الجزائر

حملة المحافظ..كأوراق الخريف؟



حملة المحافظ..كأوراق الخريف؟
من أهم المآسي التي تميز المشهد السياسي البائس في البلد، كثرة الأحزاب والشخصيات الوطنية، مقابل شح في التدافع الفكري والحراك السياسي، فضلا على هذا وذاك بروز اتجاه عام لدى الفاعلين السياسيين لإجهاض بعض المبادرات الحزبية على هزالتها بدل توجيه انتقاداتها للسلطة وأدواتها.
هل من المعقول أن أزيد من ستين حزبا، معتمدا في الساحة، غير مؤهل بطرح مترشح للرئاسيات بما في ذلك حزبي الآفلان والارندي باعتبارهما اكبر المسيطرين على المجالس المنتخبة ومتواجدون في الإدارة وفي المجتمع المدني ويملكان إمكانيات مادية وبشرية وتجربة نضالية كبيرة؟ إي مهام لحزب سياسي إذا لم يكن هدفه الوصول إلى السلطة من اجل تجسيد برنامجه وأفكاره؟.
الظاهر أن الأحزاب الموجودة في الساحة غير متوفرة إلى حد الساعة على كوادر بإمكانها خوض غمار المنافسة السياسية من موقع الانتخابات الرئاسية، والظاهر أيضا أن هذه الأحزاب لا تملك برنامجا بإمكانها تشكيل بديل حقيقي وعملي لما هو كائن بحوزة السلطة رغم ضحالتها.. ولهذا فان الواقع التعيس للحقل السياسي ورموزه، لم يؤد إلا لتعفين الوضع أكثر، وزاد من غموض المشهد وضبابية الرؤية، فكون الطبقة السياسية غير قادرة منفردة أو متحالفة على فرض بديل سياسي في إطار مشروع وطني طويل المدى، يعني فيما يعنيه ضياع فرص التغيير السلمية والديمقراطية وإجهاض للمسار الديمقراطي الذي تشكل الأحزاب إلى جانب الإعلام والمجتمع المدني واحدا من روافده. فلماذا الأحزاب إذن أم أنها موجودة في المحافظ فقط؟.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)