى أخرى، والمحزن حقا هو النمط البدائي جدا الذي يحياه السكان في قرية لاتبعد إلا ببضع كيلومترات عن مركز البلدية.
يشتكي سكان أزيار، الواقعة ببلدية العنصر 65 كلم شرقي ولاية جيجل، من مشكلات عدة لكن أبرزها سوء وضعية الطريق الذي يربط القرية بمركز البلدية، حيث صار يصلح لكل شيء ماعدا لسير المركبات، لأنه أصلا عبارة عن مسلك ترابي يصعب اجتيازه سيما في الفصول الممطرة، إذ يتحول إلى شعاب ومجاري مائية، مايؤدي إلى عزل كل سكان القرية عن محيطها الخارجي. وحتى لا تتكرر تلك المأساة التي ألفها السكان في الأيام الممطرة، حيث يجدون صعوبات كبيرة في التموين بالمواد الغذائية، فإن السكان ينبهون من الآن السلطات المحلية قصد الإسراع في تهيئة الطريق وتعبيده.
وحسب أقوال عدد من مواطني القرية، فإن السلطات الولائية ممثلة في والي الولاية، قد اطلع سابقا على الوضعية الكارثية لمواطني قرية أزيار، وقد وعدهم بالقضاء نهائيا على العزلة التي يحيونها مند الاستقلال.
وبرأي مصادرنا من ذات الدوار، فإن مشكل العزلة هو الذي تسبب في هجرة أزيد من نصف سكان القرية نحو بعض المراكز الحضرية داخل الولاية، إضافة إلى ولايات أخرى مجاورة، مضيفين أن المقيمين بالقرية لم ترحمهم السلطات المعنية ولم تلتفت إليهم طيلة السنين الماضية، ودليلهم في ذلك أن البرامج التنموية التي استفادت منها بلدية العنصر خالية تماما من اسم قرية أزيار، وكأن المنطقة من كوكب آخر، حسب المواطنين الذين تحدثنا إليهم، والذين أكدوا أيضا أن السكان يتنقلون يوميا إلى مركز البلدية عن طريق سيارات من نوع بيجو 404 بأثمان باهظة أثقلت جيوب المواطنين. أما بالنسبة لقطاع الري فحدث ولا حرج، على اعتبار أن القرية ينعدم بها الماء الشروب ، ولاتتوفر على شبكة للمياه ولا على شبكة للتطهير، إذ يلجأ المواطنون إلى جلبها من مناطق بعيدة بواسطة الأحمرة ، التي لاتزال تعتبر وسيلة النقل المفضلة لديهم لخصوصية المنطقة المعزولة التي لاتتوفر إلا على مسالك ضيقة جدا ووعرة.
المعضلة الأخرى التي تقسو على سكان القرية تتمثل في غياب الخدمات الصحية، ورغم وجود قاعة علاج، إلا أنها لاتزال مغلقة في وجه المواطنين، ولم يتم دعمها لا بالوسائل المادية ولا البشرية، والخاسر الأكبر المواطنين المدفوعين للتنقل يوميا للبلدية من أجل الاستفادة من ابسط الخدمات الطبية، ومن وراء كل المشاكل المذكورة لايزال شباب المنطقة وأولياءهم يعانون من البطالة والجمود، إذ لم يجد الكثير منهم إلا اتباع حرفة الرعي كحل مؤقت لمواجهة الفراغ القاتل وتجنب الانحراف وإنقاذ أسرهم من الضياع والجوع والإملاق، من خلال ما توفره ماشيتهم من حليب ولحوم وأصواف وكذا بعض المنتوجات الموسمية كالتين والعنب والعسل والزيتون، حيث يبيعون معظم منتوجاتهم في شوارع مدينتي العنصر والميلية مقابل دنانير يستغلونها في تلبية حاجات أسرهم المختلفة، في انتظار الحصول على فرصهم لتولي مناصب قارة ودائمة في مختلف هيئات ومؤسسات الدولة والظفر بنصيبهم من ثروات البلاد كغيرهم من أبناء وطنهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)