حي 400 سكن بوادي تليلات شهر بعد أحداث الشغب

لا يزال الحذر والترقب يميّزان يوميات سكان حي 400 مسكن اجتماعي بوادي تليلات بوهران بعد شهر كامل من المناوشات التي جرت بين القاطنين من سكان المنطقة وجيرانهم ممن تم ترحيلهم مؤخرا من الحي الشعبي بمديوني والتي تطوّرت لتتحول إلى أحداث شغب تم احتواؤها من قبل مصالح الشرطة انتهت بتوقيف 21 شخصا توبعوا قضائيا بتهمة الإخلال بالنظام العام وإحداث الفوضى والشغب والتجمهر غير المرخص له قانونا.لم يكن سهلا علينا المرور بشوارع حي 400 مسكن دون أن نلفت إنتباه قاطنيه من أطفال وشباب نساء ورجال ، الكل ينظر إلينا بنظرات تحمل الكثير من التساؤل عن هويتنا وسر تواجدنا بهذا الحي حتى أننا تعرضنا بمجرد محاولاتنا أخذ بعض الصور عن الحركة وعودة الهدوء بالمنطقة إلى مضايقات من قبل أحد الشباب الذي أصر على ملاحقتنا راجلا وطلب منا توضيحات عمّا نقوم به بنبرة غاضب و مستاء . وبالرغم من محاولاتنا تهدئة الوضع بتجنب الدخول معه في مناوشات إلا أنه أطلق العنان للسانه وراح يتحدث بسخط عما يعيشه هو و أقرانه الشباب وأهاليهم من مشاكل نتيجة الترحيل غير المدروس لعائلات حي مديوني الذي كان حسبه مجرد إدراج ضمن برنامج ترحيل وفقط دون مراعاة ما قد يترتب عن ذلك من معاناة خاصة لدى شريحة الشباب التي تضررت كثيرا من هذه العملية . وحتى وإن لم يرغب محدثنا في الخوض عن سبب المناوشات التي تطورت إلى أحداث شغب ورعب عاشتها المنطقة لساعات طويلة لكنه استرسل في الحديث عن المشاكل الاجتماعية التي يتخبط فيها سكان حي 400 مسكن حيث اكتشف المرحلون بعد وصولهم إلى شققهم عدة نقائص اذ وجدوا المساكن في وضعية متدهورة تحملوا هم وحدهم مصاريف تصليح كل الأعطاب ناهيك عن مشاكل النقل وغيرها والتي تعكر صفو يومياتهم وهم الذين بالرغم من هشاشة مبانيهم القديمة السابقة إلا أن شروط الحياة باستثناء ذلك كان متوفرة في حيهم الشعبي بوسط المدينة وترحيلهم كان نقمة حسبهم . وفي نفس السياق ذهب عدد من الشباب المنحدرين من منطقة وادي تليلات وحتى المرحلين إليها منذ 20 سنة أكدوا أن أحداث الشغب والفوضى جاءت نتيجة الترحيل العشوائي للعائلات من مدينة وهران إلى مناطق نائية لها خصوصياتها وعاداتها وتقاليدها و أنه كان بالإمكان حل المشكل وديا عن طريق وجهاء وكبراء الحي منذ الوهلة الأولى وتجنب ما جرى. دوريات متنقلة وراجلة للشرطة ضمانا للأمن ولضمان الهدوء بالمنطقة لا تزال مصالح الأمن بدائرة وادي تيلات تباشر مخططها الأمني والذي يتضمن القيام بدوريات متنقلة وراجلة بالحي لتفادي أي مناوشات وانزلاقات قد تعيد الأمور الى بدايتها بين الجيران وكانت ذات المصالح قد عززت من تواجدها بالمكان فور تدخلها لاحتواء الوضع في ذلك اليوم المشؤوم منذ حوالي شهر حيث خرج مجموعة من الشباب الى الشارع وأغلقوا الطريق حسب ما صرح به لنا مصدر أمني ما دفع سكان وادي تيلات من مختلف الأحياء الأخرى و بطريقة عفوية وتلقائية إلى تشكيل لجان شعبية لحماية المساكن والممتلكات في حالة تأزم الوضع وانزلاقه إلى حين تدخل الشرطة التي أوقفت 21 شخصا أحيلوا إلى العدالة بتهم التجمهر والإخلال بالنظام العام وإحداث الفوضى والشغب .