حمام الحاجب

ان الجزائر من أكبر بلدان أفريقيا من حيث المساحة والبلد الأكبر في الرتبة 10 عالميا من ناحية المساحة ، فالصحراء هي الجزء الأكبر منها وتتخللها الهضاب والتلال ، فمساحتها شاسعة تمتد بين شطان البحرشمالا وأعماق الصحراء جنوبا، زاخرة بثروات من المقاصد السياحية المتنوعة والتي تجذب السياح من كل انحاء العالم نظرا لامتلاكها تشكيلة مميزة من المعالم السياحية منها الشواطئ الجميلة النظيفة ذات الشمس والهواء والطقس المعتدل، واخرى صحراوية ذات بيئة ساحرة يمزج فيها الإنسان أصالة تقاليده وتراثه مع صدق وفادته وترحيبه. فالكرم صفةٌ من صفات الصحراوي ،فهي تجري في عروقة كصفاته الأخرى من شهامة وإباء وعزة نفس التي توارثها الاسلاف من سلف لاخر فهو لا يصطنعها ولا يتكلفها انما هي عفوية خالصة يتميزبها جل سكان المناطق الصحراوية التي بوابتها عروس الزيبان ولاية يسكرة , حيث تعتبر بوابة الصحراء من المناطق التي تنفرد ولاية بسكرة بخصائص وثروات متعددة, الذي جعل منها متحفا طبيعيا لآثارهامة تركتها الحضارات المتعاقبة على أرضها, فهي نطاقا سياحيا يستقطب السياح من كل صوب .

فهي مهدا للحضارات و العلم و الثقافة و مركزا للإشعاع الديني و السياحي الفاتن, فبماضيها التاريخي والبطولي الحافل بالتضحيات و الجهاد المقدس تنطلق المسيرة السياحية في مجالات متعددة بولاية بسكرة نحو آفاق الازدهار. فمنذ الأزل كانت بسكرة همزة وصل بين الشمال و الجنوب ومعبراً سياحيا جد هام, إذ باتت تزخر بموقع إستراتيجي تألقت فيه ثرواتها ومؤهلاتها , فهي مسلك لأهم مناطق الجنوب فمن هذا هي تدعو السائح لزيارة واكتشاف ماتمتلكه من مقاصد سياحية مختلفة من خلال عدة خصائص ومميزات ابرزتها على غيرها من المناطق الاخرى , فهي تزخر بمختلف المعالم من منها ماهو على شكل معالم تاريخية كالمركب الإسلامي المعروف بعقبة بن نافع الفهري , وعدة زوايا ومساجد عتيقة كمقام سيدي زرزور و مسجد سيدي مبارك بخنقة سيدي ناجي اضافة الى اثار الثورات الشعبية كثورة الزعاطشة بليشانة, ومنها ماهوعلى شكل تراث وتقاليد كالصناعة التقليدية المتمثلة في صناعة الخزف و الفخارو صناعة الزرابي, و منها الطبيعة كالمياه المعدنية ,المناظر الطبيعية,السدود,وخاصة الينابيع الحموية .

فتزخر ولاية بسكرة بأحواض وحمامات معدنية طبيعية كحمام الصالحين المتواجد وسط المدينة وحمام البركة المتواجد ببلدية الحاجب , حيث تمتاز هاته المركبات الحموية بخصائص مختلفة متعددة منها العلاجية ومنها الاستجمامية مما جعلها تجذب السياح والمرضى , مما خول هذا في تطوير السياحة بمنطقة الزيبان ذات الطابع الحموي .

تشتهر الحمامات المعدنية بفوائدها العلاجية الكثيرة على مستوى الصحة الجسدية والنفسية، فهي تمنح زائرها الشعور بالاسترخاء والهدوء، وتعالج الكثير من الأمراض بخاصة التهاب العظام المفصلي المزمن و التهاب العظام الروماتزمي وعلاج مرض النقرس المزمن وعلاج الالتهاب الليفي والعضلي.زيادة على علاج الشلل بمختلف أنواعه وعلاج الالتهابات الجلدية والطفح الجلدي والإكزيما،و ضبط معدل ضربات القلب وتوسيع الأوعية الدموية، وزيادة معدل تدفق الدم، إضافة إلى تهدئة الأعصاب واسترخائها.كما أن المياه المعدنية مفيدة في علاج أمراض الجهاز التنفسي وخاصة الجيوب الأنفية، والربو، والنزلات الشعبية. وينصح الخبراء بزيارة الحمامات المعدنية لعدة مرات تصل الى ست مرات في السنة من أجل الحصول على الفوائد العلاجية المتوخاة منها.

وحسب علماء الأثار فان اسم الحمام المعدني يرجع تسميته الى السكان القدامى من العهد العثماني ويؤكد العديد من الزائرين لمركب الحمام المعدني على تفضيل العلاج في فصل الصيف على سائر فصول السنة وبخاصة الربيع، بسبب عدم الاكتظاظ والزحام، سواء داخل المرفق الحموي أو داخل المدينة السياحية التي تكتظ عن آخرها خصوصا في فصل الربيعومن فوائد الحمامات المعدنية والتي تحتوي على مواد حرارية كبريتية من ضمنها أمراض الجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزمية والجلدية والتنفسية و المصابين بأمراض الغضاريف المفصلية فقد أكدت النشرة الصحية عن المنتجعات وتمارين المياه الساخنة الصادرة عن المؤسسة الأمريكية لالتهاب المفاصل، أن المرضى المصابين يستجيبون جيدا للحرارة التي ساعدت على إرخاء عضلاتهم بشكل كبير، وتخفيف الألم والتصلب وأتاحت لهم حرية الحركة من خلال ممارسة التمرينات والنشاطات اليومية بسهولة أكبر وتعتبر المياه الساخنة حسب بعض الخبراء في الصحة بأنها تساعد على ترخي العضلات ويحصلوا على نوم أفضل و احساسهم بالنشاط والحيوية وتزيد من تدفق الدم . واحسن طريقة لاستخدام الحمام يحتاج الجسم من 20 إلى 30 دقيقة في الحمام في الجلسة الواحدة، ويفضّل البقاء في هذه الأجواء لمدة أسبوع وأكثر للإستفادة القصوى، مع عدم التعرض لتيارات الهواء البارد بعد الخروج من الحمام، لعدم الإصابة بنزلات البرد. يجب الاسترخاء بعد الخروج من الحمام حتى ترتاح للعضلات وتتكيّف مع وضعها الجديد.