الجزائر

حمداني يبرز مآثر الدبلوماسية الجزائرية في خدمة الاستقلال دعوة الشباب للتحصن بالروح الوطنية



دعا رئيس الحكومة الأسبق، السيد اسماعيل حمداني، الشباب والطلبة إلى التحلي بالوطنية لتفادي الانزلاقات التي شهدتها بعض الدول العربية في إطار ما يسمى ب "ثورات الربيع العربي"، عن طريق التشبث بالوحدة الوطنية لا الجهوية وسلك طريق الدراسة والعلم والثقافة لمجابهة التحديات التي تنتظر البلاد.
واغتنم السيد حمداني فرصة المحاضرة التي ألقاها، أمس، بثانوية الرياضيات الجديدة بالقبة بالجزائر العاصمة حول "الدبلوماسية الجزائرية في خدمة الاستقلال"، لتوجيه رسالة واضحة للشباب من أجل الاضطلاع بمسؤولياتهم والحفاظ على المكاسب التي حققها السلف الصالح في ظل الوضع الدولي الصعب الذي يتطلب العمل في إطار وحدة الصف.
وتركزت المحاضرة التي ألقاها رئيس الحكومة الأسبق، في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية من تنظيم وزارة الشؤون الخارجية عن طريق المعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية ووزارة التربية الوطنية، على إبراز دور الدبلوماسية الجزائرية خلال الثورة التحريرية من منطلق أن السياسة الخارجية تعد امتدادا للسياسة الداخلية.
وقال السيد حمداني إن حنكة الدبلوماسية الجزائرية تغلبت على الجانب العسكري لفرنسا الاستعمارية، من خلال ايصال صوتها إلى منظمة الأمم المتحدة وإبراز عدالة القضية التي التف حولها الشعب بأكمله، مما أحرج فرنسا التي كانت تريد إقناع المجموعة الدولية بأن من كان يقوم بهذه الثورة مجرد عصابة خارجة عن القانون.
وأوضح السيد حمداني أن السلامة الترابية ووحدة الشعب تمثلان أهم المبادئ التي تعتمد عليها الدبلوماسية الجزائرية، مشيرا إلى أن الجزائر تمسكت بهذه المبادئ منذ حرب التحرير الوطني، وأنه خلال المفاوضات التي أفضت إلى اتفاقيات إيفيان التي وضعت حدا للاستعمار الفرنسي، ركز المفاوضون الجزائريون على وحدة كامل التراب الجزائري بما فيه الصحراء.
وفي سياق حديثه عن إزالة مخلفات الاستعمار، أوضح المحاضر بخصوص قطاع المحروقات أن الشركات الفرنسية كانت تستولي على حقول البترول في الجنوب إلا أن المفاوض الجزائري أكد خلال هذه الاتفاقيات على الوحدة الترابية، لا سيما وأن الشعب الجزائري فضل خوض حرب لأربع سنوات أخرى لتحقيق هذا الهدف، مضيفا أنه تم التوصل إلى اتفاق في 29 جويلية 1965 للتحكم في الجباية والبترول لتحضير تأميمات 1971.
أما فيما يتعلق بمسألة الحدود، فقد أكد رئيس الحكومة الأسبق أنه غداة الاستقلال لم تواجه الجزائر مشاكل مع جيرانها في الجنوب (مالي، النيجر وموريتانيا) عند إبرام اتفاقات ثنائية تحكم الحدود، إلا أنه أشار إلى أن الوضع لم يكن كذلك مع جيرانها في ليبيا وتونس والمغرب الذين كانوا يحتجون على رسم الحدود الخاصة بالفترة الاستعمارية،
غير أن الجزائر بفضل دبلوماسيتها -يضيف السيد حمداني- تمكنت من التصدي لذلك معتمدة على التشريعات الدولية، التي تؤكد على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار، مضيفا أن الدبلوماسية الجزائرية استمرت في لعب دورها الأساسي الذي سمح للبلاد بفرض نفسها على الساحة الدولية، لاسيما من خلال الدفاع عن حقوق الشعوب في الاستقلال وكذا احترام الشرعية الدولية.
كما تحدث رئيس الحكومة الأسبق عن مكانة الجزائر الدولية في المنابر الدولية مثلما هو الشأن لدول عدم الانحياز وعلاقاتها مع بعض الدول وتفضيلها خلال تلك الفترة لسياسة المقاطعة مع بعض الدول الغربية بسبب مواقف لها علاقة بقضايا دولية.
وفي رده على أسئلة التلاميذ، نفى السيد حمداني أن تكون الحكومة المؤقتة قد قدمت تنازلات لفرنسا من أجل الاستقلال كما هو الشأن لبقاء قواعد عسكرية فرنسية في الجزائر بعد خروج المستعمر، مشيرا إلى أن كل ذلك يدخل في إطار التضليل وأنه لا يمكن الحديث إلا عما يمكن تسميته ب "التسهيلات" المذكورة في سياق استعادة خيرات البلاد تدريجيا، كما هو الشأن مع تأميم المحروقات بسبب الظروف الجديدة التي كانت تواجهها البلاد بعد الاستقلال.
يذكر أن المحاضرة حضرها الأمين العام لوزارة التربية الوطنية، السيد خلادي بوشناق
ورئيس المعهد الدبلوماسي للعلاقات الدولية، السيد عبد العزيز بوقطاية، إلى جانب ممثلين عن السلطات الولائية لبلدية حسين داي وتلاميذ من بعض الثانويات الأخرى بالعاصمة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)