الجزائر

حمس أمام مفترق الطرق



تلتئم اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر الاستثنائي السابع لحركة مجتمع السلم، اليوم، بمقر الحركة بالجزائر العاصمة في جو مكهرب يشهد تجاذبات وتبادلا للاتهامات بين ما يعرف بتياري المشاركة والمقاطعة داخل بيت محفوظ نحناح، في وقت تم فيه تسريب البرنامج السياسي الذي سيناقشه المؤتمرون شهر ماي المقبل. وعشية اجتماع اللجنة الوطنية لتحضير مؤتمر حمس المرتقب خلال الشهر المقبل، جرى تسريب البرنامج السياسي للحركة الذي سيناقشه المؤتمر المقبل، اين أكدت حمس أن معيار المشاركة في الحكومة أو اختيار موقع المعارضة تتحكم فيه نتائج العملية الانتخابية التشريعية، فهي تعتبر، من هذا المنطلق، أن الحزب الذي يكون في الحكومة نتيجة فوزه في انتخابات نزيهة ونظيفة. ويضيف مشروع البرنامج السياسي أن معارضة الحكومة أو المشاركة فيها كلاهما، بهذا المعنى، خيار من خيارات إستراتيجية المشاركة السياسية الجادة، وجزء لا يتجزأ من وظيفة بناء دولة الحق والقانون وتجذير الديمقراطية وتجسيد المعايير الدولية للحكم الراشد. وبخصوص الرؤية السياسية العامة، تؤكد حمس على ضرورة توفر انتخابات حرة ونزيهة تنظمها هيئة وطنية مستقلة لتنظيم الانتخابات، تفرز كتلا برلمانية شرعية وذات مصداقية، تحتضن حكومة توافقية موسعة تقوم بتحقيق الانتقال السياسي والانتقال الاقتصادي، تتوجه فيها القوى السياسية جميعا بلسان واحد للشعب الجزائري تصارحه بالواقع الاقتصادي والمتوقع اجتماعيا، والتوجه نحو تحمل أعباء الإصلاح الاقتصادي من الجميع، مع ضمان مسار مواز مؤكد وصادق للإصلاح السياسي. أما ما تعلق بالتوجهات السياسية، تسعى الحركة لتمدين النظام السياسي بما يحقق الديمقراطية وسيادة القانون، والنضال من أجل إصلاح سياسي ودستوري يؤسس لميلاد النظام البرلماني ويحدد العهد ويفصل بين السلطات ويضمن استقلالية القضاء ويثبت الحريات والديمقراطية. وقبل يومين، اعترف نائب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد المجيد مناصرة، بوجود اختلاف في الرؤى والأفكار ووجهات النظر بين كوادر وإطارات حمس، داعيا مناضليها إلى الإقرار بالصراع القائم داخلها بهدف إدارة هذا الاختلاف جيدا وتحويله لنقطة قوة لصالح الحركة، محذرا من شيطنة الآخرين أو تسفيههم أو السخرية منهم. وكان رئيس حمس السابق، أبو جرة سلطاني، قد حذّر من فشل المؤتمر المقبل للحركة، بسبب عدم احترام قواعد اللعبة الديمقراطية، كون طريقة التحضير للمؤتمر صادرت حق مجلس الشورى، في ضبط السير الآمن نحو مستقبل أفضل للحركة. إلا أنّ رئيس الحركة، عبد الرزاق مقري، فنّد تصريحات أبو جرة، وتمسك بانعقاد المؤتمر السابع للحركة، شهر ماي. ابو جرة سلطاني حذر كذلك من المحاولات الجارية من القيادة الحالية لتخييط نتائج المؤتمر المقبل لحمس، كما حذر ذراعه الايمن، عبد الرحمان سعيدي من مغبة الضغط على المندوبين قبيل هذا الموعد الذي يرتقب ان يكون ساخنا، خصوصا في ظل التحفظات التي اطلقتها اطراف اخرى في الحركة على تشكيلة ومهام اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر السابع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)