الجزائر

حملتها سطيف على عاتقها



حملتها سطيف على عاتقها
اتخذت مؤخرا بسطيف، تدابير عديدة لإعادة بعث زربية القرقور بعدما سجل عزوف عن إنتاجها لفترة تصل إلى 20 سنة حسبما أكده مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف بالولاية، السيد عبد القادر حشاني، على هامش أشغال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي الذي خصص لملف الصناعات التقليدية.حيث أشار السيد حشاني إلى أن هذه العملية تندرج في إطار السياسة الترقوية للنهوض بالحرف، والحفاظ على الموروث الحرفي المميز لكل منطقة من الزوال وتوريث صناعتها للأجيال الجديدة. وتم في هذا الإطار تنظيم تربص ميداني لمدة 15 شهر لفائدة 11 متربصة على مستوى مركز الصناعات التقليدية بحي الهواء الجميل (شمال سطيف) أشرفت عليه ممرنتين مختصتين في نسج هذه الزربية التي تعد من أعرق الزرابي المنسوجة بالمنطقة وبالوطن.وستسمح عملية تأهيل وتكوين هذه المتربصات التي جاءت بمبادرة من غرفة الصناعة التقليدية والحرف، بالتنسيق مع مديرية السياحة والصناعة التقليدية، بفتح في غضون شهر مارس المقبل وحدة إنتاج دائمة لزربية القرقور، وذلك بمركز الصناعات التقليدية بحي الهواء الجميل.واستنادا لمدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف فقد تم تخصيص لهذا الغرض غلاف مالي بقيمة 10 ملايين دج مقتطع من ميزانية الولاية موجه لإعادة تهيئة هذا المركز وفتح هذه الوحدة الإنتاجية، وهي العملية التي سيشرع في أشغالها مطلع السنة المقبلة 2014.وأفاد السيد عبد القادر حشاني أن فوجا آخر مكونا من 16 متربصة، سيشرع في تكوينه مطلع العام المقبل لتدعيم الفوج الأول في مجال إنتاج وصناعة زربية القرقور ذات السمعة العالمية.ولأجل الحفاظ على الحرف التقليدية التي تعد أحد عناصر التراث الوطني ومكونات الشخصية والهوية الوطنية، تم من جهة أخرى برمجة تخصص النسيج التقليدي بمركز التكوين المهني والتمهين ببلدية حمام قرقور لبعث زربية القرقور، وذلك بدءا من دخول فيفري المقبل إلى مؤسسات التكوين والتعليم المهنيين. وسيدعم هذا التخصص بمؤطرين وممرنين مختصين في هذه الحرفة من غرفة الصناعة التقليدية والحرف بالولاية التي ستمدهم بالخبرة والتقنيات المطلوبة.وتعتبر زربية القرقور من أقدم أنواع الزرابي المنسوجة بالجزائر، وهي موروث شعبي عريق يعود تاريخ حياكتها لأول مرة إلى القرن التاسع، وذلك بمنطقة حمام قرقور الواقعة على بعد حوالي 45 كلم شمال ولاية سطيف. وتتميز هذه الزربية التي لم يبق ممن تجيد صناعتها إلا عدد قليل جدا من النساء اللواتي توارثن حياكتها عن جداتهن بانسجام ألوانها إضافة إلى احتوائها على تصميمات ورسومات زخرفية تعبر في مجملها عن ثقافة مجتمع هذه المنطقة الجبلية الصغيرة ذات المناظر الخلابة.كما تعدت شهرة زربية القرقور التي يميزها خاصة اللونان الأحمر القرميدي والأخضر الداكن حدود الوطن وجعلتها تحتل الصدارة في العديد من المعارض والمحافل الدولية حسبما أفادت به من جهتها مديرية السياحة بالولاية.وبدأت صناعة هذه الزربية تتجه في السنوات الأخيرة نحو الزوال لأسباب يرجعها أيضا مختصون إلى المنافسة التي تواجهها من أنواع أخرى من الزرابي أقل تكلفة، وأفضل من حيث خفتها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)