الجزائر

حميدة كتاب (رئيسة جمعية أمل لمرضى السرطان) ل "الجزائر نيوز": تنفيذ المخططات بحاجة إلى وقت والسرطان لا يمنح الوقت



حميدة كتاب (رئيسة جمعية أمل لمرضى السرطان) ل
- في المخطط كل شيء موجود لكن في الواقع كل شيء غائب
تعتقد السيدة حميدة كتاب، رئيسة جمعية أمل لمرضى السرطان، أن الحديث عن مخطط وطني لمكافحة السرطان والتكفل بمرضاه أمر جد مهم، لكن لا يجب أن نغفل عن عامل الوقت، فالمخططات عادة تُنظر للمستقبل، فيما يواجه مريض السرطان مشاكل معقدة بحاجة إلى حلول آنية وسريعة، للحد من الارتفاع المرعب لضحايا هذا المرض ببلادنا..
صرح الأستاذ مسعود زيتوني، المكلف بتقييم ومتابعة المخطط الوطني لمكافحة السرطان، أن تقرير هذه الجهة أصبح على طاولة الوزير الأول، منذ جوان الفارط، كناشطة في الميدان هل تعتقدين أنه من السهل التوصل إلى مخطط يحل المشاكل المتراكمة لهذا المرض ببلادنا؟
لا بد من الاعتراف بضرورة وفعالية التخطيط في كل المجالات، لكن ما لا يجب إهماله في أي تخطيط هو عامل الوقت. ولكي نرى نتائج هذا المخطط على أرض الواقع في مجال مرض السرطان، نحن بحاجة إلى بناء هياكل، وتوفير الأجهزة واليد العاملة المتخصصة... وغيرها من التفاصيل الدقيقة والمهمة في هذا المجال كالمراكز ودفاتر السرطان ومراكز الأشعة والتحاليل... أي أن المخطط بحاجة إلى أرضية يحقق عليها. لذلك من المبكر جدا الحديث عن نجاعة المخطط من غيره، لكن ما نتمناه فعلا هو أن يكون هذا المخطط شاملا وقادرا على إزالة العقبات التي يواجهها مريض السرطان في الجزائر.
في سياق التصريحات الإعلامية ذاتها التي قدمها مسؤولون بالقطاع، أشار رئيس الجمعية الجزائرية لطب الأورام وهو رئيس مصلحة بالمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان "بيار وماري كوري"، الأستاذ كمال بوزيد، إلى أن مشكل العلاج بالأشعة (راديوتيرابي) سيحل نهائيا أواخر سنة 2014، بالنظر لاحتكاككم الدائم بالمرضى والمصالح المتخصصة، هل هذا ممكن؟
بالنسبة لل 57 جهازا للعلاج بالأشعة (راديوتيرابي) التي يتم الحديث عن استقدامها للقضاء على المشكل -وأشير إلى أنه تم تحديد هذا العدد بعد دراسة مست عدد السكان والمصابين... وغيرها من المعايير التي تؤكد أن هذا العدد كفيل بالقضاء على مشكل العلاج بالأشعة بشكل نهائي- قلت إن الحديث عن استقدام هذه الأجهزة ليس جديدا وإنما منذ أن كان جمال ولد عباس وزيرا للصحة، أي منذ أربع سنوات أو أكثر، ووقتها كانوا يقولون إننا في العام 2013 نكون قد انتهينا من كل عملية الاستيراد وتركيب الأجهزة، وبالنسبة إلى مراكز مثل عنابة، باتنة، تيزي وزو وسطيف -حسب تصريحات الوزير آنذاك- كانت ستنتهي بعد أشهر، واليوم نحن على مشارف 2014 وما يزال الحديث يقتصر على استيراد 15 جهازا لم يتم تركيبها بشكل فعلي وإنما "عملية التركيب جارية"، فكيف يحل المشكل في 2014؟ أعتقد أن المشكل الذي يواجه الأمر هو عملية التسيير، لأن الخطوات الضرورية في الاقتناء والتركيب وغيرها لم تتم على الوجه الكامل لاحترام الوقت.
تعتقدين أن المسألة ما زالت بعيدة المنال؟
أنا لست مختصة، لكن من التجربة التي اكتسبتها في المجال، أعتقد أن اقتناء وتركيب الأجهزة يتطلب قرابة السنتين، على أقل تقدير، ولا ننسى أنه عيُن وزير جديد على رأس القطاع وسيستحدث إجراءات وخطط جديدة، لكن ما نتمناه كمجتمع مدني وممثلين لمرضى السرطان أن يحل المشكل في أقرب الآجال ويحترم الوقت الذي تم تحديده، لأننا نواجه مرضا خبيثا لا يمنح الكثير من الوقت، لذلك لا بد أن يأخذ المخطط هذه المسألة بعين الاعتبار، ويقدم حلولا على المدى القريب، المتوسط والبعيد، لأننا نثق في هذه الإجراءات على المدى البعيد لكن ما يقلقنا هي المعاناة التي يعيشها المرضى الذين هم بحاجة ماسة وسريعة للعلاج الإشعاعي الآن.
تشير الإحصائيات التي قدمت أمس، إلى أن عدد المصابين بالسرطان في الجزائر يسير "بالوتيرة نفسها المسجلة في الدول المتقدمة خلال الخمس سنوات المقبلة"، هل تعتقدين أن مستوى الخدمة والعلاج بالنسبة لمرضى السرطان ببلادنا يسير بالوتيرة نفسها للدول المتقدمة؟
للأسف نحن نقترب منهم في العدد فقط، والعدد يتضاعف سنويا -ولا نملك إحصائيات جدية ودقيقة عن الوضعية، لأنه ليس لدينا "دفاتر السرطان"-، كما نأسف لغياب مخططات للوقاية، لأن هناك سرطانات يمكن التحكم فيها عن طريق الوقاية والكشف المبكر، مثل سرطان البروستات، عنق الرحم، الثدي والقولون...
الأستاذ زيتوني أشار إلى أهمية الكشف المبكر في الوقاية من أمراض السرطان، في نظرك هل لدينا الوسائل الضرورية لهذه العملية؟
لا نملك أية خريطة للوقاية من هذا المرض في الجزائر، نظريا في المخطط كل شيء موجود لكن في الواقع كل شيء غائب.
عندما يتحدث المسؤولون في الجزائر عن مرض السرطان يتعرضون إلى التجهيزات والمقتنيات... فيما لا أحد يشير إلى التكفل النفسي بالمرضى، بالخبرة التي لديكم مع المرضى كيف تقيّمون الوضع؟
المريض إذا كان محبطا ومحطما نفسيا لا يمكنه الاستجابة للعلاج، لأن التكفل النفسي يعتبر 50 بالمئة من العلاج، والأمر يبدو أكثر تعقيدا عندنا بسبب غياب التوعية، مازلنا ننظر إلى هذا المرض على أنه الموت الحتمي، لدرجة أن بعض الناس في المجتمع لا يقوون على نطق اسمه. لكن اليوم العلم والطب يتقدمان، وعملية التشخيص المبكر تساعد كثيرا في التغلب على هذا المرض فيما يجعل الوضع العام عندنا الخوف يتضاعف. فمثلا عندما نطلب من السيدات القيام بإجراءات الكشف المبكر يرتعبن ويقلن "ماذا لو كشفت وتبين أنني مصابة؟"، وهذا لا يقتصر على المرأة الريفية، بل حتى المتعلمة والمثقفة.
في الخارج بسبب التكفل المادي والنفسي الذي يسهل عملية تقبل المرض والعلاج تبقى أجندة مريض السرطان نفسها، يمارس الرياضة، يتواصل في النوادي والجمعيات، يمارس حياته اليومية بشكل عادي.. فيما يواجه المريض عندنا كل مشاكل العلاج (ندرة الدواء، مشكل الراديوترابي، مأساة التنقل من ولاية لأخرى لتلقي العلاج...)، كل هذه الأمور إلى جانب الإحباط النفسي للمرض، كيف يستجيب المريض للعلاج في ظل هذه الظروف؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)