شهدت سهرة انطلاق الأسبوع الثقافي السوداني، أوّل أمس، ضمن فعاليات تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، حضورا معتبرا للوفد الثقافي السوداني الذي جاء في مجموعة كبيرة تضم 50 شخصا قدموا برنامجا ثريا ثراء السودان.
فعلاوة على معرض الصناعات التقليدية والحياة السودانية والمعرض التشكيلي، استمتع الحضور برقصات رائعة أداها أعضاء فرقة الآلات الشعبية بحضور السفير السوداني بالجزائر مجدي محمد ظاهر، وزيرة الثقافة لمدينة أسينار التي ستحتضن السنة الثقافية سنة 2017 بثينة جودة ندير إلى جانب وكيل وزارة الثقافة السودانية وممثل وزارة الثقافة الجزائرية رابح حمدي.
الافتتاح كان بقراءة آيات بينات من الذكر الحكيم من طرف المنشد السوداني محمد رحمة الحسن، وقال السيد احمد عثمان وكيل وزارة الثقافة السودانية في كلمته إنه جاء حاملا تحيات وزير الثقافة السوداني السمؤال خلف الله القرشي، مشيرا إلى عمق العلاقات الودية الأخوية الجزائرية-السودانية التي جاءت نتيجة الروابط الوثيقة بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وعمر البشير، وأضاف أن الوفد جاء حاملا برنامجا ثريا للمشاركة لدى الأشقاء الجزائريين على غرار فرقة الإنشاد الديني والمديح النبوي، وفرقة للآلات الموسيقية الشعبية وفرقة المسرح، ومعرض الفن التشكيلي المختص في الخط والزخرفة الإسلامية، وعدد من الصحفيين الذين يشاركون بقصائدهم الشعرية والتغطية الإعلامية للحدث.
مضيفا أن كل ما يقدّم لا يمكن بأي شكل أن يظهر التنوع الثقافي الموجود بالسودان، ونبه المتحدث إلى أن هذه المشاركة فرصة لتقارب الثقافات بين البلدين، والوقوف على التجربة الجزائرية وأخذ العبرة والدروس المستقاة منها.
وقد أظهر الجمهور إعجابا كبيرا بمعرض الحياة اليومية السودانية، حيث تم عرض مختلف الأواني والقطع المصنوعة لتناول الطعام أو تخزينه، زربية الصلاة والملابس التقليدية للأطفال السودانين، الجلود التي كتبت عليها الآيات القرآنية والسبحة الكبيرة ذات الألف حبة التي يستعملها العابدون.
الشعر والجمال كانا حاضرين أيضا بلسان الشاعرة الإعلامية ابتهال محمد المصطفى والشاعر الكاتب أبو بكر الجنيد يونس، حيث أبدعت الشاعرة في قصيدة ''نجمة وهلال'' التي حملت كل معاني الحب والخير والسلام للجزائر، حيث قدمت لمحة عن صفات رجال ونساء الجزائر أصحاب الأنفة والنخوة، وذكرت الكثير من المواقع الساحرة في الجزائر وعلى رأسها المواقع التلمسانية، وفي نفس القصيدة تحدّثت عن السودان الذي قسم -مؤخرا- بمرارة لا يمكن وصفها، حيث كان الحزن والأسى والألم حاضرين بقوة يمزقان قلب كل عربي غيور على الوحدة الوطنية، أما الشاعر يونس الجنيد فقد قدم قصيدة خاصة تطرق فيها إلى جمال تلمسان ولم يغفل أي موقع منها.
كما استمتع الحضور ببرنامج انشادي قدمه كوكبة من المنشدين السودانيين الذين تعاقبوا على المنصة منها فرقة الهدى بصوت محمد جاد الله ومحمد رحمة الحسن، اللذين حلقا بالحضور في عوالم روحية بكلمات فصيحة وأخرى سودانية صفق لها الحضور كثيرا، إلى جانب تقديمهم لأغنية ترحيبية بعنوان ''جزائر مني التحية'' وأنشودة ''تعالى للذكر'' وهي صوفية، إضافة إلى الفنان المنشد خالد مججوب وفرقة الصحوة.
الرقص السوداني المفعم بالحياة والحيوية -أيضا- استل التصفيقات الحارة، حيث قدمت فرقة الموسيقى الشعبية السودانية نمادج من الرقصات الشعبية بمختلف المناطق السودانية، خاصة وأن لكل منطقة طريقة رقصها على حسب الأنعام التي تربيها، على غرار رقصة الإبل، حيث قدمت الراقصات عرضا مهربا من الخيال، فيخيل لك أنك تتفرج على الإبل وهي ترقص نظرا للتناغم في الحركة وطريقة دفع الصدر للأمام ورقصة ''المردوم'' بمنطقة البقارة والتي تستمد فيها الرقصات من طريقة مشي البقر، ورقصة الجلالات العسكرية للشمال، ورقصة الكرن.
والجدير بالذكر أنّ فعاليات الأسبوع الثقافي السوداني ستبقى متواصلة إلى غاية اليوم الأربعاء، ليلتقي الجمهور التلمساني بعدها بالأسبوع الثقافي الكويتي.
إذا كان البعض يرجع تربية الحيوانات في المنزل الى الحاجة لاستغلالها للحراسة، فإن الأمر كثيرا ما يتحول الى تعود على وجود هذه المخلوقات في المنزل لدرجة حزن أصحابها عليها عند فقدانها.
ورغم أن ربات البيوت هن أكثر من يرفض هذه الفكرة بسبب صغر مساحة المنازل والتكاليف الباهظة التي قد تتطلبها تربيتها والعناية المستمرة بها مع الخوف من الأمراض التي قد تنقلها الى باقي أفراد العائلة، فإن كثيرا من الآباء والأبناء لا يكترثون لهذا الرفض لدرجة فرض وجود لهذا الحيوان في البيت.
وتربية القطط والكلاب والعصافير هي الأكثر رواجا لدى الجزائريين حيث تحولت عند البعض من ضرورة إلى هواية اقتداء بنمط عيش الأوروبيين ليصبح ذلك الحيوان الأليف رفيقا يخلص من الوحدة ومتعة يشغل بها وقت الفراغ, ويصبح له مكانة في العائلة التي تتبناه ويتبناها بدوره وهذا مع مرور الزمن والمدة التي يعيشها في وسطها، حيث يتم تربيتها منذ ولادتها ويطلق عليها أسماء مختلفة، ولا ينقص إلا تسجيلها في الدفتر العائلي لتحمل لقب تلك العائلة.
وتخلق الحيوانات الأليفة نوعا غريبا من التعلق في نفوس أصحابها لدرجة اعتبارها جزءا من العائلة، مما يؤدي الى توتر العلاقة بين أفراد الأسرة لتمسك احدهم بهذا المخلوق. وكثيرا ما نلاحظ ذلك الارتباط الروحي الذي يتكون بين العصافير وكل من يقوم بتربيتها خاصة عند العناية بها، وهذا حسب العديد من أصحابها الذين عبروا لنا عن تعلقهم وتمسكهم بطيورهم خلال تلك الأوقات التي يقضونها في الاهتمام بها، بالعمل على توفير الأكل لها كلما قل في القفص والفيتامينات كلما كانت بحاجة إليها أوإذا أظهرت نوعا من التعب والمرض.
وهو الحال بالنسبة للسيد عبد القادر الذي أشار الى أن تربيته للعصافير من سلالة الكناري أصبحت شغله الشاغل خاصة بعد تقاعده عن العمل والتي يرعاها مثل رعايته لأولاده.
ومما يثير دهشة أهاليهم الذين رغم تعودهم على ذلك المخلوق الصغير والمكانة التي يشغلها في قفصه وتغريده الذي يخلق جوا من الارتياح في المنزل، فإنهم لا يتفهمون تلك العلاقة الخاصة التي تبنى بين الطيور وأصحابها.
وتروي الآنسة ''منال'' عن العصفور الذي ألفت وجوده في المنزل منذ خمس سنوات والذي ادخل الحزن في قلب والدها بعد سقوطه من النافذة و''لفظ أنفاسه الأخيرة''.
ولأصحاب القطط نفس العلاقة الوطيدة بحيواناتهم، حيث جاء على لسان الآنسة ''نجية'' أن عنايتها المفرطة بقططها الثلاث كثيرا ما أثارت انزعاج أهلها للمال الذي كانت تنفقه من أجلها، بين أكل خاص وشرب خاص ومنظفات مخصصة لها وفيتامينات ومقويات لصحتها.
علاوة عن الحساسية التي أصابت العديد من أقاربها جراء تساقط شعر قططها في كل مكان وتعلقه بالملابس والافرشة ليكون رد فعل أفراد عائلتها فصل تلك الحيوانات عن صاحبتهم بتوزيعها على عائلات حي آخر، مما جعلها تتلقى صدمة وتشعر بالكآبة خاصة مع خيبة أملها في رجوع قططها.
ولأصحاب الكلاب نفس قصص الكآبة والحزن على حيواناتهم بعد فقدان ما يمكن ان نصفه بأعز الأصدقاء وتوتر العلاقة بينهم ويبن أفراد عائلاتهم، حيث يروي لنا السيد رضا حزنه على كلبه بعد تسممه لدرجة تضخيمه للأمر واعتباره جريمة في حقه ورغبته في الانتقام من الشخص الذي تسبب في ذلك.
وبدورها تروي لنا السيدة ''غنية'' العلاقة التي كانت تربط بين زوجها السيد ''احمد'' وكلبه، والتي تعززت مع مرور الزمن لدرجة تفضيل رفيقه الحيوان على أولاده.
وتشير محدثتنا الى انه كان يلقبه بـ ''ابنه'' عند التحدث إليه ويعده بشراء أفضل المأكولات، مضيفة أن فقدانه في حادث مرور جعله يخاصم أفراد أسرته لمدة شهر كامل،
ناهيك عن اعتبار البعض تلك الحيوانات مصدر إزعاج خاصة فيما يتعلق بنباح الكلاب في الليل مع زيادة شكاوى الجيران والأذى الذي قد تسببه عند اعتدائها على شخص ما بالإضافة الى البقع على الجلد والطفيليات التي قد تنقلها. مع الإشارة الى مظاهر الاشمئزاز التي تثيرها عند تقبيل أصحابها لها.
رأي علماء النفس في الموضوع:
وينظر علماء النفس إلى ان هذا التعلق بالحيوان ما هو إلا علاقة ''نفسية وعاطفية تربط الإنسان به''، وهي علاقة عادية تشعر هذا الأخير بالمتعة حين يقترب منها ويداعبها والفرح في تربيتها.
إلا أنها علاقة غير طبيعة حين تتجاوز حدودها، فتصبح مشكلة نفسية لابد من البحث في أسبابها، ونذكر على سبيل المثال: الحرمان العاطفي الذي قد يشعر به البعض وسط عائلاتهم، بسبب خلافات في أسرتهم أو حصولهم عليها من شخص عزيز عليهم أو وفاة هذا الأخير ليكون الكلب أو القط أو العصفور ... أو غيرها بديلا له، أو بسبب الشعور بالوحدة وعدم القدرة على تكوين صداقات، فالحيوانات الأليفة كثيرا ما تكون مصدرا للشعور بالراحة وفي إغاثة أصحابها.
وينصح الأخصائيون النفسانيون بضرورة التعرف على الأسباب وعلاجها حتى لا تتأزم الحالة وعدم تبني حيوان آخر ليكون بديلا للسابق حتى تزول تلك الكآبة وذلك الحزن، والانتظار شريطة ان يكون مختلفا تماما عن السابق-.
مالايعرفه الكثيرون هو أن تدريس الأطفال المكفوفين يخضع لشروط وعوامل مختلفة، تجعل من هذه المهمة صعبة لاسيما في المواد العلمية التي تقوم على إجراء التجارب والملاحظة، مع ذلك، فإن حب المهنة والإرادة في توفير الظروف المناسبة لهذه الفئة من أجل تحصيل العلم بصفة عادية يغلب مثل هذه الصعاب.
تعد مدرسة العاشور للمكفوفين من أعرق المدارس الجزائرية التي تخصصت في تعليم الأطفال المكفوفين أو الذين يعانون من قصر في البصر، وفيها تكونت أجيال من الذين حرموا نعمة البصر دون أن يُحْرموا الإرادة لإبصار نور العلم والمعرفة.
ولدى زيارتنا لها، مؤخرا ضمن الوفد الذي رافق وزير التضامن الوطني والأسرة الذي تشرف دائرته على هذه المؤسسة المختصة، اطلعنا على كيفية متابعة هؤلاء الأطفال لدراستهم، مع العلم أن دخولهم المدرسي تم في نفس يوم الدخول الرسمي مثلهم مثل الملايين من أقرانهم الذين يزاولون تعليمهم في مدارس عادية.
وفي قسم العلوم الطبيعية، وقفنا مع السيدة تابتي على ظروف تمدرس الأطفال المكفوفين، عموما، وتدريس هذه المادة بالذات، بما تتطلبه من قدرة على التخيل وتوظيف خاص لحاسة اللمس، فالتلاميذ مطالبون بتوظيف كل قدراتهم من أجل تخيل شكل جسم الانسان ومختلف أعضائه، وباقي الكائنات الحية.
وعن ظروف التدريس هنا، قالت لنا السيدة ثابتي ''أن التقييم يتم بعد كل درس، حيث أقوم بملاحظة مدى فهم التلاميذ للدروس بصفة يومية''.
وتمتد تجربة محدثتنا على30 سنة قضتها كلها في تدريس المكفوفين، ولهذا التوجه حكاية تعود إلى أيامها في الثانوية، وتوضح قائلة ''قررت أن أبدأ مساري العملي في تدريس الأطفال المكفوفين لأنني اكتشفت لأول مرة، وأنا أدرس بالثانوية، أن هناك تلاميذ مكفوفين يدرسون معنا وأدهشني ذلك لأنني لم أكن أعلم أصلا أن هناك مكفوفين يدرسون. وقد تفاجأت من إرادتهم القوية وقدرتهم على الاستيعاب...لذا قررت أن أتخصص في هذا المجال رغم أنني أستاذة في التعليم المتخصص لتكوين التقنيين السامين...لقد فضلت أن أدرّس المكفوفين بصفة مباشرة...لأنني أعتبر أنها مهمتي الرئيسية''.
سألنا السيدة تابتي عن أهم ماعاشته في كل المحطات التي مرت عليها خلال الثلاثين عاما، فلم تتردد في القول أن كل عام جديد يحمل معه ''الجديد''، وتشير إلى أنها في كل موسم تكتشف أشياء جديدة...تكتشف خصوصا ''تلاميذ لديهم إرادة فولاذية...يجتهدون في البحث وفي الاتصال مع الآخرين والتعرف على العالم الخارجي''.
وتستعمل الأستاذة، لتلقين مادتها، التجهيزات الخاصة المتوفرة لاسيما النماذج المصنوعة خصيصا للمكفوفين، لكنها لم تكتف بذلك، لأن نقص مثل هذه المعدات جعلها دائما تفكر في إيجاد الحلول بالوسائل المتوفرة، فمثلا لاتتردد في طلب بعض الصور التوضيحية من طبيبها، وأكثر من ذلك، عمدت إلى صنع نماذج عن طريق الطرز.
مع ذلك، فإنها تعترف أن المهمة ليست بسيطة كما يعتقده البعض، لأن المعلم الذي يتكفل بتدريس صغار المكفوفين يعاني من مشاكل كثيرة تمس صحته بالدرجة الأولى وأهمها ''وضعية الوقوف لأن عملي فردي...فأنا أضطر لشرح الدرس لكل تلميذ على حدى مع العلم أن القسم يضم حوالي 10 تلاميذ، وهذا متعب، إضافة إلى مشاكل الصوت الناتجة عن تكرار الشرح، والأكثر من هذا، صعوبة قراءة البراي بالنسبة لي. فما لايعلمه الكثيرون هو أن قراءة البراي صعبة للكفيف فمابالك بالنسبة للإنسان المبصر. والسبب هو أنها تتطلب توفر حاسة لمس متطورة جدا، وهو ما لايتوفر لدينا، لذا أقرأ البراي بعيني وهذا متعب جدا لاسيما في مادة العلوم الطبيعية...والجدير بالذكر هنا أنه حتى الكفيف الذي يتعلم البراي في سن متقدمة يجد صعوبات كبيرة مقارنة بتعلمه في الطفولة، لأن اللمس يتطور مع الوقت''.
وعن الفرق بين الجيل السابق والجيل الحالي، تقول الأستاذة تابتي ''أعترف أن تلاميذ الجيل السابق كانوا أكثر انتباها وإرادة... أما أطفال الجيل الحالي فلديهم إرادة أقل...ربما لأن لديهم اهتمامات أخرى مثل الأنترنت والنقال والتلفزيون...وهو ما نلاحظه حتى عند الأطفال الأسوياء''.
تحدثنا مع بعض التلاميذ الحاضرين يومها، فأجمعوا على أنهم لايشعرون بأي فرق بينهم وبين التلاميذ العاديين، مشيرين إلى أنهم يتابعون دروسهم بصفة عادية، وأبدوا تفاؤلا كبيرا باجتيازهم لامتحان شهادة التعليم المتوسط، بما أنهم في السنة الرابعة، فسواء تعلق الأمر بخديجة وإيمان اللتين تطمحان في دراسة الصحافة أو أنيسة التي ترغب في أن تكون مختصة نفسانية، فإن الدراسة تجري في ''أجواء جيدة'' ولم تتردد إيمان في القول ''أنا أرى أنني عادية مثلي مثل أية تلميذة أخرى عادية''.
وبعربية جميلة وسليمة، تحدث إلينا التلميذ محمد إسلام شلالة قائلا بكل ثقة ''الذي يركز ينجح وبالدراسة والاجتهاد والعمل والمثابرة يحقق الانسان أشياء كثيرة...يقال أن الانسان المعاق عاجز، إلا أنني أومن بمقولة ''الإعاقة هي إبداع وطاقة''...وأنا أطبقها...وأرغب ربما في أن أكون أستاذا للغة العربية''...
من جانبه، عبر محمد مسلم عن حبه لمادتي العلوم والرياضيات، وأكد أنه لايواجه صعوبات في الدراسة، مشيرا أن الإمكانيات متوفرة...مما يتيح له فهم الدروس بسهولة، لاسيما وأنه اعترف بأن الأساتذة يبذلون جهودا كبيرة لإيصال المعلومات لهم. أما إسلام عمروش فقال إن...الدراسة جيدة وعادية مثل المدارس العادية، معبرا عن رغبته في التخصص بالمحاماة''.
وتقر الأستاذة تابتي أن أغلب التلاميذ يميلون إلى المواد الأدبية أكثر من العلمية، لكنه ليس ميلا فطريا وإنما ناتج عن الصعوبات التي يلاقيها المكفوف لتلقن المواد العلمية التي تقوم على التجربة والأعمال التطبيقية التي تصعب عليهم.
مع ذلك، فإن مدرسة المكفوفين بالعاشور تضمن لتلاميذها تكوينا في مجالات منوعة منها؛ البستنة والطبخ إضافة إلى وجود ورشة لإبداع القصص، فيما تعد لمشروع ورشة تربية الحيوانات الأليفة والدواجن. وقد أبدت المنتسبات لورشة الطبخ ''شطارة'' منقطعة النظير في تحضير أنواع من الحلويات التقليدية جعلت معلمتهن يفتخرن بإنجازاتهن التي، وإن لم يتمكنّ من رؤية إتقانها، فإنهن يتعرفن عل ذلك عبر إعجاب متذوقي الحلويات اللائي لاينكرن أن الكثير من البنات العاديات لايستطعن إعداد مثل هذه الأصناف، بل وقد لايحسنّ أي نوع من الطبخ.
الانتصار الذي حققته مولودية الجزائر ضد وفاق سطيف في المباراة المتأخرة من الجولة الثانية للرابطة الاحترافية الثانية لكرة القدم، أدخلت لدى أنصارها فرحة عارمة، وتركتهم يتفاءلون بمستقبل واعد لتشكيلتهم في منافسة الموسم الجاري، ويأملون بشكل خاص أن تكون لهذا الإنجاز انعكاسات إيجابية سريعة على الأجواء داخل الفريق الذي لم يجد ضالته منذ البطولة المنصرمة.
ومما يزيد في أهمية هذا الفوز كونه تحقق في غياب الأنصار المعروفين بتأثيرهم القوي على الفريق، والثناء الكبير يعود إلى زملاء كودري الذين لم يتأثروا إطلاقا بهذا العامل وأكدوا أنهم عازمون على تجاوز الصعاب في المستقبل.
وقد خاضت مولودية الجزائر هذا اللقاء بحلة جديدة بعد التغييرات الكثيرة التي قام بها المدرب الجديد للفريق عبد الحق بن شيخة، كتحويل كودري إلى الخط الخلفي، حيث انسجم هذا الأخير بشكل رائع مع زميله موبيتونغ في وسط الدفاع، في حين أن غازي الذي يعول عليه كثيرا الطاقم الفني هذا الموسم، قام بدور المنسق الحقيقي في وسط الميدان واستطاع أن يوقف عدة محاولات خطيرة للمنافس، فضلا عن المجهودات التي بذلها من أجل بعث اللعب نحو الهجوم كلما استحوذ على الكرة. كما سمح إقحام كل من شرفة ويعلاوي بإعطاء قوة إضافية للتشكيلة بالنظر إلى الدور الكبير الذي لعبه هذان العنصران طيلة المباراة، إذ كان يعلاوي صاحب هدف الفوز، في حين أعطى زميله شرفة ضمانات كورقة رابحة في الدفاع بفضل الرزانة الكبيرة التي ميزت تدخلاته في إبعاد الخطر أمام المهاجمين السطايفيين، خاصة عاودية الذي كاد أن يسجل في ثلاث مرات.
وقد خاض العميد المباراة بذكاء كبير من الناحية التكتيكية، حيث أدرك لاعبوه بسرعة إمكانية التسجيل في الدقائق الأولى، ودفعهم ذلك إلى الضغط بقوة على منطقة الخصم وأعطاهم الهدف المبكر الذي سجلوه في مرمى سطيف ثقة كبيرة في النفس، بل كادوا أن يضاعفوا النتيجة لولا تسرع كل من أوسالي داخل منطقة العمليات.
وأكثر ما نال رضى الطاقم الفني للعميد، تمتع اللاعبين بلياقة بدنية ممتازة طيلة المباراة، مكنتهم من السيطرة على المنافس في الشوط الأول ومقاومة الضغط الكبير الذي تعرض له فريقهم في المرحلة الثانية التي سيطر فيها الزوار إلى غاية الصافرة النهائية للحكم بوستر.
وعبر مساعد مدرب العميد منقلاتي في نهاية اللقاء عن ارتياحه بهذا الانتصار، قائلا أنه سيسمح للفريق بمواصلة المنافسة بثقة كبيرة، حيث توقع بروز قوته في الجولة السادسة من البطولة.
وفي الوقت الذي لم يقم أي مقاول بشراء أسهم النادي القبائلي، لم يجد حناشي أية وسيلة سوى دعوة حداد على المباشر، فقد سبق لهذا المستثمر أن أبدى رغبته في المساهمة في الكناري قبل أن يتوجه إلى اتحاد العاصمة، غير أنه وجد صعوبات كبيرة للاستثمار في الشبيبة، فهل سيقبل هذه المرة دعوة حناشي؟، وهوالذي لا زال مهتما بشبيبة القبائل، الفريق الذي قال عنه في إحدى تصريحاته بأنه فريق القلب.
كما أشار رئيس الشبيبة، إلى أنه كان على موعد مع عمر ربراب وليس اسعد ربراب، إلا أنه ونظرا لوصوله متأخرا بربع ساعة لم ينتظره هذا المقاول، مما وقف سير عملية المفاوضات حول إمكانية شرائه لأسهم الشبيبة، لهذا تحول حناشي إلى حداد، لعله يجد الحل مع هذا الأخير لإنقاذ الفريق، الذي حسب رئيسه سيفتح رأسماله بعد أن يعقد الجمعية العامة العادية المقررة خلال الأيام القادمة.
رئيس الشبيبة أكد بأنه تعب كثيرا من مشاكل كرة القدم، وأنه ينتظر فقط أن يجد من يشتري أسهم الفريق ليرتاح: ''سيصل سني 62 سنة قريبا وقد تعبت كثيرا، لكنني لن أترك شبيبة القبائل بين يدي إنسان طائش، إن تقدم من يملك المال، سأفتح له كل الأبواب وسأكون هنا من أجل مساعدته''، أضاف رئيس شبيبة القبائل على القناة التلفزيونية الأمازيغية.
كما تطرق حناشي، إلى ما يتعلق بمشاركة الشبيبة في كأس الكاف، بعد أن أكد من قبل ـأن فريقه لن يلعبها ثانية. مشيرا إلى أن الأمر سيكون بين يدي الأنصار من خلال سبر الآراء الذي ستقوم به الشبيبة للفصل في هذا الموضوع. وفيما يخص أشغال الملعب الجديد بمنطقة بوخالفة، أكد حناشي بأنها تسير في أحسن الظروف شاكرا في نفس الوقت مجمع حداد، وكذلك الإسبان على وتيرة الأشغال التي تسير بسرعة وبإتقان كبير.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/09/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : ط/ ب
المصدر : www.el-massa.com