أبرزت الندوة الاقليمية حول مساهمة الاقتصاد الرقمي في نمو بلدان شمال افريقيا والشرق الأوسط (مينا) التي انعقدت يومي الاثنين والثلاثاء بالجزائر العاصمة، أهمية الفرص التي توفرها تكنولوجيات الاعلام والاتصال في مجال خلق فرص العمل لا سيما بالنسبة للشباب. وفي كلمة قصيرة خلال اختتام هذا اللقاء، أكد وزير المالية، عبد الرحمان راوية، أن الندوة التي انعقدت بالجزائر تبرز الاهتمام الذي توليه لقطاع تكنولوجيات الاعلام والاتصال الذي من شأنه فتح افاق واسعة لشباب منطقة مينا وكذا خلق فرص العمل لصالح هذه الشريحة المهمة في المجتمع. وخلال هذا اللقاء الني نظمته وزارة المالية بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد العربي، كشف الوزير أن الاستثمار في قطاع تكنولوجيات الاعلام والاتصال يسمح أيضا بالمساهمة في رفع التحديات المعاصرة لا سيما التي لها صلة ببناء اقتصاد منتج ومتنوع من شأنه أن يضع حدا لتبعية بلدان المنطقة للمحروقات. ويري الوزير أن اختيار موضوع ندوة الذي تمحور حول الشباب والتكنولوجيا والمالية لم يكن مجرد صدفة حيث يدعوا بلدان المينا إلى ضرورة توفير الظروف الضرورية لبروز اقتصاد المعرفة. وهذا يبدأ، يقول الوزير، بتحسين مناخ الاعمال وتكييف التنظيمات المتعلقة باستحداث الشركات الناشئة وخاصة تسهيل الحصول على التمويل لصالح الشباب حاملين للافكار والمشاريع المبتكرة. كما أعرب الوزير من جهة أخرى، عن رغبته في ان يتم اخذ توصيات اللقاءات بعين الاعتبار من قبل البلدان المشاركة وتجسيدها لصالح الشباب الذي يمثل الاغلبية الساحقة من سكان تلك البلدان. من جهته، أكد المدير العام لصندوق النقد العربي، عبد الرحمان أ الحميدي، أن الاقتصاد الرقمي يعد بديلا للبلدان العربية ومحرك لنموها. وأبرز في السياق، ذاته أهمية وضع الاجراءات التي تسهل تطوير النشاطات المرتبطة بالنقد الالكتروني والتجارة الالكترونية والحكامة الالكترونية. ويرى ذات المتحدث أنه يتعين تصور استحداث مؤسسة ناشئة من خلال الأخذ بعين الاعتبار المعايير والممارسات الدولية الجيدة، داعيا إلى اعداد استراتيجية على المدى الطويل بهدف ضمان استقرار مناخ الاعمال. أما بخصوص صندوق النقد العربي، ذكر الحامدي بأن هذا الاخير قد وضع مجموعة عمل من أجل تشجيع استخدام النقد الالكتروني في منطقة مينا، إضافة إلى تكريس اليوم العربي للنقد الالكتروني المصادف ل27 أفريل من كل سنة. ومن جهته، أشاد نائب رئيس البنك الدولي، حافظ غانم، بجودة تنظيم ندوة الجزائر، معتبرا أنها ستشكل منعرجا في نظرة الدول المشاركة فيما يتعلق بتكنولوجيا الاعلام والاتصال. وأكد من جهته أنه لجعل من تكنولوجيا الاعلام والاتصال محرك نمو فإن الأمر يتطلب هياكل تحتية قادرة على توفير انترنت عالية التدفق لعدد أكبر من الأشخاص وبأرخص التكاليف، مذكرا في ذات السياق بأن معظم شباب منطقة مينا يعانون من ويلات البطالة. وتجدر الإشارة إلى أن ندوة الجزائر حول اقتصاد المعرفة شهدت توافق وجهات النظر حول ضرورة إنشاء أرضية رقمية من أجل تشجيع الاتصال والتبادل بين الشباب المبتكر لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما تم إقرار أن تكون هذه الارضية بالجزائر. وستشكل الأرضية فضاء للتبادل والتواصل من أجل التقريب بين الشباب الحامل للمشاريع ومسيري المؤسسات الناشئة الناشطة في منقطة مينا وكذا تشجيعه على الابتكار في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال. يذكر أن هذه الندوة التي نظمتها وزارة المالية بالتعاون مع البنك الدولي وصندوق النقد العربي تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، تهدف الى ابراز العناصر الاساسية لاقتصاد جديد بالإضافة الى دور المنظمات التربوية في تغيير ذهنيات الأجيال الشابة. كما تطرقت أشغال هذه الندوة إلى ضرورة توفر المنشآت القاعدية التقنية من أجل بروز اقتصاد رقمي مثل الولوج إلى الأنترنت عالي التدفق والدفع الالكتروني. وشهدت الندوة مشاركة العديد من الفاعلين والخبراء الوطنيين والدوليين في مجال الاقتصاد والمالية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : كريم
المصدر : www.alseyassi.com