الجزائر

حماية الحيوانات من البشر



بعدما غنى الباحي أغنيته الشهيرة "يا المقنين الزين" الأكيد أنه بعد الحرائق التي طالت الغابات سيغني غيره عن الذئب الزين، وعن " الحلوف الزين" وعن الثعلب الزين" والقنفود الزين" و" والأرنب الزين" وغيرها من الحيوانات الجميلة التي أتت عليها النيران وابادتها، وربما لن نر حيوانات برية أخرى إلى الابد في غاباتنا، فالحرائق لم تتلف الأشجار فقط، وإن كان بعض هذه الأشجار سيعوض مع السنوات حتى وان كانت طويلة فإن حيوانات كثيرة لن تعوض ولو انتظرنا إلى يوم الدين، فقد كانت الجزائر تعاني من قبل انقراض حيوانات كثيرة حتى قبل الحرائق، لتأتي الحرائق على ما بقي من حيوانات نادرة، فقد تحدث الناس عن قرود نفقت اختناقا وحرقا في جبال شفة، ومنها قرود نادرة جدا، ورأى البعض قطعان من ذئاب في المدن والشوارع تسير على حواف الطريق خائفة من البشر، بعدما هربت من الحرائق التي أتت على الأخضر واليابس والحي والميت ولم تترك في طريقها أي شيء، ما حدث فعلا كارثة وطنية وليست ايكولوجية فقط، وربما هنا يمكن أن نفهم لماذا لماذا توجد في أوربا جمعيات خاصة لحماية الحيوانات، وحتى حماية الحمير لأن هذه الدواب لا يوجد من يحميها وإن كان في أوربا البشر يحترمون ويتعايشون مع الحيوانات البرية، فإننا هنا لم نترك لا العصافير ولا حتى الخنازير، فقبل الحرائق كان عصفور الحسون " المقنين" مطارد وبعدما كان في الثمانينات والتسعينات يصدح في الشرفات وأشجار الحدائق العامة و أعشاب الوديان وبين المدن انقرض اليوم تماما ولم تتبق منه سوى أعداد قليلة في الغابات ربما تكون قد أتت عليها النيران، وهو نفس المصير الذي واجه الأيل البربري في أوائل التسعينات اين اختفى من غابات القالة تماما ولم يعد يرى منه ولو رأس واحد منه، والظاهر أننا فعلا إلى قرار سياسي لحماية الحيوانات من البشر .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)