الجزائر

حوّل منزله آنذاك إلى همزة وصل بين الثوار القائد بلعربي.. رفض الرفاهية نصرة للقضية الوطنية



كان العديد من أفراد الأسرة الثورية ورفقاء السلاح ممن مازالوا على قيد الحياة، على موعد مع إحياء ذكرى استشهاد الشقيقين بلعربي عبد القادر والشيخ، بمقر البلدية التي تحمل اسم العائلة، بسيدي بلعباس. وكشفت الشهادات التي أدلى بها الأبناء والأحفاد، وعدد قليل من رفقاء الدرب، في مجملها، عن مدى معارضة القائد بلعربي لمحاولات الاستعمار طمس الهوية الوطنية، رغم ما قام به الفرنسيون لاستمالته إلى صفوفهم ''بالنظر للمكانة التي كان يحتلها وسط أبناء جلدته وتأثيره الكبير عليهم''. وبقى رفض القائد بلعربي اللجوء إلى المملكة المغربية، واتخاذه قرار حمل السلاح والتخندق من أجل القضية الوطنية، من أهم المواقف التي ميزت مسيرة الرجل، وهو الذي حوّل مقره السكني القريب من بلدية تنيرة، جنوبي سيدي بلعباس، إلى همزة وصل بين ثوار المنطقة بعد سنوات من انضمامه إلى جمعية العلماء المسلمين، التي أضحى واحدا من أفرادها النشطين.
وكانت التضحيات التي قدمها الشهيد من أجل نصرة القضية الوطنية، السبب المباشر في إصدار السلطات الاستعمارية توبيخا في حقه، ''بحكم مراهنة القوى الاستعمارية التي كانت تتموقع بولاية سيدي بلعباس عليه لاستمالة أبناء جلدته، مستندة في ذلك على تفوقه الثقافي وانضمامه للجيش الفرنسي برتبة ضابط صف وهو في ريعان شبابه''. وكان الشهيد عبد القادر بلعربي قد عين، بدءا من سنة 1920، كقائد لمنطقة صبرة، بولاية تلمسان، قبل أن يشرف على منطقة وادي سفيون سنة 1930، وهي المعطيات التي لم تمنعه بمجرد طفو النزعة الوطنية التي ساهمت جمعية العلماء المسلمين في ترسيخها، من التحول إلى قائد ميداني رفض الرفاهية والبذخ واللجوء إلى المملكة المجاورة، من أجل السقوط في ميدان الشرف سنة 1957، بمعية شقيقه الشيخ لنصرة القضية الجزائرية بعد اختطافهما من قبل كتيبة الضابط شوبان، ليكون مصيرهما الإعدام بإحدى ليالي الشتاء الباردة من سنة .1957




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)