الجزائر

حماية من الأمراض الصامتة



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
دعا المشاركون في أشغال اليوم التحسيسي حول الأمراض المهنية، الذي بادر مؤخرا، الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، وكالة الجزائر، إلى تنظيمه وحمل شعار "الأمراض المهنية قضية الجميع"، إلى ضرورة أن يلعب المستخدم أو رب العمل دوره عندما يتعلق الأمر بصحة العامل، من خلال توفير طب العمل الذي يقع على عاتقه إخضاع العامل إلى فحوصات دورية، لحمايته من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المهنية وحوادث العمل، وتعزيز مكانة العامل في المؤسسة.
حسب السيدة صفية لخضر شاوش، مسؤولة مصلحة الوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية، فإن المهمة الأولى التي تقع على عاتق مصلحة الوقاية من خلال خرجاتهم الميدانية، هو التأكد من مدى التزام رب العمل بتوفير ظروف العمل، ليتسنى للعامل القيام بعمله.
حسبها، فإن الزيارات كشفت، خاصة في ورشات البناء، عن وجود عدد من الخروقات والعمال معرضين لمختلف أنواع الخطر، بسبب غياب وسائل الحماية من مختلف المخاطر المهنية الفردية منها كالقبعات، والجماعية، فضلا عن أن أغلب العمال غير مؤمنين اجتماعيا، رغم أن القانون يلزم رب العمل بتأمين العمال لضمان حقوقهم، وهو ما يجعلهم ضحايا ويفقدون كل حقوقهم في الحماية من مختلف الأمراض المهنية والحوادث، ومن هنا تظهر حسبها أهمية مثل هذه الأيام التحسيسية لتثقيف العامل وتوعيته بكيفيات تحصيل حقوقه.
من جهة أخرى، أوضحت المتحدثة أن بعض المؤسسات لا تحرص على توفير طب العمل الذي يلعب دورا هاما في الكشف عن الأمراض المهنية المسجلة في الجدول، والتي يقدر عددها ب85 مرضا مهنيا يمكن أن تصيب العامل من جهة، وتحدد ما إذا كان العمل الذي يقوم به العامل يتناسب مع قدراته وإمكانياته الجسدية والنفسية، غير أن عدم استجابة بعض أرباب العمل، خاصة في القطاع الخاص، عرض العمال للخطر وأفقدهم حقوقهم في التعويض.
من جهتها، أشارت نوال معامير، طبيبة عمل بمديرية الصحة والسكان لولاية الجزائر، إلى تسجيل 140 مرضا مهنيا مصرحا به سنويا على مستوى ولاية الجزائر، وحسبها، تظهر أهمية طب العمل في مختلف المؤسسات المستخدمة، في كونها تمكن العامل من أداء دوره وحمايته مما يسمى بالأمراض الصامتة، التي لا تظهر سريعا، ومنها مثلا الصمم، حيث يلعب طب العمل دورا هاما في الكشف عنها من خلال الزيارات الدورية للعامل، وتضيف "غير أنه رغم أن طب العمل يقوم بدوره، إلا أنه يظل غير كاف، لقلة الموارد البشرية والمادية، لأن بعض المؤسسات المتعاقدة مع طبيب العمل تحتاج إلى زيارات دورية من أطباء العمل أكثر من مرة واحدة في السنة، غير أن ضعف الإمكانيات، خاصة البشرية ممثلة في قلة الأطباء، تجعل بعض العمال يقومون بزيارة طبيب العمل مرة واحدة فقط في السنة، وهذا غير كاف، خاصة في بعض المؤسسات التي تسبب للعامل التعب، كالمصانع وورشات البناء والمخابر والعاملين في مجال النظافة".
من جهة أخرى، أوضحت محدثتنا أن بعض أرباب العمل يحرصون على توفير طب العمل، غير أنه يظل غير مفعل، لأن رب العمل لا يحرص على تنبيه العامل بضرورة الخضوع للفحص الدوري، مما يتطلب حسبها العمل على تحسيس العمال بأهمية طب العمل لضمان حقوقهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)