حميد فرين يصدر روايته الجديدة عطر المرارة دليل رحلة البحث عن الآخر المجهول

يحتكم الروائي حميد فرين، في روايته الجديدة الصادرة مؤخرا عن منشورات ألفا بعنوان عطر المرارة ، إلى حيلة سردية تمكنه من إبداء رأيه وإعجابه بالكاتب الفرنسي ألبير كامو. بعيدا عن الجدل وتضارب الأفكار، ينغمس فرين في عوالم نبيل ليغرف من ماضيه وحاضره ملامح الجزائري الباحث عن هويته.  يحيل الكاتب قارئه من الوهلة الأولى إلى البحث عن مصدر نبتة المرارة، فيخبرهم: مكانها في تيبازة، مدينة كامو، حيث الشباب الدائم.. . ويصفها بأنها نبتة لا تصلح للزينة، برائحة قوية صلبة مذاقها مر. ولمعرفة هذا المذاق، ينطلق المؤلف مع البطل نبيل في رحلة بحث عن حقيقة من يكون، عن والده الأصلي ووالدته المجهولة أيضا. يثير الكاتب فضول القارئ منذ الصفحات الأولى للرواية (234 صفحة)، لمعرفة أخبار نبيل ، فهو شخصية صريحة تفضفض عن أفكارها بحرية، غير متأثر بوفاة والده.. بل ينطلق البطل في انتقاد سلوك الوالد وعلاقته بزوجته، والدة نبيل، وتصرفه كربّ عائلة متسلط حد فقدان علاقة حميمة مع أبنائه. يستهزئ نبيل بوالده المتوفى.. وينطلق في وصف جنازته متهكما، غير مبال بما قد يفكر فيه الآخرون. وكتبت الرواية بلغة فرنسية بسيطة، سهلة الفهم، حادة أحيانا وساخرة متهكمة، تذهب إلى المعنى دون مواربة.