حمام سليمان: رمز تاريخي في قلب تلمسان

حمام سليمان، الذي يقع في مدينة تلمسان، هو مكان رمزي مرّ عبر عدة أجيال. تم بناء هذا الحمام التقليدي في القرن التاسع عشر، بين عامي 1800 و 1860، وهو ليس مجرد منشأة للاستحمام، بل هو شاهد حقيقي على التاريخ الاجتماعي والثقافي للمنطقة. اسمه "سليمان" يعود إلى شخصية هامة في تاريخ المدينة، وليس "بن سليمان"، كما ذكره بعض الأشخاص عن طريق الخطأ.

لقد كان حمام سليمان مكانًا للقاء بين أجيال عديدة من تلمسانيين. يتذكر الكثيرون اللحظات التي قضوها فيه، سواء للاستجمام بعد يوم عمل طويل أو للقاء الأصدقاء والعائلة لتبادل الحديث. كان يعتبر مكانًا للود والراحة، حيث يمكن للناس أن يتحدثوا عن كل شيء أثناء الاسترخاء في أجواء تقليدية.

على مر العقود، انتقل الحمام من يد إلى أخرى، حيث تم نقله إلى العائلة "غورمالا"، التي تولت إدارته بعد أن تم نقله إلى الدولة. وهكذا أصبح يُعرف أحيانًا باسم "حمام غورمالا"، رغم أن اسمه الأصلي "حمام سليمان" لا يزال حاضراً في ذاكرة الأجيال القديمة. الشهادات التي يرويها سكان المدينة عن حرارته، وأحاديثه، وأجوائه الودية، تُظهر الأهمية الكبيرة لهذا الحمام في الحياة اليومية لتلمسانيين، خاصة في الستينات والسبعينات.

ورغم أن الحداثة قد غيّرت بعض جوانب المدينة، فإن "حمام سليمان" لا يزال يُعتبر رمزًا حيًا لتلك الحقبة الماضية، حيث كانت التقاليد أكثر رسوخًا في العادات، وكان الوقت الذي يقضيه الناس في الحمام يعني الكثير من المشاركة والراحة والود.