الجزائر

حملة إلكترونية للحد من تبذير الملايين على المفرقعات



في الوقت الذي تتعالى فيه الخطب والمواعظ والحملات التحسيسية بشأن الحد من تبذير الملايين لاقتناء المفرقعات والألعاب النارية، عشية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، دون وجود صدى حقيقي لهذه الحملات وسط الكثير من فئات المجتمع الجزائري، لاسيما الشباب والمراهقون والأطفال، هل ينجح الفيس بوك الذي تبنى نفس الحملة، في التقليل من حجم الخسائر المادية الكبيرة التي تتكبدها عدة أسر جزائرية، مع حلول مناسبة المولد النبوي الشريف، بإطلاق عدد من النشطاء على ذات الموقع حملات لأجل الحد من ظاهرة الاقتناء الجنوني للمفرقعات والألعاب النارية المختلفة، وتوجيه تلك الأموال إلى طرق أخرى للخير والصدقة، هو ما تراهن عليه بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في الجزائر·· فيس بوك·واحدة من هذه الصفحات الجزائرية، على الفيس بوك، تبنت حملة لتخصيص الأموال الموجهة لاقتناء المفرقعات إلى مساعدة الأطفال مرضى السرطان في المستشفيات عبر التراب الوطني، الصورة تعبر بوضوح عما يريده القائمون على الحملة، وهي إيقاف تبذير الملايين على أمور تافهة كالمفرقعات، في مناسبة عظيمة، كمولد أشرف المرسلين، محمد صلى الله عليه وسلم، أي توجيهها إلى أمور ذات فائدة، ومعنى ومغزى، خاصة وأن كثيرا من الأسر الجزائرية قد تتكبد مصاريف كبيرة للغاية لأجل اقتناء أنواع وأشكال متعددة من المفرقعات والألعاب النارية، فيما أنها تكون بأمس الحاجة إلى أشياء جد ضرورية في حياتها اليومية·
ولاقت الحملة التي أطلقت على ذات الصفحة وهي تحمل عنوان 1.2.3 فيفا لالجيري، صدى طيبا لدى باقي المشتركين، وهو ما ظهر من خلال تعليقاتهم الكثيرة، وكلها كانت مؤيدة لفكرة تخصيص الأموال التي ستوجه لاقتناء المفرقعات، والتي قد تبلغ الملايين أحيانا، إلى أعمال خيرية، فيها الكثير من الدعم والمساعدة لأشخاص هم في حاجة فعلية وماسة إليها، كالأطفال المرضى في المستشفيات، عبر كامل التراب الوطني، من خلال التوجه إليهم ومشاركتهم هذه المناسبة السعيدة، وتقديم المساعدة المادية والمعنوية لهم، كل حسب قدرته واستطاعته، عوض أن يتم إحراق عشرات الآلاف من الدنانير، في رمشة عين ثم التحسر والندم بعدها حين لا ينفع الندم·
وبلغ عدد المحبين للحملة التي تم إطلاقها على نفس الصفحة، بعد ساعات قليلة من وضعها على حائط الصفحة، حوالي 200 شخص، وعشرات التعاليق، ناهيك عن مشاركة الإعلان بين أكثر من 60 صديقاً، وهو ما يضمن انتقال الحملة، والترويج لها بين الكثير من رواد الفيس بوك في فترة قصيرة، ما يعني بالتالي وصولها إلى عدد كبير منهم، وبدورهم يوصلونها ويروجونها بين عائلاتهم وأصدقائهم، ويمكن أن يتبنوها كذلك خارج نطاق الفيس بوك في المنزل أو في المدرسة أو الجامعة، وحتى في الشارع، والجميل أن أغلب هؤلاء المشاركين هم من الشباب، الذين بإمكانهم التأثير على شباب مثلهم، ولعل هذا هو الامتياز الأكبر الذي يمنحه الفيس بوك لكل من يرغب بالترويج لحملة ما وتعميمها بين الناس، ولا أحد ينكر ما فعله ويفعله الفيس بوك منذ ظهوره وإلى غاية اليوم، فهل ينجح الفيس بوك في إيقاف هذه الظاهرة، أو على الأقل التقليل منها، وهو الذي نجح في تبني الكثير من حملات الخير والمساعدة المماثلة، وصار بحق منافسا قويا لمختلف فعاليات المجتمع المدني، مؤخرا·


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)