تلقت المجموعات الإقليمية لحرس السواحل تعليمات صارمة من قيادة القوات البحرية لتشديد الرقابة على منصات انطلاق قوافل الهجرة السرية نحو الضفة الشمالية للمتوسط بعد تفكيك 9 شبكات خطيرة لتنظيم رحلات الموت خلال الأسبوع الجاري. وأفاد مصدر أمني عليم بأن فرق حراس الشواطئ قد عززت بالتنسيق مع المصالح الأمنية المشتركة مراقبتها الميدانية على الشريطين الساحلي والبري بفرضها حملات تمشيطية مدعومة بالتغطية الجوية في سياق تنفيذ مخطط أمني مستعجل لمواجهة النشاط المتزايد لعصابات تهريب البشر.عادت قوافل الحراڤة بقوة بالتزامن مع انطلاق موسم الاصطياف وتحسن الظروف المناخية، فلا يكاد يمر يوم دون الإعلان عن ضبط مرشحين للهجرة غير الشرعية إلى الضفة الأوروبية من المتوسط، حيث أشارت تقارير أمنية إلى استفحال الظاهرة خلال الفترة الأخيرة. وقالت وزارة الدفاع في بيان لها الشهر الجاري "إنه بالرغم من تضاعف محاولات مغادرة التراب الوطني بطرق غير شرعية، فإن وحدات حرس السواحل لقيادة القوات البحرية تبقى يقظة ومجندة باستمرار قصد إحباط هذه المحاولات".
أظهرت عمليات التدخل التي قامت بها القوات البحرية، سواء عبر الواجهة الشرقية أو الغربية للوطن، في الأيام القليلة الماضية، عودة نشاط شبكات الحراڤة التي تستعمل قوارب الموت وذلك عبر مختلف المنافذ البحرية عبر السواحل و هو ما عكسته عملية تفكيك لتسع شبكات متخصصة في تنظيم رحلات الموت خلال الأسبوع الجاري فقط. وعمدت وحدات حراس السواحل التابعة لقوات البحرية إلى ضبط مخطط استعجالي يرمي إلى تشديد الرقابة على مستوى الشريط الساحلي الجزائري تحسبا لأي حركة لنشاط "الحراڤة" في هذه الفترة.
وميدانيا تقوم وحدات المشاة للجيش الوطني الشعبي بتمشيط الوسط الغابي الساحلي مع عمليات تفتيش لكل ما هو جانح وراس من المراكب والزوارق البحرية بالشواطئ الرملية والصخرية والخلجان البحرية والغابية، في حين تولت فرق من مصالح الدرك الوطني تأطير عمليات التمشيط من خلال انتشارها عبر شبكة الطرق الساحلية، وعلى نفس المحور.
وفي عرض الساحل البحري تجوب عوامات مصالح حراس الشواطئ في حركة مكثفة بين أقصى نقطة بحرية حدودية مع المياه الإقليمية التونسية إلى شواطئ جيجل غربا، ومن حين لآخر تحلق جوا على نفس المحور طائرات الهيليكوبتر التابعة للدرك الوطني انطلاقا من مطار رابح بيطاط بعنابة مدعمة التمشيط الميداني بالتغطية الجوية خاصة في كشف الأدغال الغابية الساحلية والتضاريس الساحلية الوعرة في مخطط يستهدف إحباط أي محاولة تسلل شبكات تهجير الشباب إلى عرض البحر باعتبار أن هذه الشبكات تعتمد على استقرار الظروف المناخية التي تميز البحر في الفترة الأخيرة، وتحاول التملص من قبضة وحدات حرس السواحل أثناء الأوقات التي تراها مناسبة لتنفيذ رحلاتها.
نفس العمليات تعززت على طول الشريط الحدودي من الشمال إلى الجنوب أين توجد وحدات للجيش الوطني الشعبي سندا لها من قبل فرق مصالح حرس الحدود ودعم من مصالح الدرك الوطني عبر شبكات الطرق الحدودية إلى جانب التغطية الجوية بأكثر من 3 طلعات في اليوم.
وحسب مصادر أمنية، فإن الأمر يتعلق بتنفيذ مخطط أمني إقليمي يستهدف في جزئه على الشريط الساحلي مكافحة الهجرة السرية وملاحقة "الحرافة" عبر جميع الشواطئ ومراقبة بعض الزوارق الخشبية ومخازن دلاء المازوت على السواحل التي يستعملها "الحراقة"، إلى جانب مكافحة عصابات نهب وتهريب المرجان خاصة بعد توفر معلومات تفيد باستعانة بارونات المرجان بالغواصة المختصين من تونس. وعلى الشريط الحدودي يهدف المخطط إلى محاربة التهريب الحدودي بعد تطور نشاطه مؤخرا إلى استقدام السلاح الناري وذخيرته الحربية بكميات مذهلة من تونس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/06/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بهاء الدين م
المصدر : www.elbilad.net